بروكسل.. من أحراش الكونغو إلى عاصمة أوروبا

تنوعها رمز تنوع بلجيكا

بروكسل.. من أحراش الكونغو إلى عاصمة أوروبا
TT

بروكسل.. من أحراش الكونغو إلى عاصمة أوروبا

بروكسل.. من أحراش الكونغو إلى عاصمة أوروبا

في الليلة التي سبقت وصول «أميرالد برنسيس»، السفينة المحيطية الأميركية السياحية العملاقة الفاخرة، إلى ميناء «زيبروغ»، القريب من بروكسل، عاصمة بلجيكا، قدم أستاذ جامعي متقاعد محاضرة لبعض السياح عن بلجيكا. من وقت لآخر، تستأجر السفينة أساتذة جامعات متقاعدين لتقديم محاضرات قبيل وصولها إلى ميناء دولة أخرى. ولا بأس للأساتذة: كلام، مقابل رحلة محيطية مجانا.
كان مقدم المحاضرة عن بلجيكا هولنديا. وركز على تاريخ بلجيكا، وعلى العداء التاريخي بين بلجيكا وهولندا، وعلى مستعمرات بلجيكا في أفريقيا (الكونغو، رواندا، بوروندي). لكنه لم يتحدث عن مستعمرات هولندا نفسها (إندونيسيا، غيانا، سنت مارتن).
في اليوم التالي، وخلال جولة مجموعة من السياح الأميركيين في حافلة راقية في شوارع بروكسل، لم يتحدث المرشد السياحي البلجيكي عن الماضي أبدا. ركز على المحاضر على أوروبا الموحدة، وعلى بروكسل عاصمتها، وعلى بلجيكا في تنوعها.

الماضي:

لنبدأ بالمحاضر:
ربما لا توجد دولة تختلف أسماؤها هكذا: «بلجيوم» بالإنجليزية، «بلجي» بالهولندية، «بلجيك» بالفرنسية، «بلجيان» بالألمانية (بالعربية: بلجيكا. ربما تأثرا بالاسم الفرنسي).
وربما لا توجد مدينة تختلف أسماؤها مثل عاصمتها: «بروسلز» بالإنجليزية، «بروكسل» بالفرنسية، «بروسل» بالهولندية (بالعربية: بروكسل. ربما تأثرا بالاسم الفرنسي).
وربما في هذا دليل كبير على أن بلجيكا، أولا: عصارة تاريخ أوروبا. ثانيا: العاصمة الحقيقية لحاضر أوروبا.
عصارة تاريخ أوروبا لأن أصل اسمها روماني. سماه الغزاة الرومان بقيادة يوليوس قيصر، قبل ميلاد المسيح بمائة سنة تقريبا، على قبائل أوروبية شمالية اسمها «بولج» (الغاضبون). وأثنى عليهم قيصر، وميزهم عن الألمان (جيرمانيا) في الغرب، وعن الفرنسيين (غال) في الجنوب. لكنهم كانوا كلهم، بالنسبة للرومان، «بارباريانز» (متوحشين، بدائيين).
في وقت لاحق، غزا الألمان البلجيك (القرن 5). ثم غزاهم الفرنسيون (القرن 8). ثم تقسم البلجيك بين هؤلاء وأولئك (القرن 9). ثم غزتهم الإمبراطورية النمساوية (الهابسبيرغ الذين ورثوا الإمبراطورية الرومانية الشرقية المقدسة). ثم غزاهم تحالف الإمبراطوريتين النمساوية والإسبانية. وبعد حرب الثمانين عاما (القرن 16) ضد الإمبراطوريتين، تقسمت المنطقة (الأراضي المنخفضة) إلى هولندا، وبلجيكا، ولكسمبورغ. ونالت كل دولة الاستقلال، أو شبه الاستقلال، لأنها دول صغيرة، وكانت تحت رحمة الدول الكبيرة (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا). كما أن هولندا كانت أقوى من بلجيكا، واستعمرتها.

