{أسبوع الساعات ـ دبي} يأخذ على عاتقه مسؤولية التثقيف من خلال ندوات وورشات عمل

فعالية لا تتوخى الربح أو تستهدف البيع

هند صديقي خلال ورشة للنقش نظمتها شركة «بوفيه»
هند صديقي خلال ورشة للنقش نظمتها شركة «بوفيه»
TT

{أسبوع الساعات ـ دبي} يأخذ على عاتقه مسؤولية التثقيف من خلال ندوات وورشات عمل

هند صديقي خلال ورشة للنقش نظمتها شركة «بوفيه»
هند صديقي خلال ورشة للنقش نظمتها شركة «بوفيه»

بعد سنوات من الركود، لا تزال آمال صناع الساعات السويسرية الفاخرة معلقة على منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أكده «أسبوع دبي للساعات» الذي انتهت فعالياته في الـ20 من الشهر الحالي. فرغم أنه لم يمر على انطلاقه سوى 3 سنوات، فإنه يفاجئونا في كل مرة بخطواته السريعة نحو التميز والنُضج. فعالياته متنوعة توفر المتعة والعلم في الوقت ذاته، في رغبة واضحة للارتقاء بفن صناعة الساعات من جهة، وتثقيف الذائقة العربية المتشوقة لكل ما هو فريد من جهة ثانية. تشعر وأنت تجول في مقره بـ«مركز دبي المالي العالمي» بأنه قد يكون أصغر سناً من صالون جنيف ومن معرض بازل السويسريين، إلا أنه بدفئه وشغفه «الأفلاطوني» بهذه الصناعة يتفوق عليهما في كثير من النواحي؛ وصفه بالأفلاطوني يعود إلى أن الشغف هو دافعه الأول، وليس التجارة. من هذا المنظور فهو الفعالية الوحيدة في العالم من هذا النوع التي لا تتوخى الربح والبيع بقدر ما تطمح إلى إبراز الجانب الإبداعي للساعات الفاخرة. قد يقول البعض إن هذه المثالية تتعارض مع الوضع الاقتصادي الحالي، ومع الهدف الرئيسي لأي معرض مماثل، إلا أنها، وحسب ردود أغلب المشاركين من صناع الساعات - إن لم نقل كلهم، تُثلج الصدر، وتعتبر فرصة يلتقطون فيها أنفاسهم ويشحذون طاقتهم. والأهم من هذا توطيد علاقتهم بمنطقة الشرق الأوسط التي لم تخذلهم إلى الآن، منوهين أن الفضل في نشر هذه الروح يعود إلى مؤسسة «أحمد صديقي وأبنائه» وكل أفراد العائلة الذين توارثوا عشق الساعات أباً عن جد، ونجحوا في خلق أجواء حميمة.
محمد الصديقي، وهو من الجيل الثالث، أكد هذه العلاقة العُضوية، قائلاً: «نحن الآن شبكة تجزئة تتمتع بنحو 75 مركز بيع في الإمارات العربية، ونتعامل مع 60 علامة. ومع ذلك، نحرص حرصاً شديداً أن تكون العلاقة إنسانية، تحكمها المشاعر والقيم العائلية، أكثر من أن تكون اللغة المستعملة فيها مجرد أرباح وأرقام»، وتابع: «قبل أن نكون مؤسسة تجارية، نحن مؤسسة عائلية، وهو ما ينعكس على تعاملنا مع بعضنا بعضاً، ومع الآخر في الوقت ذاته، سواء كان هذا الآخر عميلاً أم زبوناً. فبحكم تجربتنا الطويلة، نُدرك أننا قد نحقق الربح في عام، وهذا جيد لأنه يُحفزنا على التفكير في استراتيجيات مستقبلية نستهدف منها تحقيق المزيد من النجاح والاستمرارية. لكننا نُدرك أيضاً أننا معرضين في عام آخر إلى تذبذبات السوق، وهو ما علينا تجاوزه بأسلوب راقٍ وإنساني. في الأوقات الصعبة، نتناقش ونبحث عن حلول تمكننا من تحسين الوضع، ليكون العام المقبل أفضل من العام المنصرم، لكننا دائما نُنهي المناقشة على نغمة إنسانية بأن نسأل عن أحوال أفراد العائلة وصحتهم. أنا لا أخفي أننا في وضع يُمكننا من ذلك بحكم العلاقة الطويلة والمستمرة مع عملائنا».
