بعد 11 يوماً... الغموض ما زال يلف مصير الغواصة الأرجنتينية

الرئيس طالب بإجراء تحقيق جدي ومعمق للحصول على معلومات مؤكدة

TT

بعد 11 يوماً... الغموض ما زال يلف مصير الغواصة الأرجنتينية

ما زالت الغواصة العسكرية الأرجنتينية «سان خوان» بطاقمها البالغ عددهم 44 شخصا، حتى أمس، مفقودة، وذلك بعد 11 يوما على فقدان أثرها، رغم أعمال البحث الواسعة النطاق، وهو ما يشكل بالنسبة للبعض لغزا محيرا.
وفيما لم تقر البحرية والسلطات المدنية الأرجنتينية رسميا حتى الآن بانعدام فرص العثور على ناجين، اعتبرت النائبة في الأكثرية الرئاسية إليزا كاريو أن «الرئيس والحكومة لا يمكنهما قول ذلك لغياب إثبات رسمي. إنه حادث محتم، لقد ماتوا جميعا»، حسب ما صرحت به لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفقدت الغواصة «سان خوان» في 15 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، من دون أن تصدر نداء استغاثة. وقبل انقطاع الاتصالات، أشار قائد الغواصة إلى مشكلة على مستوى البطاريات، وهو عطل بحسب قوله لا يشكل عائقا أمام مواصلة الإبحار نحو قاعدة تمركزها في مار ديل بلاتا.
وكانت الغواصة الألمانية الصنع من طراز «تي آر - 1700»، التي تم تصنيعها قبل 34 عاما، في مهمة لمراقبة مناطق الصيد البحري الأرجنتينية، وفي طريق عودتها من تمارين عسكرية في جنوب القارة الأميركية.
ومنذ أكثر من أسبوع تجوب طائرات أميركية وبريطانية وأرجنتينية أجواء جنوب المحيط الأطلسي بحثا عن الغواصة، في جهود تنضم إليها روسيا في الساعات المقبلة، لتعد البلد الثالث عشر الذي ينضم لفريق البحث عن الغواصة المفقودة.
وجرت أعمال البحث بدءا على مساحة 500 ألف كيلومتر مربع، تم تقليصها لاحقا بعد معلومات عن انفجار في نطاق عمل الغواصة، لتقتصر على محيط الموقع المقدر للانفجار، على بعد 400 كيلومتر من السواحل الأرجنتينية.
ويتراوح عمق المحيط في هذه المنطقة بين 300 وألف متر.
وصرح المتحدث باسم البحرية الأرجنتينية إنريكي بالبي: «نستبعد فكرة أن الغواصة ما زالت على سطح الماء» نظرا إلى حجم الطاقم المشارك في أعمال البحث عنها، وأضاف متأسفا: «إننا نركز على رصد موقعها؛ لكننا لا نملك مؤشرا رغم الجهود كافة».
ونجا ثلاثة من طاقم الغواصة، أولهم حصل على مأذونية وغادر الغواصة لزيارة والدته المريضة أثناء محطتها في أوشوايا، ثم غادرها الثاني كذلك متوجها إلى البيرو لدواعي عمل، فيما حصل الثالث على إعفاء من المهمة للقيام بمعاملات عقارية.
وغادرت غالبية عائلات البحارة التي مكثت في قاعدة مار ديل بلاتا منذ إعلان اختفاء الغواصة المكان، باستثناء البعض. فيما طالب الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري بإجراء تحقيق «جدي ومعمق يتيح التوصل إلى معلومات مؤكدة» حول مصير طاقم «سان خوان» وتوضيح ملابسات الانفجار. وأضاف موضحا أنه يجب معرفة «كيف تعرضت غواصة في حالة مثالية للإبحار لانفجار على ما يبدو».
ويشكل فقدان الغواصة «سان خوان» ضربة للقدرة العملانية للبحرية الأرجنتينية؛ خاصة أنه بين عامي 2008 و2014 استثمرت البلاد 20 مليون دولار في تحديث هذه الغواصة.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.