الفرنسيون:

وغزاهم الفرنسيون (القرن 18) بعد الثورة الفرنسية. ومرة أخرى تمردت الدول الثلاث الصغيرة (القرن 19) مع سقوط الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت. ومرة أخرى، كانت هولندا أقوى من بلجيكا، واستعمرتها.
وفي عام 1830، ثار البلجيك على هولندا، ونالوا استقلالهم، أخيرا.
لهذا، خلال محاضرة الأستاذ الجامعي الهولندي في السفينة «أميرالد برنسيس»، لم يخف نظرة هولندية دونية نحو البلجيك. خاصة نحو سكانها الفرنسيون. وكان واضحا أنه، الهولندي البروتستانت، ينظر نظرة دونية نحو كل الكاثوليك، فرنسيين وبلجيك.
وفي الحقيقة، كان جزء كبير من الحروب الأوروبية في ذلك الوقت بين الكاثوليك (الفرنسيين والإسبان والنمساويين، بقيادة بابا الفاتيكان) والبروتستانت (الألمان والبريطانيين والإسكندنافيين). وفي النهاية، صار الهولنديون بروتستانت، وانقسم البلجيك، حتى يومنا هذا.
ثم جاءت فتوحات البلجيك لأحراش أفريقيا، وخصوصا الكونغو. أصل الاسم هو قبيلة «كونغ» (صيادو الأسود). وكانت الفتوحات جزءا من الصراع بين البلجيك والهولنديين. وبعد استقلال البلجيك من الهولنديين (عام 1830)، قال البلجيكيون إنهم ليسوا أقل من الهولنديين، ولا بد أن يستولوا على مستعمرات مثل مستعمرات الهولنديين.

الكونغو:

كان البرتغاليون، الأوائل في الاكتشافات الأوروبية، اكتشفوا الكونغو (القرن 15). لكنهم لم يقدروا على دخول أحراشه لأنها كانت الأحراش الأسوأ بسبب توحش قبائلها، وكثرة أمراضها (مثل: مرض النوم). وأرسل الملك ليوبولد الثاني، ملك بلجيكا، حملة «إنسانية» لعلاج السكان. ثم أسس «جمعية الكونغو الخيرية». ثم أعلن أن الكونغو «ملك خاص» له، ليقدر على توسيع حملته «الإنسانية». وهكذا، كانت الكونغو ملكا خاصا لملك بلجيكا، وأولاده، وأحفاده، لأكثر من مائة سنة.
وعن هذا قال البروفسور: «يظل الكونغو أكثر دول أفريقيا تأخرا لأنه لم يكن مستعمرة. كان ملكا خاصا». وأشار إلى أن رواية «هارت أوف داركنيس» (قلب الظلام) للروائي البريطاني جوزيف كونراد عن استغلال الأوروبيين لمستعمراتهم في أفريقيا، كتبت من وحي ملكية الملك ليوبولد البلجيكي للكونغو.
وعندما احتجت فرنسا والبرتغال في مؤتمر برلين (1884) حول ملكية الملك للكونغو، منح الملك فرنسا جزءا (هو الآن جمهورية الكونغو، وعاصمتها برازفيل). ومنح البرتغال جزءا (هو الآن أنغولا، وعاصمتها لواندا). واحتفظ بالجزء الأكبر (هو الآن جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعاصمتها كينشاسا).

المرشد البلجيكي:

يوم زيارة مجموعة السياح الأميركيين لبروكسل، عاصمة بلجيكا، لم يتحدث ألبرت، المرشد البلجيكي عن الماضي أبدا. ركز على الحاضر، وعلى أن بروكسل هي عاصمة أوروبا. وأن تقسيم بلجيكا إلى ثلاثة أقسام (فرنسية، ألمانية، هولندية) ليس دليلا على تمزقها، ولكن على تعدديتها، وعلى أنها تمثل أوروبا (ماضي التقسيم، وحاضر الوحدة).
وخلال يوم مشمس دافئ، طافت حافلة أنيقة عملاقة بمجموعة السياح الأميركيين. وكان واضحا أن ألبرت لا يريد فقط الدعاية لبلجيكا، ولكن، أيضا، للاتحاد الأوروبي، في مواجهة ضمنية ودبلوماسية وغير مباشرة مع الأميركيين. وعلى اعتبار أن الاتحاد الأوروبي أكثر تعددية، وارسخ ماضيا، وأقوى حضارة من الولايات المتحدة.
هنا رئاسة الاتحاد الأوروبي، وهنا قيادة حلف الناتو، وهناك مقر اللجنة النووية الأوروبية.
وهنا كاتدرائية «هولي بلود» (الدم المقدس). وهنا كنيسة «أور ليدي» (سيدتنا)، وهنا أروع ما نحت مايكل أنجلو: «مادونا أند جايلد» (العذراء والطفل).
ومثل مرشدين سياحيين كثيرين خلال هذه الجولة في أوروبا، لم يتحدث المرشد البلجيكي عن المسيحية، وعن مسيحيته، أو حتى مسيحية الأوروبيين. لكنه تحدث عن الكنائس، والقباب، والكاتدرائيات كجزء من التاريخ والتراث. وكأنه يفصل بين الدين والدولة، ولا يفصل بين الدين والناس.