الصعوبة، كما اعترف بها كل من محمد الصديقي وغيره من المشاركين، تكمن في التعامل مع المجموعات الضخمة التي يتلخص همها الأول والأخير في تحقيق الربح في نهاية كل عام. هذه الميزة، أو بالأحرى الترف، تجسد في كل فعالية من فعاليات الأسبوع، لأنها أدخلت الزوار والمشاركين عالماً ساحراً لا يعرف خباياه وخفاياه سوى العاملين في لا شو دو فون أو لو لوكل، معقل هذه الصناعة. كان الهدف واضحاً، وهو تثقيف الزوار وكسبهم كزبائن على المدى البعيد، باستعراض الحرفية والدقة التي تتطلبها كل ساعة، وإشراكهم بطريقة ممتعة في ورشات عمل تباينت بين نقش علب وموانئ الساعات أو تلوينها أو محاولة تركيب مكوناتها. هذا الاستقطاب امتد إلى صغار السن، ما بين 8 أعوام و15 عاماً، الذين نظمت لهم «دار كريستيز»، وهي أحد المشاركين، ورشات خاصة لتعليمهم مفهوم المزادات الفنية، وكيف تتم عملية المزايدة، بدءاً من كيفية اختيار الساعة، وصولاً إلى الالتزام بالميزانية المحددة. وهنا تكمن قوته، وهذا ما يميزه عن صالون جنيف للساعات الفاخرة ومعرض بازل.
الأسبوع الذي يُنظم تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس «هيئة دبي للثقافة والفنون»، واستقطب هذا العام ما لا يقل عن 40 شخصية من عشاق الساعات والمقتنين، وطبعاً صناع الساعات الذين تم تقسيم إبداعاتهم في جناحين؛ أحدهما للساعات الكلاسيكية، والآخر للساعات المعاصرة، قائم على استعراض جديد شركات كبيرة، لكن على جلسات نقاش في المقام الأول؛ ندوات تحدث فيها المقتنون وصناع الساعات عن تجاربهم وخبراتهم لتسليط المزيد من الضوء على خفايا هذه الصناعة التي تحركها رغبة محمومة في الابتكار والإبداع. والمواضيع التي تناولتها هذه الندوات عكست ثقافة العصر وتغيراته، مثل ندوة عن الجيل الجديد من صناع الساعات والزبائن، وأخرى عن الساعات ذات الوظائف المعقدة، وما إذا كانت مخصصة للرجل فقط أم أصبحت تشمل المرأة، وأخرى عن العوائل التي توارثت حب الساعات عبر الأجيال، وكيف أثرت هذه الصناعة على مر العقود.
مناقشات أخرى تناولت الدور الذي تلعبه دور المزادات، وكيف غيرت التقنيات المتطورة صناعة الساعات إلى الأبد، إضافة إلى دور صانعي الساعات الشباب في إعادة صياغة فن إدارة الوقت. ولم ينس الأسبوع أن يتطرق إلى مسيرة الساعات الكلاسيكية التي تركت بصمة واضحة في عالم الساعات عبر التاريخ. وما أعطى هذه الندوات زخماً أن المشاركين فيها كانوا من الوزن الثقيل. نذكر منهم باسكال رافي، مالك دار «بوفيه»، وكورت كلاوس صانع الساعات الأسطوري لدى «أي دبليو سي»، ولورانس نيكولاس رئيسة قسم الساعات لدى «ديور»، إلى جانب المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«هودينكي»، وفرنسوا بول جورنيه مؤسس «بي إف جورنيه»، وآخرين.
