اختفاء 257 مليون دولار من الحسابات الختامية في صنعاء

تقرير أداء الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة يفضح فساد الحوثي

TT

اختفاء 257 مليون دولار من الحسابات الختامية في صنعاء

كشف تحليل الحسابات الختامية للتعاملات المالية للمؤسسات الحكومية في العاصمة اليمنية صنعاء، عن اختفاء مبالغ مالية تقدر بـ257.3 مليون دولار، وذلك منذ استيلاء الحوثي على السلطة حتى يوليو (تموز) الماضي؛ ما يفضح مدى فساد المتمردين.
وجاء في تقرير للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة يحمل الرقم 94 بتاريخ 21 يونيو (حزيران) الماضي، بخصوص مراجعة وتحليل الحساب الختامي للسلطتين المحلية والمركزية بأمانة العاصمة للعام المالي 2015، وأبلغ إلى أمين العاصمة، ظهور نقص بالموارد المحلية بأكثر من 8.1 مليار ريال يمني (18.6 مليون دولار) بنسبة 16.4 في المائة من الربط المعتمد البالغ أكثر من 49.8 مليار ريال يمني (115.8 مليون دولار)، وتدني نسبة الحصيلة من إيرادات الضرائب بنسبة 39.3 في المائة من الربط المعتمد، وتراجع المحصّل الفعلي بنسبة 29.1 في المائة عن إيرادات العام السابق.
وبحسب التقرير، بلغت المدورات على أمناء الصناديق أكثر من 92.2 مليون ريال يمني (214.5 ألف دولار) من الموارد المحلية والمشتركة، كما بلغت المشروعات المعتمدة غير المنفذة 381 مشروعاً بأكثر من 9.1 مليار ريال يمني (21.3 مليون دولار)
وكشف التقرير عن صرف الانقلابين أكثر من 1.7 مليار ريال يمني (4.1 مليون دولار) لتنفيذ مشروعات غير مدرجة ضمن البرنامج الاستثماري، وأن السلف المؤقتة في 31 مايو (أيار) 2015، بلغت أكثر من 7.6 مليار ريال يمني (17.7 مليون دولار) ريال، بينما كانت في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2014، أكثر من 1.7 مليار ريال يمني (4.1 مليون دولار).
وتبين أن أكثر من 44.8 مليون ريال يمني (104.2 ألف دولار) أرصدة جامدة من سنوات سابقة تمثل شيكات واردة وأوراقاً ذات قيمة وأمانات لدى بنوك دائنة أخرى، كما بلغ رصيد الغرامات مقابل المشروعات المنفذة أكثر من 1.3 مليار ريال يمني (3.2 مليون دولار).
وجاء في تقرير آخر للجهاز يحمل الرقم «97» بتاريخ 16 يوليو الماضي، خاص بمراجعة وتحليل الحساب الختامي للسلطتين المحلية والمركزية للعام المالي 2016، وأبلغ إلى أمين العاصمة، أن النقص في الموارد بلغ أكثر من 21 مليار ريال يمني (49 مليون دولار) وبنسبة 37 في المائة من الربط المقدر لها.
وأوضح تقرير أداء الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، أنه تم صرف أكثر من 759 مليون ريال يمني (1.7 مليون دولار) على 40 مشروعاً من خارج البرنامج الاستثماري، بالمخالفة لقانون السلطة المحلية رقم 4 لسنة 2000، وأن 495 مشروعاً بلغت المبالغ المعتمدة لها أكثر من 9.1 مليار ريال يمني (21.3 مليون دولار) لم تنفذ.
وخلص التقرير إلى أن الإيرادات المحصلة وغير الموردة (مدورة) لدى المحصّلين وأمناء الصناديق بلغت أكثر من 127.3 مليون ريال يمني (296 ألف دولار) ريال، كما أن السلف المؤقتة التي لم يتم تسويتها حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2016، بلغت أكثر من 9.7 مليون ريال يمني (22.5 ألف دولار) ريال، إضافة إلى ظهور نقص بالإيرادات الضريبية بأكثر من 1.9 مليار ريال يمني (4.5 مليون دولار)، وبنسبة 39 في المائة من الربط المقدر بأكثر من 5.3 مليار ريال يمني (12.4 مليون دولار).


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».