تمثال شهير:

وجمع تمثال «مانيكين بيس» (الطفل الذي يتبول) بين الماضي والمستقبل: نحت قبل أربعمائة سنة (القرن 17). لكن، كما قال المرشد السياحي: «انظروا إلى ملامح وجهه. إنه يتطلع إلى المستقبل، في تصميم وقوة (وكأنه توقع بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي)».
وقال المرشد إن الطفل يرمز أيضا إلى التنوع.
كيف، وهو طفل أوروبي أبيض؟
قال إنه، في أوقات معينة، تحتفل بروكسل بالأقليات العرقية. وتلبس الطفل زي أقلية معينة: ساري هندي رجالي، عباءة عربية، قميص غودو كوري، قبعة مكسيكية، جلباب أفريقي فضفاض، إلخ (مع وضع فتحة في المكان المناسب في كل زي).
وهناك «بارلامنتاريان» (البرلمان الأوروبي السياحي)، الذي يطلع الزوار على الماكينة السياسية الأوروبية: النظام الديمقراطي، الانتخابات، التصويت، اتخاذ القرارات، الدول الأعضاء. وتوجد خريطة تفاعلية عن الدول، والشعوب، واللغات. وتوجد شاشات لمناقشات البرلمان الأوروبي، واللجان المتخصصة.
وهناك «أتوميوم» (أوروبا المصغرة): متنزه فيه الدول الأعضاء، ويتنقل الزائر من دولة إلى دولة: ساعة «بغ بن» في لندن، جندول في البندقية، مترو باريس، سقوط حائط برلين، مناطحة الثيران في مدريد، إلخ.

المتحف العسكري:

لا يوجد متحف عسكري في أوروبا، وربما في العالم، مثل الذي في بروكسل. ليس فقط لأنه عملاق (نحو مائة ألف قطعة من أسلحة، أزياء عسكرية، خرائط عسكرية، تماثيل جنود وأسلحة، إلخ) ولكن لأنه يلخص تاريخ أوروبا العسكري. وذلك لأن منطقة «لولاند» (الأراضي المنخفضة) التي تضم بلجيكا، وهولندا ولكسمبورغ، كما ذكرنا، شهدت كثيرا من المعارك لتنافس الدول الكبرى (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إسكندنافيا) حولها. ولسببين:
أولا: تقع في الخط الفاصل بين الكاثوليك والبروتستانت.
ثانيا: تقع على منفذ أوروبا الرئيس على المحيط الأطلسي. ينبع نهر الراين من سويسرا، ويمر عبر ثماني دول حتى يصب في المحيط. وكانت السيطرة عليه من الأسباب الرئيسة للحروب في أوروبا.
في المتحف أسلحة من العصور الوسطى، وغزوات الرومان، ونابليون، ونهاية بغزو الألمان بقيادة هتلر (الحرب العالمية الثانية). وهناك دبابات «بانتون» الأميركية العملاقة (التي حررت أوروبا من الألمان).

المرشد ألبرت:

خلال جولة الحافلة الأنيقة في بروكسل، وهي تحمل مجموعة السياح الأميركيين، ظهرت منافسة ضمنية وغير مباشرة (ربما مثل التي ظهرت في كل دول أوروبا خلال هذه الجولة). لا يكاد الأميركيون يعترفون بتفوق أي دولة عليهم. في الجانب الآخر، تفتخر هذه الدول بتراثها العريق، والذي، طبعا، هو أقدم من تراث أميركا.
وتحمل «ألبرت»، المرشد السياحي البلجيكي المسكين، كثيرا من الانتقادات الدبلوماسية «المهذبة».
وأثار أميركيون عدم الاستقرار السياسي في بلجيكا. وسأل واحد منهم: «لماذا تتغير الحكومة عندكم كل سنة، وحكومتنا تتغير كل أربع سنوات، بل كل ثماني سنوات؟».
هذه إشارة إلى أن النظام البلجيكي ملكي دستوري وديمقراطي برلماني. ويساعد النظام البرلماني على عكس الانقسام الإثني واللغوي والثقافي في بلجيكا (ألمان، فرنسيون، هولنديون). وزادت مناورات الأحزاب السياسية هذا الانقسام. وزادت الخلافات العقائدية هذه الانقسام، لأنها تتقسم حول ثلاث مجموعات: المسيحيين (اليمينيين) والليبراليين (المعتدلين) والاشتراكيين (اليساريين). ليس فقط على مستوى الدولة، ولكن، أيضا، على مستوى كل إقليم من الأقاليم الثلاثة.
لأربعين سنة تقريبا (حتى 1999)، حكم بلجيكا تحالف ثلاثة أحزاب. وبعد ذلك، تحالف ستة أحزاب. وكان لا بد أن تهتز هذه التحالفات، خاصة بسبب ظهور حزب الخضر، وزيادة قوة النساء السياسية، وزيادة قوة المثليين، و«الحرب ضد الإرهاب» (في عام 2003، عارضت الحكومة غزو العراق).
وبداية من عام 2007، تظل بلجيكا تشهد ربما حكومة جديدة كل سنة. ويتنبأ خبراء سياسيون بأن البلاد ستتقسم، يوما ما، حسب الانتماءات الإثنية، واللغوية والثقافية.



ماذا تزور في كاليفورنيا العام المقبل؟

يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
TT

ماذا تزور في كاليفورنيا العام المقبل؟

يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)

تستقبل كاليفورنيا عام 2026 بموجة من المعالم السياحية الحديثة، والفنادق الجديدة، والاحتفالات الفريدة، إلى جانب فعاليات بارزة ستجعل من مدن الولاية الشهيرة وجهةً عالمية بامتياز.

إليكم أهمّ الأحداث والمعالم البارزة التي تناسب السياح القادمين من دول الشرق الأوسط.

الطريق 66 يحتفل بالذكرى المئويّة لانطلاقته

من صحاري مقاطعة سان برناردينو إلى رصيف سانتا مونيكا الشهير، ستحتفل كاليفورنيا في عام 2026 بمرور 100 عام على إنشاء الامتداد الأسطوريّ للطريق 66 في الولاية، حيث تشكل هذه الاحتفاليّة فرصة نادرة لمشاهدة المعالم الساحرة على جانبي الطريق، والنُزُل الكلاسيكيّة التي تستلهم روح الماضي، فضلاً عن مراكز خدمة الزائرين الجديدة، والمرافق الثقافيّة التي تحتفي بالتاريخ الغنيّ للطريق الأمّ.عودة نهائي كرة القدم الأميركيّة ستستضيف سان فرانسيسكو في فبراير(شباط) المقبل المباراة النهائيّة المقبلة لدوري كرة القدم الأميركيّة الوطنيّ «سوبر بول إل إكس»، لتعود بذلك، للمرة الثالثة، إحدى أبرز الفعاليات الرياضيّة العالميّة إلى منطقة خليج كاليفورنيا، وستطلق المدينة، كذلك، العديد من المهرجانات الجماهيريّة، والأنشطة الاجتماعيّة التفاعليّة، بالإضافة إلى المسابقات المميّزة في جميع أنحاء المنطقة.

