طبيب بريطاني يشكك بزراعة رأس بشري ويصفها بـ«المزاعم»

قال الطبيب البريطاني دين بورنيت المتخصص في علم الأعصاب أن ما أعلنه نظيره الإيطالي سيرغيو كانافيرو حول نجاح عملية أجراها لزراعة رأس على جثة بشرية، ليست سوى مزاعم، ولا يمكن تنفيذها على شخص حي.
وقال بورنيت إن «الإجراء لم ينجح وربما لن ينجح على الإطلاق»، متابعا في مقال بصحيفة «الغارديان» البريطانية أمس (السبت) أن «معيار نجاح أي عملية جراحية هو حالة المريض بعد الجراحة، وأعتقد أن أي إجراء جراحي يموت فيه المريض قبله أو خلاله، لا توجد أي صلة بينه وبين كلمة نجاح».
وكان كانافيرو أعلن أن أول عملية جراحية لزراعة رأس بشري حي أصبحت وشيكة، بعد أن تمت على إحدى الجثث البشرية بنجاح، وذلك في مؤتمر صحافي (الجمعة) الماضية.
وتابع الطبيب البريطاني في تساؤل «ماذا عن إمكانية توصيل الحبل الشوكي لشخص حي؟، مع الأخذ في الاعتبار الرفض المناعي وحقيقة أن الطب لم يتمكن حتى الآن من إصلاح الأعصاب التالفة وليس فقط توصيل الأعصاب بين شخصين؟، كما أن الدماغ البشري يتطور في تناغم مع الجسد».
وضرب الطبيب البريطاني مثلا بعملية توصيل نصف سيارة بأخرى وهما متوقفتان، قائلا: «يمكنك أن تعتبر ذلك نجاحا إذا أردت، لكن إذا قمت بتشغيل المحرك فقد تنفجر السيارة بوجهك».
وقال الطبيب البريطاني إن ما تم من زرع رأس قرد في جسد آخر لم يصمد إلا 20 ساعة، ظل فيها القرد وسط شلل تام، قبل أن يموت لأسباب أخلاقية، مشيرا إلى أن ذلك لا يعد نجاحا، لأن الهدف من الجراحة ليس الحياة الإكلينيكية لأقل من يوم مع غياب الوعي وشلل تام.
وانتقد الطبيب ما تم في زراعة رأس فأر على جسد آخر، وأن ذلك (عديم الفائدة وظيفيا) في موضوع ذات خلاف بين الأطباء، وقال: «ربما تحمل التقنيات العلمية المستخدمة في الحفاظ على الرأس وإيصال الأعصاب قيمة علمية، لكنها لم تصل بعد إلى فكرة أن شخص يتجول بجسد آخر لم يولدوا به، ولا يصح إعلان الانتصار لأفكار لا تزال محل خلاف».
وأشار بورنيت إلى أن الطبيب الإيطالي لم يدعم مزاعمه بأي أدلة يمكن قياسها، ولم ينشر ورقة علمية مرموقة تشرح الكيفية والنتائج المترتبة على إجراءاته، منتقدا لجوءه إلى الإعلام أولا بشكل لافت منذ أعوام.