هولاند يزور معقل منفذي هجمات باريس

شارك في ندوة نقاش في بلدية مولنبيك حول الإرهاب وحرية التعبير والعقيدة

صورة نشرها الإعلام البلجيكي لزيارة الرئيس الفرنسي السابق إلى معرض للرسوم الكارتونية في مولنبيك («الشرق الأوسط»)
صورة نشرها الإعلام البلجيكي لزيارة الرئيس الفرنسي السابق إلى معرض للرسوم الكارتونية في مولنبيك («الشرق الأوسط»)
TT

هولاند يزور معقل منفذي هجمات باريس

صورة نشرها الإعلام البلجيكي لزيارة الرئيس الفرنسي السابق إلى معرض للرسوم الكارتونية في مولنبيك («الشرق الأوسط»)
صورة نشرها الإعلام البلجيكي لزيارة الرئيس الفرنسي السابق إلى معرض للرسوم الكارتونية في مولنبيك («الشرق الأوسط»)

قال الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، على هامش زيارة قام بها إلى بلدية مولنبيك في بروكسل، إن زيارته إلى هذا المكان تعتبر زيارة رمزية بعد مرور عامين على تفجيرات باريس التي شارك فيها عدد من الشبان الذين خرجوا من هنا.
وأكد هولاند على أنه أراد زيارة هذا المكان ليؤكد على أن مولنبيك فيها أيضاً القيم والمبادئ والحرية «كما أن زيارتي دليل على أنه لا يزال هناك أمل، وأنه يجب أن نستمر في العمل المشترك لمكافحة الإرهاب، ونشر رسالة تؤكد على أن المستقبل سيكون أفضل من الماضي».
وكان هولاند يتحدث على هامش زيارة إلى معرض للرسومات الكارتونية لأطفال مولنبيك، وكان برفقته رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، وعمدة البلدية فرنسواز سكيبمانس، وهو المعرض الذي تضمن صوراً كارتونية لـ80 شخصاً، وجاء تحت عنوان التعايش السلمي.
ومن جانبه، قال ميشال إنه إلى جانب الإجراءات الأمنية يجب أيضاً التأكيد على قيم مثل حرية التعبير والفكر وحرية العقيدة. كما شارك هولاند وميشال في جزء من ندوة نقاش مع المشرفين والأطفال الذين شاركوا في المعرض الكارتوني، وأجاب هولاند على أسئلتهم، وأكد خلالها على أن حرية التعبير هي الضمان للعيش المشترك وبسلام.
يذكر أن صلاح عبد السلام وشقيقه إبراهيم وآخرين قد خرجوا من مولنبيك، وشاركوا في هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وأودت بحياة 130 شخصاً. وفي بلدية مولنبيك ببروكسل، المعروفة بالتعدد والتنوع الثقافي لسكانها، لجأت السلطات منذ فترة إلى تنظيم أنشطة ثقافية وشعبية لترسيخ مفهوم التعايش السلمي. فإلى جانب الحفلات الموسيقية والغنائية في الشوارع، ومعرض الرسومات الكارتونية، نظمت السلطات لأول مرة ما أطلقت عليه خيمة المستمعين، واعتبرتها فرصة للتعرف على هموم المواطنين، والاستماع إلى قضاياهم، مما يساهم في تحقيق اندماج أفضل وتراجع للعنصرية التي اشتكي منها البعض من المهاجرين الأجانب في مجالات مختلفة. واختارت السلطات لتنظيم هذا النشاط يوم السوق الأسبوعي في البلدية الذي يقام كل يوم خميس، وبالتالي يمكن أن يزور الخيمة عدد كبير من السكان، ومن ثم تكون الفائدة أكبر.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت أناليسا جادليتا عضو مجلس محلي مولنبيك: «ننظم هذا الحدث في اليوم نفسه الذي يقام فيه السوق الأسبوعي هنا. وقد أردنا أن نستغل هذه الفرصة لتنظيم هذا النشاط الثقافي الاجتماعي، فهناك هذه الخيمة المخصصة لاستقبال المواطنين في مكان مفتوح، ونعمل على توفير فرصة لخلق حوار، والاستماع إلى المواطنين. ولا ننكر وجود عنصرية في سوق العمل والسكن، ولكن نعمل بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني على إيجاد حلول للمشكلات».
من جانبها، قالت إيلكا فندنبرغ مسؤولة منظمة البيت الثقافي في مولنبيك المشرفة على المشروع: «هذا العام، ننظم خيمة المستمعين، ونعمل على جذب الأشخاص من السوق الشعبية إلى الخيمة، وتخصيص 10 دقائق لكل شخص للاستماع إلى أي قضية يريد الحديث عنها، ونوفر حواراً ثقافياً واجتماعياً بين الموظفين والمواطنين في بلدية تضم جنسيات كثيرة. فالحوار والاستماع إلى الآخر، والتعرف على ثقافته، أبرز الطرق لفهم الآخر، والتعايش معه في إطار مجتمع متماسك، بصرف النظر عن العقيدة أو اللغة أو العرق؛ هذه هي القناعة التي ترسخت عقب هجمات مارس (آذار) من العام الماضي، وقد عمل الجميع على تحقيق ذلك».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال شاب من أصول مغربية في نهاية العشرينات: «يجب أن يكون بيننا نوع من التعايش السلمي لأننا نعيش معهم في هذا المجتمع، ويجب أن يحدث ذلك بيننا نحن من العرب المهاجرين، وأيضاً مع البلجيكيين. وهذه الأنشطة تعتبر فرصة لنا للحديث والحوار حول مشكلاتنا، وهم يحاولون أن يساعدونا في إيجاد الحلول».
وقال شاب آخر من أصول عربية: «إننا نتعرض لبعض الضغوطات بسبب الأحداث الإرهابية التي ارتكبها أشخاص من المسلمين، ولكن للأسف ندفع نحن الثمن، ويجب أن تتغير هذه النظرة، ويمكن من خلال هذه الخيمة أن يحدث حوار نشرح فيه وجهة نظرنا، ونعرفهم بأننا لا علاقة لنا بالإرهاب، ونوضح لهم الصورة».
إن ترسيخ التضامن والتعايش السلمي كانا أبرز أولويات العمل بالنسبة للسلطات المحلية والمجتمع المدني، خصوصاً عقب الصورة السلبية التي أظهرها الإعلام الدولي عن هذه البلدية التي وصفها البعض بأنها بؤرة التطرف، بعد أن تورط عدد من سكانها في تنفيذ هجمات إرهابية خلال العامين الماضيين.
ويرى بعض المراقبين في العاصمة بروكسل أنه لتفادي أي تداعيات سلبية للهجمات الإرهابية التي ضربت بروكسل قبل عام ونصف العام، حرصت السلطات على تنظيم كثير من الأنشطة والفعاليات التي تؤكد على أهمية التعايش السلمي، وتضافر جهود الجميع لمواجهة الإرهاب والتطرف، باعتبار أن المسؤولية مشتركة.