بيوت ملونة في الامو سكوير كاليفورنيا (الشرق الاوسط)

نهائيّات كأس العالم لكرة القدم 2026 في نسختها التاريخيّة

ستلعب كاليفورنيا دوراً رئيساً في كأس العالم لكرة القدم 2026، حيث ستجري على أرض كلّ من منطقة خليج سان فرانسيسكو ولوس أنجليس 14 مباراة، وسيستقبل ملعب «ليفاي» في «سانتا كلارا» وملعب «سوفي» في «إنغلوود» جماهير المشجّعين من جميع أنحاء العالم، كجزء من النسخة الموسّعة للنهائيات في أميركا الشمالية.عطلة نهاية أسبوع مثيرة مع «ناسكار سان دييغو»

للمرّة الأولى على الإطلاق، ستنظّم الرابطة الوطنية لسباقات السيارات «ناسكار» في يونيو 2026 مجموعة من السباقات في قاعدة عسكرية نشطة في سان دييغو، حيث ستتوّج عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة عيد الأب، ولمدّة ثلاثة أيام متتالية، بعدد من السباقات الاحترافيّة للشاحنات: «سلسلة كرافتسمان ترك»، و«سلسلة إكسفينيتي»، و«سلسلة الكأس» في المستوى الأعلى، بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ250 لتأسيس البحريّة الأميركيّة.

الترامواي الشهير في سان فرنسيسكو (الشرق الاوسط)

متحف لوكاس لفنون السرد

من المرتقب افتتاح المتحف المكوّن من خمسة طوابق، في حديقة المعارض بلوس أنجليس، وسيعرض أعمالاً فنية تشمل جميع أشكال السرد القصصيّ البصريّ من خلال الرسم والتصوير الفوتوغرافيّ والأفلام والنحت، على مساحة 100 ألف قدم مربع من حرمه الباهر الذي يمتدّ لأكثر من 11 فداناً، والمزدان بالمناظر الطبيعيّة الخلّابة من الخضرة والحدائق.

متنزّه «ليجو لاند» الترفيهي

سيُطلق متنزّه «ليجو لاند» الترفيهي في كاليفورنيا لعبته المثيرة «غالاكتيكوستر»، وهي أوّل أفعوانيّة جديدة له منذ أكثر من عقدين، وتتميّز بتصميمها المستوحى من عالم الفضاء، حيث سيكون باستطاعة المغامرين تخصيص مركبتهم الفضائية بالمؤثّرات المحببّة للانغماس في مغامرة مثيرة.

أفعوانيّة جديدة في عاصمة الترفيه

ستكشف مدينة الملاهي وأشهر استوديوهات الأفلام في هوليوود «يونيفرسال ستوديوز هوليوود» عن تشكيلة مثيرة من الألعاب، بما في ذلك إطلاق «فاست آند فيوريوس: هوليوود دريفت». وهي أوّل أفعوانيّة خارجيّة عالية السرعة، حيث تصل سرعة هذه الأفعوانية المدهشة إلى 72 ميلاً في الساعة، وتتميّز على نحو غير مسبوق بحركة دوران 360 درجة، مُحاكيةً حركة السيارات تماماً كما في سلسلة أفلام «فاست آند فيوريوس» الشهيرة.

منتجع ومتنزّه ديزني لاند

تتواصل احتفالات منتجع ديزني لاند بالذكرى السبعين لإنشائه حتى الصيف المقبل، حيث يمكن للضيوف قضاء أوقات مفعمة بالمتعة والإثارة في فترات محدّدة، وأجواء حماسيّة، مع الديكورات الزاهية، والمأكولات والمشروبات المميّزة، وعروض المنتجات التذكاريّة، وغيرها الكثير.

سباقات السيارات من بين النشاطات الجاذبة للعرب (الشرق الاوسط)

مواجهة أسماك القرش في «سي وورلد»

كشفت سلسلة الحدائق والمتنزّهات البحرية «سي وورلد سان دييغو» عن خطط لتحديث وإعادة تصميم أحد أبرز معارضها الأيقونية؛ «مواجهة أسماك القرش»، ومن المقرر افتتاح المعرض الجديد في ربيع العام المقبل، حيث سينغمس الزوار في تجربة المحيط كما لم يعهدوها من قبل، مزودين بأكثر الوسائط المتعددة حداثة وتطوراً في بيئات بحرية شديدة الحيوية، وستوفر «مواجهة أسماك القرش» أيضاً جولة حصرية لكبار الشخصيات مع أسماك القرش، ممّا يمنح الزوار تواصلاً بصرياً من مسافة قريبة، وتجربة تفاعليّة حية لن تُنسى بسهولة.

