قلق الفيدرالي يكبد الدولار خسائر كبيرة

TT

قلق الفيدرالي يكبد الدولار خسائر كبيرة

لامس الدولار أدنى مستوى في شهرين مقابل الين أمس الخميس، حيث هوى بعدما أظهر محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أن بعض صناع السياسات قلقون من استمرار تدني مستوى التضخم مما يشكل ضربة لمؤيدي تشديد السياسة النقدية... فيما تراجعت أسعار الذهب مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح.
وأظهر محضر آخر اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي نشر مساء الأربعاء أن كثيرا من صناع السياسات في البنك يتوقعون أنه ينبغي رفع أسعار الفائدة في «الأجل القريب»... لكن بعض صناع السياسات عبروا عن قلقهم من آفاق التضخم، وأكدوا أنهم سينظرون في البيانات الاقتصادية القادمة قبل تحديد توقيت الزيادات الجديدة في أسعار الفائدة.
ونزل الدولار إلى 111.07 ين، وهو أدنى مستوى منذ 18 سبتمبر (أيلول). وصعد الدولار عن هذا المستوى في وقت لاحق عصر أمس وبلغ 111.29 ين، مرتفعا 0.1 في المائة عن الجلسة السابقة.
وكانت التعاملات أكثر هدوءا من المعتاد مع إغلاق الأسواق المالية اليابانية بسبب عطلة عامة. كما أغلقت الأسواق الأميركية بمناسبة عطلة عيد الشكر.
وكان الدولار انخفض نحو 1.1 في المائة مقابل الين أول من أمس الأربعاء، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ منتصف مايو (أيار). وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة عملات لأدنى مستوى خلال شهر عند 93.160 في وقت سابق أمس، ثم قلص المؤشر خسائره ليسجل 93.216. وصعد اليورو 0.1 في المائة إلى 1.1830 دولار مقتربا من أعلى مستوى خلال شهر عند 1.1862 دولار الذي سجله الأسبوع الماضي.
ومع تراجع الدولار إثر إعلان محضر اجتماع المركزي الأميركي صعدت غالبية عملات الأسواق الآسيوية الناشئة بما في ذلك اليوان الصيني. ولامس الدولار السنغافوري لفترة وجيزة أعلى مستوى في شهرين عند 1.3462 دولار بعدما أظهرت بيانات نمو اقتصاد سنغافورة بأسرع وتيرة في نحو أربعة أعوام في الربع الثالث من العام، بما يتماشى مع بيانات نمو قوية في غالبية أنحاء آسيا.
وفي سوق المعادن النفيسة، تراجعت أسعار الذهب أمس مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح بعد صعود المعدن نحو واحد في المائة في الجلسة السابقة بدعم من البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة.
وبحلول الساعة 0741 بتوقيت غرينتش أمس، نزل الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1289.88 دولار للأوقية (الأونصة). وفي العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر (كانون الأول)، تراجع الذهب 0.2 في المائة إلى 1289.70 دولار للأوقية.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 17.088 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين 0.6 في المائة إلى 932.50 دولار للأوقية، بينما نزل البلاديوم 0.1 في المائة إلى 1002.05 دولار للأوقية.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.