مقالات ذات صلة

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا، وجّه إردوغان تحذيراً صارماً لمقاتلي الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تواصل القتال مع «قسد» على محاور جنوب شرقي منبج (أ.ف.ب)

إردوغان: تركيا لم تتدخل في سوريا

تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على محاور جنوب شرقي منبج... وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج الشراكة قائمة على تعزيز التعاون وتوسيع التنسيق حيال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (الشرق الأوسط)

«تلغرام» و«اعتدال» يزيلان 100 مليون محتوى متطرّف

تمكن «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» ومنصة «تلغرام»، عبر مواصلة جهودهما في مكافحة النشاط الدعائي للتنظيمات الإرهابية، من إزالة 100 مليون محتوى متطرف

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)

«إف بي آي»: لا صلة لـ«الإرهاب» بانفجار شاحنة «تسلا» في لاس فيغاس

أكد المحققون الفيدراليون أن العسكري الذي قضى انتحارا في شاحنة صغيرة من طراز «سايبرتراك» خارج فندق ترمب بمدينة لاس فيغاس الأميركية، كان يعاني اضطرابا

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.


مونتينيغرو تسلم «دو كوون» مؤسس العملات الرقمية المشفرة إلى أميركا

مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
TT

مونتينيغرو تسلم «دو كوون» مؤسس العملات الرقمية المشفرة إلى أميركا

مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)
مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون (رويترز)

قامت جمهورية مونتينيغرو (الجبل الأسود)، اليوم الثلاثاء، بتسليم مؤسس العملات الرقمية الكوري الجنوبي دو كوون «ملك العملات الرقمية المشفرة» إلى الولايات المتحدة، بعد القرار الذي اتخذته وزارة العدل في وقت سابق من الشهر الجاري بقبول طلب أميركي، ورفض طلب التسليم الكوري الجنوبي، حسبما قالت السلطات في الدولة الواقعة بمنطقة البلقان.

وقالت الشرطة إن ضباط المكتب المركزي الوطني للإنتربول في مونتينيغرو سلموا دو كوون، مؤسس شركة العملات المشفرة السنغافورية «تيرافورم لابس»، إلى ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) عند المعبر الحدودي بمطار بودجوريتشا.

وقال بيان للشرطة نقلته وكالة «أسوشييتد برس»: «اليوم، في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024، تم تسليمه (دو كوون) إلى سلطات إنفاذ القانون المختصة في الولايات المتحدة ورجال مكتب التحقيقات الاتحادي».

يذكر أنه بعد صراع قانوني طويل، تقدّمت كوريا الجنوبية، وطن كوون الأصلي، والولايات المتحدة بطلبين لتسليم كوون.

ويتهم الادعاء في كلا البلدين كوون بالاحتيال من بين تهم أخرى. وقد تم اعتقال كوون في مونتينيغرو في مارس (آذار) 2023.

ومؤخراً، قضت المحكمة العليا في مونتينيغرو بأن طلبي التسليم صحيحان من الناحية القانونية، الأمر الذي ترك لوزير العدل مهمة الاختيار بين البلدين طالبي التسليم.

وكان كوون قد أنشأ العملتين المشفرتين «تيرا» و«لونا» في سنغافورة. ومع ذلك، انهار نظام العملتين بشكل مدو في مايو (أيار) من العام الماضي، ما ترك المستثمرين «بلا شيء».

وتردد أن الإفلاس تسبب في خسائر بلغت 40 مليار دولار.

ثم اختفى كوون. وأصدر الإنتربول «منظمة الشرطة الجنائية الدولية» مذكرة اعتقال دولية بحقه في سبتمبر (أيلول).

وفي مارس 2023، تم اعتقال كوون وشريكه التجاري هون تشاند يون في بودجوريتشا، أثناء محاولتهما السفر إلى دبي بجوازي سفر مزورين من كوستاريكا.

وحُكم عليهما بالسجن في مونتينيغرو لعدة أشهر بتهمة تزوير وثائق، وفي وقت لاحق تم احتجازهما في انتظار تسليمهما.