منتجعات ترفيهيّة فاخرةستحتفي مدينة «بالم ديزرت» بافتتاح منتجع «دي إس آر تي سيرف» الجديد صيف 2026 حيث سيضمّ فندقاً ومطعماً وفللاً فاخرة وبحيرة بمساحة شاسعة، لركوب الأمواج الاصطناعيّة القابلة للتعديل لتناسب جميع الأعمار والمهارات، بالإضافة إلى التركيز على الاستدامة من خلال برنامج «سيرف تو تيرف»، الذي يهدف إلى تحويل مساحات العشب في ملاعب الجولف القريبة إلى مناظر طبيعية، في مشهد آسر يدمج بين تجربة ركوب الأمواج والبيئة الصحراويّة المحيطة.

معرض الفيلة في حديقة حيوان سان دييغو

سيُفتتح «وادي داني سانفورد للفيلة» في حديقة حيوان سان دييغو مطلع العام الجديد، وسيتيح للزوار فرصة لا مثيل لها لاستكشاف واستلهام قلب السافانا الأفريقية، وبخاصة نظام حياة الفيلة الأفريقية، فهذا المشروع المثاليّ يضمّ أكثر من 350 نبتة سافانا محليّة، ويمثّل ثمرة جهود أكثر من 10 سنوات من التخطيط والابتكار في مجال الحفاظ على الحياة البريّة وتنوعها الغنيّ.

«ويست هاربر»... أحدث متنزّه ترفيهيّ بحري

سيُفتتح «ويست هاربر» الصيف المقبل، ليُعيد تعريف واجهة لوس أنجليس البحريةّ كوجهة جديدة وأكثر حيويّة لتناول الطعام والترفيه والتواصل المجتمعيّ. يغطي المشروع مساحة 42 فداناً على امتداد ميناء لوس أنجليس، وتتوزّع فيه مجموعة من المطاعم والمتاجر والمرافق الترفيهيّة، ومدّرج يتسع لـ6200 مقعد، يربطها جميعاً ممشى عام ذو مناظر طبيعيّة خلّابة على الجانبين، كما سيتضمّن الافتتاح كذلك نقطة انطلاق لرحلات شركة «هاربر بريز كروزيز البحرية»، التي توفّر للزوّار فرصة نادرة للاستمتاع بجولات ورحلات بحريّة خاصّة لمشاهدة الحيتان من كثب.

«أو سي فايب»... أول الافتتاحات

تمتدّ «أو سي فايب»، وهي منطقة ترفيهيّة متكاملة وجديدة، على مساحة تزيد على 100 فدان على طول النهر في مقاطعة أورانج، وتقع إلى جوار كلّ من «آرتيك»؛ المحطّة الإقليميّة الشهيرة للنقل المتعدد الوسائط، ومركز هوندا. ومن المتوقّع تدشين المنطقة على مراحل، تشمل مرحلة عام 2026 افتتاح مجموعة من المرافق، مثل قاعة السوق على مساحة 50.000 قدم مربعة، وهي مخصّصة لفنون الطهو، إذ يُقدّم فيها 21 مفهوماً من المفاهيم الإبداعيّة في الطهو على يد عدد من أمهر الطهاة، إضافة إلى ستة أماكن مميزة؛ بما في ذك افتتاح «ذا ويف»، وهو مبنى مكاتب للعمل، عمليّ وصديق للبيئة؛ وقاعة للحفلات الموسيقية، تتّسع لـ5.700 شخص؛ والحديقة الحضريّة الواقعة في قلب «أو سي فايب».

لأول مرة ملعب «أونتاريو تاور بازرز»

يُعدّ ملعب «أونتاريو » فضاءً رياضيّاً وترفيهيّاً متكاملاً يمتدّ على مساحة 190 فداناً، وهو الآن مقرّ «أونتاريو تاور بازرز»؛ الفريق الجديد التابع لنادي «لوس أنجليس دودجرز» في دوري الدرجة الأولى، ومن المقرّر افتتاح الملعب في أبريل (نيسان) 2026 تزامناً مع انطلاق مباريات الموسم في البيسبول.

