أعلن الرئيس دونالد ترمب أول من أمس، قبل ساعات من سفره إلى ناديه الفاخر في بالم بيتش (ولاية فلوريدا)، لقضاء عيد الشكر مع عائلته، العفو عن ديك تركي عملاق.
ومرة أخرى، يتناقش الأميركيون عن اسم هذا الطير التاريخي: هل هو روماني أم تركي، أم هندي؟
احتفل أمس، الأميركيون بعيد الشكر، كعادتهم كل عام. أو على الأقل، منذ 90 سنة، عندما أعلن الرئيس هربرت هوفر آخر يوم خميس في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) احتفالاً رسمياً، وعطلة حكومية.
وكعادتهم في كل عام، وفي يوم الأربعاء الذي يسبق الخميس، يقدم الأميركيون ديكاً تركياً إلى رئيسهم. في البداية، مثلما فعل هوفر، وعدد من الرؤساء بعده، تقبل الرئيس الديك، وشكر الذين قدموه له، ودعاهم لتناول العشاء معه، وكان الديك في صدر المائدة. (عادة، يقدمه مزارع يربي الديوك في مزرعته، ليبيعها إلى مسالخ لترسلها بعد ذلك، إلى المراكز والأسواق التجارية).
لكن، مع زيادة جمعيات الرفق بالحيوان ونظافة البيئة ومحاربة السمنة، صار الرئيس الأميركي يتقبل الديك في حفل كبير، ثم يطلق سراحه. وأول من فعل ذلك كان الرئيس دونالد ريغان. وهذا ما فعله أيضاً، أول من أمس الرئيس ترمب.
ولكن، في هذه الأجواء التي تعيشها واشنطن، لن تغيب السياسة عن أي شيء، خصوصاً إذا كان للموضوع صلة برئيس الجمهورية، وصلة بعفو رئاسي. فقد جاء أول من أمس، في صحيفة «واشنطن بوست»: «منذ أن صار ترمب رئيساً أصدر عفوا عاما مرتين: عفا عن ضابط شرطة في ولاية تكساس، كانت هناك محكمة بحقّه تدينه لسوء معاملته الأجانب. كما عفا عن ديك عيد الشكر».
قبل أربع سنوات، في عهد الرئيس باراك أوباما، اختلطت، أيضاً، السياسة مع الديك. كان أوباما قبل استقالة تشاك هيغيل، وزير الدفاع. وصار واضحا أنّ التعاون كان مفقوداً بين الرجلين، خصوصاً في شأن الحرب ضد تنظيم داعش، وصار واضحا أنّ هيغيل كان «كبش الفداء».
لهذا، ربطت صحيفة «نيويورك بوست» بين كبش الفداء وديك الفداء. وكتبت «أوباما يفرج عن الديك، ويضحي بوزير الدفاع». وصار الموضوع مثار حديث ونكات على شبكات التواصل الاجتماعي.
طبعاً، لم يقل أحد ذلك علناً، من الذين حضروا حفل إطلاق سراح الديك على يدي أوباما. خصوصاً رئيس اتحاد مزارعي الديك الرومي، الذي يحضر الحفل كل عام. وتحديداً مدير شركة مزارع «كوبر»، التي تملك المزرعة التي جاء منها الديك.
يوم الثلاثاء، تكرر الأمر نفسه في عهد ترمب. وكانت هناك العائلة التي ربت الديك في هاربنغر (ولاية منيسوتا). هذه المرة، كان اسم الديك «درمستيك» (تعبير أميركي معناه رجل الدجاج، أو رجل الديك).
جدير ذكره أنّه وفي كلّ عام يذبح الأميركيون تقريبا 60 مليون ديك.
عادة أميركية سنوية أخرى، وهي بعد أن أطلق ترمب سراح الديك، نقله موظفو البيت الأبيض في سيارة خاصة (تبعتها كاميرات الصحافيين والتلفزيون) إلى مزرعة خارج واشنطن ليعيش «شبه حر» حتى يموت. وستكون له صفحة في الإنترنت. مثل صفحة ديك العام الماضي الذي عفا عنه أوباما.