تستشف من نقاشاتهم أنهم يُدركون أن زبون اليوم يختلف عن زبون الأمس، ويتطلب مخاطبته بلغة جديدة.
فعدا أنه أصغر سناً، فإن دافعه للاقتناء أو شراء ساعات فريدة يكون غالباً رغبته في مواكبة الموضة. ومن هنا اجتهدت كثير من الشركات أن تُلبيه إلى حد ما. وكانت النتيجة تنوعاً كبيراً في إصداراتهم، من التعقيدات التي تخاطب أسلوب حياة هذا الزبون، إلى إدخال ألوان على الأحزمة، وتوفير إمكانية تغييرها بضغطة زر، مروراً بإدخالهم خامات ومواد جديدة، مثل المطاط والتيتانيوم وما شابه.
ومن جانبهم، أخذ منظمو أسبوع دبي نفسه على عاتقهم أن يعرفوا هذه الشريحة الشابة بأن صناعة الساعات لا تتبع توجهات الموضة الموسمية بقدر ما تتبع تعطش المُصنعين والحرفيين للابتكار وإبداع تحف يمكن أن تتحول إلى استثمار بعيد المدى. فهذه الشريحة التي كانت إلى عهد قريب قد تحضر الأسبوع، والبعض منهم لا يزالون يعتقدون أن اسم الشركة المصنعة هو ما يحدد قيمة الساعة ومكانتها في السوق، من دون أن تكون لهم دراية وافية بميكانيكيتها، والأسباب التي تُميزها عن غيرها، أو تُبرر أسعارها العالية، ويخرجون منه وقد فهموا أن الأسعار العالية لها ما يبررها، فهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأبحاث والحرفية والدقة التي تتضمنها كل ساعة، وتتطلب مئات الساعات من العمل.
- أجمل ما في الأسبوع هو مخاطبة الزبائن وعشاق الساعات، من المقتنين أو الطامحين لدخول نادي الاقتناء، من دون أي ضغوط تُشعرهم بأن الجانب التجاري هو الغالب. ولا يختلف اثنان على أنها استراتيجية ذكية من شأنها أن تستقطب زبائن جُدد، سيكون لهم دور مهم في استمرار هذه الصناعة. فالدراية بخباياها وجمالياتها الفنية من الأمور التي يُفترض أن يعرفها الزبون ويُقدرها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأجيال الصاعدة.
- ما أكده الأسبوع أن الاعتقاد الذي كان سائداً في السابق، بأن الرجل أكثر اهتماماً من المرأة بالساعات الميكانيكية ذات الوظائف المعقدة، لم يعد صحيحاً، وهو ما تؤكده أرقام المبيعات.
فالمرأة هي الأخرى أصبحت زبونة لا يستهان بها، حتى على مستوى الاقتناء. فقد تعلمت اللعبة، وأصبحت تفهمها جيداً، بدليل أن الساعات المرصعة بالأحجار لم تعد وحدها التي تثيرها، وإن كانت لا تزال تلقى هوى في نفسها، إذا كانت بتصميم أنيق. ما يُثيرها أكثر هو اقتناء ساعة مميزة، يمكن أن تتحول إلى استثمار بعيد المدى، أو إرث تتركه للأجيال القادمة من دون أن يؤثر عليه الزمن.