أماكن إقامة جديدة جديرة بالاهتمام

تشهد كاليفورنيا توسّعاً متنامياً في خيارات الإقامة المتنوّعة، ففي عام 2025، افتُتح أكثر من 46 فندقاً ومنتجعاً جديداً، ممّا رفد قطاع الإقامة بأكثر من 6300 غرفة إضافيّة، وفي العام المقبل ستدخل في الخدمة عشرات المشاريع الفندقيّة التي شارفت على الانتهاء من بنائها.

> منتجعات يوسيميتي الخارجيّة، التي تقدّم تجربة إقامة جديدة في منطقة «يوسيميتي»، وتتميّز بتصميم عصريّ ووسائل راحة راقية.

> فندق «ذا بيبي جراند»، الذي يضفي لمسةً جمالية أنيقة على شاطئ «كورونادو»، بتصميمه العصريّ الفريد، وإطلالات تناول الطعام على الشاطئ.

> فندق «كالي آند روفتوب»، وهو جزء من مجموعة فنادق «ماريوت أوتوغراف كوليكشن»، في مدينة «إنغلوود»، ويتميّز بموقعه المثاليّ بالقرب من ملعب «سوفي» الشهير.

> منتجع «ذا إيلين» الفاخر في وادي «نابا»، يعدّ أحدث منتجع بوتيكيّ في المنطقة يجمع بين الرفاهيّة والتجارب الأصيلة، ومن أفضل الوجهات لتناول الطعام في وادي «نابا».

> مخيّم «أندر كينفاس يوسيميتي»، الذي يتيح تجارب تخييم فاخرة تجمع بين الراحة والاستدامة البيئية، مع خيام على طراز رحلات السفاري في أحضان الطبيعة.

> فندق «لايم لايت ماموث»، الذي سيُفتتح في ديسمبر (كانون الأول) 2025، وسيضفي على جبل «ماموث» للتزلج طابع مجموعة فنادق ومنتجعات «أسبن هوسبيتاليتي» الجبليّ المعاصر وحماسة ما بعد التزلّج النابضة بالحياة.

> فندق «سوليا»، وهو فندق قيد الإنشاء، وسيكون جزءاً من مجموعة فنادق «أوتوغراف» ضمن محفظة ماريوت الدوليّة، وتفصله عن متنزّه «ليجولاند» الترفيهيّ بضع دقائق.

> منتجع «سيكس سينسز نابا فالي» الغنيّ بالمياه المعدنيّة، ويجمع بين المرافق الصحيّة المتكاملة، والتصميم الأنيق.

> فندق «روزوود سان فرانسيسكو»، يقع في منطقة «ترانس باي» المتسارعة في الازدهار، مع إمكانيّة الوصول إلى المعالم الشهيرة القريبة من الفندق.

> «أبيليشن بيتالوما»، وهو فندق ريفيّ يحتفي بالتقاليد.

> فندق «بان آم باي هيلتون»، الذي يوفّر أماكن إقامة تدمج بين التصميم المستوحى من حقبة «بان أميركان» للطيران ووسائل الراحة العصرية، ويقع بالقرب من منافذ البيع؛ «سيتادل أوتليت» في مدينة التجارة.

> مجمّع «ذا أواسيس» للمركبات الترفيهيّة، الذي يحتوي على 50 موقعاً مُصمّمة بعناية فائقة، ومجهّزة بجميع الخدمات.

> منتجع «فور سيزونز بيلتمور سانتا باربرا»، سيعاد افتتاحه بعد عمليّة ترميم واسعة، وسيزيح الستار عن مجموعةٍ من التصميمات الداخليّة المحدّثة، وقائمةٍ واسعة من عروض الطهو المبتكرة.


العلا... أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
TT

العلا... أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)

حصدت العلا لقب «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025» ضمن جوائز السفر العالمية لهذا العام، في إنجاز يعزّز مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والتراث والاستكشاف، ويؤكد ريادتها المتنامية في تقديم تجارب ثقافية متكاملة تستند إلى إرثها الفريد وطبيعتها الاستثنائية.