يعود الاحتفال بعيد الشكر إلى القرن السابع عشر، عندما بدأت هجرة الأوروبيين إلى العالم الجديدة، هرباً من اضطهاد رجال الدين (خصوصاً الكاثوليك). ويدرس أطفال الروضة الأميركيين قصة السفينة «ماي فلوار» التي حملت مهاجرين في رحلة طويلة وشاقة، مات فيها كثير منهم بسبب الجوع والمرض. حتى وصلت السفينة إلى بليموث (الآن، في ولاية ماساشوستس)، في شهر نوفمبر عام 1621.
كان الشتاء قد بدأ، وكان الجليد قد تراكم. وكانوا يجهلون الصيد والزراعة في العالم الجديد. وتطوع عدد من الهنود الحمر، لتعليمهم كيفية صيد الديوك والطيور الأخرى، وزراعة الذرة. وعندما احتفل المهاجرون بمكانهم الجديد، أقاموا صلوات واحتفالات. وكان الديك (الأميركي الأصل) سيد الموائد.
اليوم، يحتفل الأميركيون بهذه الذكرى. لكن، يقاطع الاحتفالات بعض أحفاد الهنود الحمر الذين شاركوا المهاجرين احتفالاتهم، قائلين إنّها تخلّد ذكرى «سلب» أراضي الهنود الحمر. فيما يقول آخرون إن الاحتفالات هي رمز «التعارف» بين القادمين الجدد وسكان البلاد الأصليين. وهو التعارف والاختلاط والتزاوج الذي صار رمز الأميركيين كشعب من المهاجرين.
أمس، نشرت صحيفة «يو إس إيه توداي»، نقاشا سنويا عن أصل اسم «تيركي» (ديك تركي). وقالت إنّ هذا النوع من الديوك أصله من العالم الجديد. وعندما جاء المهاجرون الأوائل من أوروبا، شاهدوه لأول مرة، وقالوا إنّه يشبه «الديك التركي» الذي كانت الخلافة العثمانية تصدّره إلى أوروبا.
وأضافت الصحيفة أنّ اسم الديك يختلف من منطقة إلى أخرى: في الشرق الأوسط، يسمونه «الديك الهندي»، اعتقاداً بأنّ أصله من الهند، كما يسمونه الديك الرومي، اعتقاداً بأنّه جاء من أوروبا في عهد الإمبراطورية الرومانية. وفي أفريقيا، يسمونه «الديك الحبشي»، اعتقاداً بأنّ أصله هو الحبشة (إثيوبيا حالياً). وفي فرنسا «الديك الهندي» وفي تركيا نفسها يسمونه «الديك الهندي».
لكن، حسب الصحيفة، كلمة «هندي» لا تعني الهند، بل تعني «جزر الهند الغربية»، وذلك لأن كولومبس، عندما اكتشف العالم الجديد، أطلق عليه اسم الهند، اعتقاداً منه بأنّه وصل إلى الهند من ناحية الغرب (بعد اكتشاف أن الأرض كروية). لهذا، جاءت أسماء مثل: الهنود الحمر، وجزر الهند الغربية، والديك الهندي.
7:57 دقيقة
نقاش حول اسم الديك... تركي أو هندي أو حبشي أو رومي
https://aawsat.com/home/article/1093371/%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%83-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%A3%D9%88-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%A3%D9%88-%D8%AD%D8%A8%D8%B4%D9%8A-%D8%A3%D9%88-%D8%B1%D9%88%D9%85%D9%8A
نقاش حول اسم الديك... تركي أو هندي أو حبشي أو رومي
احتفالات عيد الشكر في الولايات المتحدة
- واشنطن: محمد علي صالح
- واشنطن: محمد علي صالح
نقاش حول اسم الديك... تركي أو هندي أو حبشي أو رومي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة