ماي تناشد «الأوروبي» تحقيق تقدم في قضية «بريكست»

ماي تناشد «الأوروبي» تحقيق تقدم في قضية «بريكست»
TT

ماي تناشد «الأوروبي» تحقيق تقدم في قضية «بريكست»

ماي تناشد «الأوروبي» تحقيق تقدم في قضية «بريكست»

قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس، إن بلادها والاتحاد الأوروبي مطالبان بأن يحققا «معاً تقدماً» في مفاوضات بريكست، في وقت يأمل فيه قادة التكتل بالتوصل إلى تسوية مالية تتيح حلحلة المفاوضات.
والتقت ماي في بروكسل أمس، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على هامش قمة بين التكتل ودول كانت ضمن الاتحاد السوفياتي السابق، في محاولة لإفساح المجال أمام بدء المفاوضات المتعلقة باتفاق تجاري مستقبلي.
وقالت رئيسة الوزراء للصحافيين إن «هذه المفاوضات مستمرة، لكنني واضحة فيما يتعلق بمسألة أنه علينا اتخاذ خطوات إلى الأمام معاً من أجل تمكين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من الانتقال إلى المرحلة المقبلة».
وأضافت ماي عند وصولها إلى بروكسل أن «المفاوضات مستمرة. وتعود إلى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي مسألة الانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات».
ورفضت ماي نفي أنها على استعداد لرفع المبلغ الذي ستدفعه لندن، إلا أنها أصرت «أنه على أي تحرك من هذا النوع أن يرتبط باتفاق نهائي بشأن العلاقات المستقبلية يتم التوصل إليه عام 2018».
وبدا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أكثر تفاؤلاً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، إلا أنه أكد أن شيئاً لن يتقرر قبل عشائه المرتقب مع ماي في الرابع من الشهر المقبل.
ورداً على سؤال عما إذا كان متفائلاً حيال التوصل إلى اتفاق، أجاب يونكر بنبرة متفائلة «نعم»، وقال إن «المرحلة النهائية الفعلية تبدأ في 4 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. هناك بعض التحرك. لا أعلم بأي اتجاه، ولكنني آمل أن يكون في الاتجاه الصحيح».
وقال مصدر أوروبي قريب من المفاوضات إن البريطانيين «يتطورون، وهم يحضرون الرأي العام لديهم».
وازداد أمل المسؤولين في الاتحاد الأوروبي بأن ماي ستقدم اقتراحاً جديداً بشأن مسألة كلفة انسحاب بريطانيا الشائكة، بعدما اتفق وزراء بريطانيون رفيعون في وقت سابق هذا الأسبوع على عرض مبلغ أكبر قُدر بـ40 مليار يورو. كما يصر الاتحاد الأوروبي على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول شروط الانسحاب، المتمثلة بفاتورة الخروج، ومسألة آيرلندا الشمالية، وحقوق مواطني الاتحاد الأوروبي قبل مناقشة العلاقات المستقبلية.
وأشارت تقارير إلى أن لندن ستضاعف عرضها لتسوية التزاماتها في ميزانية الاتحاد الأوروبي من 20 إلى 40 مليار يورو. إلا أن بروكسل أصرت حتى الآن على أن الرقم الحقيقي يجب أن يكون أقرب إلى 60 ملياراً.
وازداد تململ دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتلبية بريطانيا لشروطها، فيما ارتفع منسوب القلق حيال مدى قدرة حكومة ماي على القيام بذلك حتى لو أرادت.
وسيؤدي الفشل في التوصل إلى اتفاق خلال قمة الشهر المقبل إلى تقليص الوقت المتاح للمحادثات التجارية التي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنهائها في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، لمنح وقت لإقرار اتفاق من قبل البرلمانات المحلية قبيل موعد بريكست في 29 من مارس (آذار) 2019. كما أن مسألة آيرلندا لا تزال تشكل نقطة خلاف، حيث صعدت دبلن تهديداتها بوقف أي اتفاق لا يأخذ بعين الاعتبار مخاوفها بشأن الحدود مع آيرلندا الشمالية التي تحكمها بريطانيا.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي «هناك إجماع على أن الكرة موجودة في معسكر الإنجليز»، مضيفاً: «كلما ارتفعت نسبة المماطلة كلما ازداد التضامن (بين الـ27) قوة».
وقال وزير الخارجية الآيرلندي سيمون كوفني «في حال لم يتم تحقيق تقدم بشكل أكثر وضوحاً ومصداقية (....) وبطريقة تمنع إقامة حدود خاضعة لرقابة مشددة على آيرلندا، فلا يمكننا الانتقال إلى المرحلة الثانية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».