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)

ويُعد هذا التكريم من أرفع جوائز الحفل السنوي والأعلى تقديراً في قطاع السفر عالمياً؛ إذ نالت العلا هذا اللقب المرموق بعد حصولها على أعلى عدد من الأصوات من نخبة من الخبراء الدوليين وكبار التنفيذيين وأبرز منظمي الرحلات ووكلاء السفر المعتمدين.

أُطلقت جوائز السفر العالمية عام 1993 للاحتفاء بالتميّز في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وقد أصبحت اليوم معياراً عالمياً يُمثّل أفضل مناحي الإنجاز في هذه القطاعات. وتشمل الجوائز عدداً كبيراً من الفئات شديدة التنافسية، تمتد من أفضل الفنادق وشركات الطيران إلى أبرز تجارب السفر والضيافة وغيرها.

هجرة في العلا (الشرق الأوسط)

ويأتي هذا التكريم العالمي ليضاف إلى سلسلة إنجازات حققتها العلا مؤخراً، بعد نيلها ثلاث جوائز إقليمية ضمن النسخة الشرق أوسطية من جوائز السفر العالمية 2025، وهي: «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط لعام 2025»، و«أفضل وجهة للفعاليات والمهرجانات في الشرق الأوسط لعام 2025»، و«أفضل مشروع سياحي ثقافي رائد في السعودية لعام 2025».

تتفرّد العلا بكونها نقطة التقاء بين جمال الصحاري الشاسعة وعمق الإرث الإنساني العريق، فهي تحتضن بعضاً من أهم المعالم الثقافية في المنطقة والعالم. وفي مقدمتها الحِجر، أول موقع سعودي يُدرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ويضم مجموعة استثنائية من المدافن النبطية المحفوظة بدقة لافتة تكشف روعة حضارة ازدهرت منذ قرون.

تجربة تأمّل النجوم في الغراميل (الشرق الأوسط)

وتتميّز العُلا بتاريخٍ يمتدّ لأكثر من 200 ألف عام من الوجود البشري، و7 آلاف عام من الحضارات المتعاقبة، تُروى فصولها اليوم من خلال جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتوفير تجارب غامرة تُعيد إحياء التاريخ، وتقديمه برؤية معاصرة تمزج الماضي بالحاضر. وتستكمل العُلا هذه اللوحة التاريخية بجمالها الطبيعي الآسر، ودفء ضيافتها، وبرامجها المتنوّعة من الفعاليات الثقافية والمهرجانات والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية ضمن تقويم فعاليات «لحظات العُلا» الممتدة على مدار العام.

معلومات عن العلا

محمية شرعان الطبيعية (الشرق الأوسط)

تقع العلا شمال غربي المملكة العربية السعودية، على بُعد نحو 1,100 كيلومتر من العاصمة الرياض، وتُعد واحدة من أبرز مواقع التراث الطبيعي والإنساني في العالم. تمتد العلا على مساحة شاسعة تبلغ 22,561 كيلومتراً مربعاً، وتضم واحة غنّاء وسلاسل جبلية من الحجر الرملي ومواقع أثرية تعود لآلاف السنين إلى فترة ممالك لحيان والأنباط.

تُعد الحِجر أشهر مواقع العلا. تبلغ مساحتها 52 هكتاراً، وكانت المدينة الجنوبية الرئيسية لمملكة الأنباط، وتضم أكثر من 140 مدفناً منحوتاً في واجهات صخرية بزخارف معمارية مبهرة.

وتُشير الأبحاث الحديثة إلى أن الحِجر كانت أبعد نقطة جنوبية للإمبراطورية الرومانية، بعد أن ضمّ الرومان مملكة الأنباط عام 106 ميلادية.

وتضم العلا أيضاً مدينة دادان القديمة، عاصمة مملكتي دادان ولحيان، التي تُعد من أكثر مدن الجزيرة العربية تطوراً خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، إلى جانب جبل عكمة، الذي يُعد مكتبة مفتوحة في الهواء الطلق تحتوي على مئات النقوش والكتابات بعدة لغات، وقد أُدرج مؤخراً في سجل ذاكرة العالم التابع لليونيسكو. كما تحتضن العلا البلدة القديمة، وهي متاهة تضم أكثر من 900 منزل طيني تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد اختارتها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة كأحد أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2022.


طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.