> الفيلم: Açúcar («سكّر»)
> إخراج: سيرجيو أوليفييرا،
ريناتا بنايرو
> النوع: دراما | البرازيل (2017)
> تقييم: *** (من خمسة)
يتعامل هذا الاشتراك الرسمي في مهرجان ريو دي جانيرو الأخير، ومسألة العلاقة غير الودية التي ما زالت قائمة بين العرقين البرازيلي الأبيض والبرازيلي الأسود، ذلك الذي تم استيراده قبل قرون من أفريقيا.
حكاية باثانيا (ماييف جنكنغز) العائدة من المدينة إلى الريف حيث وُلدت قبل 40 سنة. هي رحلة طويلة من العاصمة إلى مزرعة السكر التي ورثتها باثانيا في الشمال الشرقي من البلاد. القارب الذي نقلها من محطة الوصول إلى الأدغال القريبة شق طريقه بين أوراق الشجر. الكاميرا من بعيد والقارب (المفترض) بين الأوراق، لكنّه يسبر سطح الماء كما لو كان مسحوباً بحبل. ونحن لا نرى القارب كاملاً، مما يدفع للاعتقاد بأنّه ليس موجوداً في الأصل.
ننسى ذلك بعد قليل. حال وصولها إلى منزل العائلة المهجور تبدأ تلك باثانيا بفحص محيطها الجديد. البيت بلا إنارة والغبار يعلوه وكل شيء يئن من سنوات العزلة. ستقوم بإعادته إلى ما كان عليه سابقاً، لكنها في خلال ذلك ستلتقي بالأفريقيين الذين جلبهم البرتغاليون إلى تلك البلاد قبل مئات السنين وتركوهم بلا مستقبل أو معين وما زالوا.
هي حكاية عنصرين إذن: بيض وسود. وباثانيا، وقد غدت في منتصف العمر، ليست مستعدة لتجاوز مرجعيتها العنصرية حيال العاملين في الحقل وفي مقدمتهم «زَ» (جوزي ماريا ألڤيز) الذي يساعدها في إعادة تأهيل المنزل للسكن وأليساندرا (داندارا د موراس) الخادمة التي ستحاول باثانيا لاحقاً تعنيفها. تستطيع أن ترى عدم رغبة المرأتين في كسب ود متبادل. تحدٍ ينتشر تحت الجلد وبما أنّ الدراما تتمحور حول باثانيا، فإنّ التهمة موجهة إليها أصلاً وستبقى معها إلى أن تقرر أنها لا تريد البقاء في البيت فتغادره (في ذلك المركب الملتقط شراعه من بعيد).
معالجة كل من المخرجَين سيرجيو أوليفييرا وريناتا بنايرو تفرز شغفاً بالحالة الماثلة ولو أنّ الكاميرا تحافظ على مستوى واحد من التعامل مع المكان ومع الشخصية. اللقطات غير قريبة وحانية، وعندما تقترب فهي لالتقاط مشاعر نمت على الأوجه قبل أن تتحرك كاشفة التفاصيل عبر الحركة الكلية.
يتداخل في موقف بطلة الفيلم ذلك القدر من الرغبة المكبوتة التي تكشف لا عن احتدام صراع عاطفي فقط بل عن آخر نفسي. لكن مشهد تعنيف الخادمة بمصادرة راتبها ثم ضربها يأتي ليفصح الكثير عن المرجعية المتحكمة في باثانيا والتي تمنعها من قبول التعامل مع الخادمة بإنصاف وبمساواة.
الكتابة محدودة. ليس هناك الكثير من الشخصيات وليس هناك الكثير من الأحداث. لكنها، في الوقت ذاته، تتيح كل ما يلزم لفيلم يشرح أزمة امرأة مع عواطفها المكبوتة وتلك المعلنة. تصوير مناسب من فرناندور لوكَت يحفظ وحشة المكان ويؤطر كادراته على نحو ثاقب من دون تحميل المشهد ما لا لزوم له من زوائد.