إصدارات فريدة وأخرى حصرية للشرق الأوسط

> ساعة «بورتيغيز توربيون هاند وايند» Portugieser Tourbillon Hand - Wound بعدد محدود لا يتعدى 25 ساعة أطلقتها دار «أي دبليو سي شافهاوزن» حصرياً لجامعي السّاعات في الشرق الأوسط. تتمتّع الساعة بقالب أنيق يبلغ قطره 43 مليمتراً، وسوار أسود مصنوع من جلد التمساح. ويحتوي الميناء الأخضر على توربيون طائر عند موضع الساعة 9، بينما تزيّنه عقارب ذهبية. وفيما يتعلق بالحركة 98900 فهي تضمّ ميزاناً نابضاً دون مؤشرات، يمكن اعتباره إحدى سمات «أي دبليو سي» الشهيرة.

> بما أن دار «أوديمار بيغيه» ستحتفل في عام 2018 بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لساعة «رويال أوك أوفشور»، التي أُطلِقَت للمرة الأولى عام 1993 كان من الطبيعي أن تعرض 3 إصدارات جديدة من هذه الساعة الرياضية الأيقونية في أسبوع دبي. فقد أعادت إصدار الساعة الأصل «رويال أوك أوفشور أوتوماتيك كرونوغراف»، وكذلك الساعة الجديدة «رويال أوك أوفشور توربيون كرونوغراف» بتصميمٍ مُعاصر لمينائها بنسختين؛ الأولى بالفولاذ المقاوم للصدأ، والثانية بالذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، كل منهما بإصدارٍ محدود يقتصر على 50 قطعة.
تجدر الإشارة إلى أن الدار، ومنذ إصدارها هذه الساعة عام 1993، أطلقت أكثر من 120 نسخة مختلفة من هذا الموديل البالغ قياس قطره 42 مم بمواد مختلفة مثل الفولاذ المُقاوم للصدأ (ستانلس ستيل)، والتيتانيوم، والذهب، والبلاتين. الجديد هذا العام أن الإصدارين استُوحيا من الساعة السابقة (رويال أوك أوفشور توربيون كرونوغراف) لكن مع حركة أعيد تصميمها بالكامل احتفالاً بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمجموعة «رويال أوك أوفشور»، إضافة إلى أن التاج والأزرار الضاغطة جاءت مشغولة من السيراميك بدلاً من المعدن والمطاط.

> بحكم أن الأسبوع يُنظّم هذا العام تحت شعار «الكلاسيكية والعصرية»، فإن دار «بانيراي» شعرت بأنها تلعب في ميدانها. فساعاتها تُجسد هذا الشعار في أجمل وأرقى حالته، سواء تعلق الأمر بمجموعة «راديومير» أو مجموعة «لومينور»، فخلال الأسبوع قدمت الشركة ساعتها «لومينور دوي» Luminor Due، التي أطلقتها مؤخراً واستوحتها من تصميم علبة «لومينور» العائدة إلى خمسينيات القرن الماضي، من دون أن تنسى أن تضيف إليها لمسة عصرية وجديدة. والنتيجة أنها جاءت لتكون المجموعة الأقل سماكة وتنوّعاً بين كل ابتكارات «بانيراي»، علماً بأن الشركة سبق وكشفت هذا العام عن 4 نماذج جديدة ضمن هذه المجموعة، يبلغ قطر نموذجين منها 42 ملم مع طاقة احتياطية تدوم حتى 3 أيام، وهما متوفران بعلبة حاضنة من التيتانيوم مع حزام باللون الأزرق، أو بعلبة حاضنة من الذهب الأحمر مع ميناء باللون العاجي وآلية حركة مهيكلة بدقة. بينما صُمم النموذجان الآخران بعلبة حاضنة مصنوعة من الفولاذ أو التيتانيوم، بقطر يبلغ حجمه 45 ملم، وهما مزوّدان بعيار من نوع «P.4000» لا تتعدى سماكته 0.5 ملم، أي نحو 40% أقل من النماذج الأخرى.

> من بين الساعات الأكثر إثارة وتعقيداً، ساعات «الغيروتوربيون»، و«التوربيون» المرصعة بالماس، وساعات التقويم الدائم، بالإضافة إلى بعض الساعات من فئة المجوهرات الراقية من دار «جيجير لوكولتر». كما برزت في هذه التشكيلة ساعة الدار الأيقونية «ريفيرسو تريبيوت غيروتوربيون» التي عُرضت للمرة الأولى في الشرق الأوسط. «ريفيرسو تريبيوت غيروتوربيون» ساعة تتميّز بتعقيداتها الساعاتية الكبرى، وهي بمثابة إشادة وتكريمٍ للساعة الأيقونية الرمزية التي رأت النور عام 1931، تحتضن بداخلها حركة مُزوّدة بميكانيكية غيروتوربيون لتُجسد التطور الذي يميز «جيجير لوكولتر» في صناعة الساعات، وتكشف عن وجهين لها، عدا مفاجآت أخرى مثل التخريم الفني الكامل على وجهها الخلفي. وتأتي نسختها المصنوعة من البلاتين بإصدارٍ محدود من 75 قطعة فقط.
تم أيضاً عرض مجموعة أخرى لا تقل تطوراً ورقياً، يمكن القول إن القاسم المشترك بينها هي تعقيداتها، مثل: «ماستر غراند توربيون، وماستر غراند تراديسيون غراند كومبليكاسيون، وديومتر سفيروتوربيون بلو، بالإضافة إلى غيرها من الموديلات مثل «روندي فو» و«ريفيرسو» و«غيوفيزيك» من دون أن ننسى «هيبريس أرتيستيكا™».

