تونس: 80 سجيناً متهمون بالإرهاب يضربون عن الطعام

في سجن المرناقية غرب العاصمة التونسية

أكد سفيان مزغيش، المتحدث باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح التابعة لوزارة العدل التونسية، أن 80 سجيناً تونسياً يقبعون في سجن المرناقية (غربي العاصمة التونسية) يقومون حالياً بإضراب عن الطعام على خلفية مطالب غير مشروعة. وأكّد مزغيش، أنه «لا مجال للتفاوض أو التنازل بشأن هذه المطالب، وأن دوافع الإضراب تتلخص في عدم احترام القانون والنظام الداخلي للسجن».
ويعتبر سجن المرناقية من أكبر السجون التونسية، ويضم نحو سبعة آلاف سجين، من بينهم مئات العناصر المتورّطة في قضايا إرهابية. وتتّهم إدارة السجن العناصر الإرهابية بتحريض سجناء الحق العام على التمرد، وقال: إن أوامر «خفية» وصلت إلى سجناء القضايا الإرهابية منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بالدخول في إضرابات عن الطعام، وكان العدد محدوداً في البداية، قبل أن تنتشر المعلومات بين المساجين في حيز زمني ضيق ليصبح عدد المضربين بالعشرات.
وكان ستة عناصر متهمة بالإرهاب قد دخلت منذ أسبوعين في إضراب عن الطعام في سجن المرناقية، متهمة إدارة السجن بالتسبب في وفاة أحد السجناء، وانضم إلى هؤلاء العشرات خلال الآونة الأخيرة.
وأشار مزغيش إلى أن السجناء المضربين عن الطعام عددهم 80، وهم من المتورطين في قضايا إرهابية، وفنّد في الوقت ذاته ما تم تداوله بخصوص دخول ألف سجين في إضراب «وحشي»، وهم محل متابعة طبية ونفسية، وأكّد أن حالتهم الصحية مستقرة.
وذكر المصدر ذاته، أن المؤسسة السجنية التونسية تحترم المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وتعمل وفق مقتضيات الدستور الذي يكفل حق السجناء. واتهم المضربين بتعمدهم خرق القانون والنظام الداخلي للسجون.
ونفى مزغيش تسجيل حالات وفيات لسجناء متورطين في قضايا إرهابية، وأكد في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة التونسية خبر تسجيل أربع حالات لسجناء حق عام يتلقون العلاج داخل المستشفيات نتيجة أمراض مزمنة، على حد قوله.
وكانت الإدارة العامة للسجون والإصلاح التابعة لوزارة العدل التونسية قد نفت منذ نحو عشرة أيام دخول عدد من السجناء المتورطين في قضايا إرهابية في سجن المرناقية في إضراب جماعي عن الطعام. واعتبرت ما تداولته وسائل إعلام ومواقع إلكترونية تونسية «إشاعة تهدف إلى إثارة البلبلة في السجون، بغية إرباك المؤسسات العمومية ذات الصبغة الأمنية».
وخلافاً لهذا الموقف الرسمي، فقد أشارت مصادر حقوقية تونسية تدافع عن مجموعة من المتهمين بالإرهاب، إلى دخول عدد من المتهمين بالإرهاب في إضراب عن الطعام ممن يقبعون فيما يعرف بـ«الجناح السلفي»؛ وذلك على خلفية تعرضهم لسوء المعاملة ومنع الزيارات المباشرة لهم من قبل عائلاتهم، علاوة على تعرضهم لمضايقات أثناء أداء الصلوات؛ وهو ما دفعهم إلى اللجوء إلى إضراب الجوع الجماعي لإسماع أصواتهم والدفاع عن أنفسهم.