تكريم «مسك الخيرية» بجائزة مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة

«القمة» تؤكد الحاجة إلى وجود مهارات جديدة للتعامل مع نتاج {الثورة الصناعية الرابعة}

الشيخ حمدان بن محمد يسلم بدر العساكر  درع جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (وام) - جانب من افتتاح قمة المعرفة في دورتها الرابعة
الشيخ حمدان بن محمد يسلم بدر العساكر درع جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (وام) - جانب من افتتاح قمة المعرفة في دورتها الرابعة
TT

تكريم «مسك الخيرية» بجائزة مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة

الشيخ حمدان بن محمد يسلم بدر العساكر  درع جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (وام) - جانب من افتتاح قمة المعرفة في دورتها الرابعة
الشيخ حمدان بن محمد يسلم بدر العساكر درع جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (وام) - جانب من افتتاح قمة المعرفة في دورتها الرابعة

اختتمت فعاليات «قمة المعرفة 2017» أمس، وسط تأكيدات بحاجة مهارات جديدة للتعامل مع نتاج «الثورة الصناعية الرابعة»، التي ينتظر أن تنقل حياة البشر إلى مستوى جديد، والتي ستطول كافة جوانب الحياة بما فيها الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والثقافية.
وشهدت القمة التي نظمتها مؤسسة الشيخ محمد بن راشد للمعرفة مشاركة أكثر من 105 متحدثين من 23 دولة، حيث طرح المشاركون الرؤى والأفكار المتجددة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة إلى جانب تبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات، وناقشت جلسات القمة أبعاد وركائز الثورة الصناعية الرابع،ة إضافة إلى تأثيراتها العميقة التي سلطت قمة المعرفة 2017، الضوء على تاريخ الثورات الصناعية وانعكاساتها على عمليات صنع القرار مع نظرة مستقبلية على مسيرة هذه الثورة وأبرز نتائجها وإنجازاتها في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والتعليم والصحة والاقتصاد إلى جانب محور الذكاء الاصطناعي والمستقبل الإنساني الروبوتي.
وكانت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، قد كرمت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، وذلك عن أهدافها لرعاية وتشجيع التعلُّم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل في السعودية، عبر الاهتمام بالشباب ورعاية وتمكين المواهب والطاقات الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، والدفع بها لترى النور، واغتنام الفرص في مجالات العلوم والفنون الإنسانية. وجاء تكريم «مسك الخيرية» بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في دورتها الثالثة، ضمن حفل افتتاح فعاليات الدورة الرابعة لقمة المعرفة يوم أول من أمس، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وكرم الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وإلى جانبه الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين، حيث تسلم درع التكريم بدر العساكر الأمين العام لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية»، إضافة إلى الدكتور هيروشي كومي ياما رئيس معهد بحوث ميتسوبيشي في اليابان، وويندي كوب الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم للجميع في الولايات المتحدة الأميركية، وهنأ الشيخ محمد بن راشد الفائزين وأشاد بجهودهم العظيمة من أجل خدمة العلم والمعرفة وإسعاد البشرية.
وأطلقت مبادرة «تحدي محو الأمية» التي تستهدف 30 مليون شاب وطفل عربي حتى عام 2030، وذلك بالتعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومنظمة اليونيسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقال جمال بن حويرب المهيري إنّ قمة المعرفة حققت الشراكة الاستراتيجية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهدف رصد الواقع المعرفي على مستوى العالم، وذلك سعيا إلى تأسيس قاعدة صلبة لاستقصاء سبل تطوير مجالات نشر ونقل وإنتاج وتوطين المعرفة التي تشكل اللبنة الأولى والأساسية في تقدم الأمم.
من جانبه، قال الدكتور هاني الملقي رئيس وزراء الأردن - ضيف شرف القمة - إن الثورة الصناعية الرابعة بكل مكوناتها جاءت لتمكين البشر وليس لصعود الآلات على حساب البشر، مشيراً إلى أن العلوم والتكنولوجيا سترسخ نهجاً يعزز السلم والإنسانية، وستقلل من الضغط على الموارد الطبيعية، وبالتالي تحقيق رفاهية أكبر للناس.
وأضاف الملقي خلال إلقاء كلمته أمس في حفل الافتتاح «ستسهم الثورة الصناعية الرابعة في إنشاء مشاريع ذكية وأخرى رقمية في مجال التجارة، وستشكل فرصة عظيمة لكل الدول في مجالات الاستدامة والمحافظة على التكنولوجيا التي تتضمنها هذه الثورة، والتي تحتاج إلى خبرات بشرية متخصصة ومتميزة وجديدة من نوعها»، مؤكداً أنّ الدول تحتاج إلى التركيز على جانب التنمية البشرية وتطوير النظام التعليمي بشكل يواكب متطلبات التطور التكنولوجي.
إلى ذلك ناقشت جلسة المعرفة والثورة الصناعية الرابعة، الثورة الرقمية ودورها في تطور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وطرحت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة مدى التطور التكنولوجي الحاصل على المشهد الإعلامي خلال السنوات القليلة الماضية، والتنبؤ بأهم الفرص والتحديات التي يجب الاستعداد للتعامل معها في المستقبل عن طريق توظيف أحدث أساليب التكنولوجيا كركيزة أساسية لمواكبة التغيرات السريعة التي تحدثها الثورة الرقمية في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
وأشارت إلى دور الحكومة في رسم التوجهات المستقبلة للقطاعات وتوفير الإمكانات والدعم لتحقيق استدامة القطاع وتحفيز الأفراد وأصحاب المصالح للاستثمار فيه.
من جانبه، قال ماجد السويدي المدير العام لمدينة دبي للإعلام: «يتلخص الوضع في الوقت الحالي بالعمل على تأسيس شركات إماراتية ذات تنافسية عالمية وإعداد المواهب والكفاءات الوطنية المزودة بمهارات متقدمة بما يضمن استدامة العمل المتميز في القطاع». وأطلق مشروع المعرفة أمس مؤشراً عالمياً يعنى بالمعرفة كمفهوم شامل، ويتّصل بمختلف جوانب الحياة الإنسانية والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويلعب دوراً رئيسياً في تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة والمستدامة.
وأعلنت نتائج المؤشر خلال حفل الافتتاح، حيث حلّت سويسرا في المرتبة الأولى مسجلة 71.8 نقطة من أصل 100 في المؤشر العام للمعرفة، تليها كل من سنغافورة (69.5) وفنلندا (68.5) والسويد (68.3) وهولندا (68) والولايات المتحدة (67.2) ولوكسمبورغ (66.2) والمملكة المتحدة (65.6) والدنمارك (65.2) والنرويج (64.3).
ويعتمد مؤشر المعرفة تركيبة من ستة مؤشرات قطاعية هي: التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد؛ بالإضافة إلى مؤشّر عام عن البيئات التمكينية.
واحتسِبَ المؤشر عبر خمسة مستويات، يقوم المستوى الأدنى فيها على مجموعة من 133 متغيراً تغطي مختلف القطاعات الحيوية في الدولة، مثل معدّلات الالتحاق والتخرج والتسرب المدرسي والقرائية والبطالة والعمر المتوقع عند الولادة ومؤشر الحكومة الإلكترونية، والاستقرار السياسي والأطر التنظيمية والقانونية، وبراءات الاختراع، ومؤشرات خاصة بقطاع الأعمال، وجودة وتوفّر الموارد البشرية من طلاب ومعلمين وقوى عاملة وباحثين، وغيرها من المؤشرات الحيوية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».