> قدمت شركة «هوبلو» مجموعة من الساعات التي استعرضت فيها ميلها إلى استعمال مواد وخامات جديدة، وأحياناً غريبة، تطوعها بشكل يناسب العصر. في ساعة «بيغ بانغ برودري شوغر سكال فليو» BIG BANG BRODERIE SUGAR SKULL FLUO، تعاونت مع شركة «بيشوف» السويسرية، المتخصصة في التطريز، لتأتي ثمرة هذا التعاون مجموعة تحاكي بأناقتها الـ«هوت كوتير»، زُخرفت بومضات فلورية بأربع صياغات ساطعة من دانتيل الغيبور لتزيين المعصم: الأزرق الكوبالتي، والأصفر الزاهي، والوردي المتوهّج، وأخضر الملكيت.
ما تذكره «هوبلو» أن حرفيي «بيشوف» الواقعة في سان غالن القريبة من زيوريخ، ابتكرو لها تطريزاً خاصاً على الأورغنزا الحريري يضمّ زخرفة دقيقة لأزهار بأنماط أرابيسك، تكشف بنعومة عن تصميم «الجمجمة» الذي سيزيّن القرص.
ويبرز هذا الدانتيل الفلوري على خلفية السيراميك الأسود، ما يمنح الساعة بعداً جميلاً.
أمّا العلبة البالغ قطرها 41 مم فتكشف عن زخرفة «الجمجمة» بألوان متوهّجة، يعزّزها 12 حجراً كريماً ملوّناً (أحجار ياقوت زرقاء، وصفراء أو وردية، أو أحجار عقيق أخضر) وحزام مطرّز بزخرفة ساطعة.
4 نسخ بألوان مختلفة صُنعت كلّ منها بإصدار محدود من 100 قطعة.

> تعتبر شركة «زينيت» رائدة في صناعة الساعات الميكانيكية، إذ إن خبرتها في هذا المجال تمتد إلى أكثر من 152 عاما.
وقد كشفت خلال هذا الأسبوع عن الساعة Defy Lab - ذلك الابتكار الجديد الذي يتحدى المفهوم التشغيلي للساعات الميكانيكية الذي أرساه العالم Christiaan Huygens في القرن السادس عشر. وتعتبر الساعة الميكانيكية الأولى والوحيدة التي يتجسد فيها تطور وتحسن مفهوم الميزان النابضي الذي تم الكشف عنه في يناير (كانون الثاني) عام 1675، لكن منذ ذلك العام لم يتغير مفهوم الميزان المزدوج والنابض الشعري (الميزان النابضي) الذي قدمه العالم Christiaan Huygens إلى الأكاديمية الملكية الفرنسية للعلوم في شكل ساعة.
الآن يحل المذبذب الجديد في شكله الموحد المتناغم، المصنوع من سليكون أحادي البلورات بتفاصيل أدق من شعر الإنسان، محل الميزان النابضي. فقد استبدل بالأجزاء البالغ عددها ما يقرب من 30 لضابط الوقت القياسي عنصر واحد لا يتجاوز سمكه 0.5 مم، مقارنة بسمك 5 مم الاعتيادي، وينبض هذا المذبذب بتردد يبلغ 15 هرتز، بسعة موجية مقدارها +/- 6 درجة، ويتسم بمخزون طاقة يصل إلى ما يقرب من 60 ساعة - ما يزيد بنسبة 10 في المائة عن مخزون آلية الحركة El Primero – رغم ارتفاع التردد بمقدار ثلاثة أضعاف، وهو ما يكفل لها دقة استثنائية. إضافة إلى كل هذه الميزات، فإنها أول ساعة يصنع فيها الجسم، قطر 44 مم، من الإيرونيث، أخف مادة تركيبية مصنوعة من الألومنيوم في العالم.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.