محكمة عراقية تستعد لإصدار قرار إلغاء الاستفتاء الكردي

توقعات بقبول أربيل حكم «الاتحادية» لتهيئة أجواء المفاوضات مع بغداد

أكراد من مؤيدي بارزاني خلال فترة الاستفتاء (أ.ف.ب)
أكراد من مؤيدي بارزاني خلال فترة الاستفتاء (أ.ف.ب)
TT

محكمة عراقية تستعد لإصدار قرار إلغاء الاستفتاء الكردي

أكراد من مؤيدي بارزاني خلال فترة الاستفتاء (أ.ف.ب)
أكراد من مؤيدي بارزاني خلال فترة الاستفتاء (أ.ف.ب)

توقعت مصادر كردية أن تصدر المحكمة الاتحادية العراقية غداً (الاثنين) قراراً نهائياً حول إلغاء الاستفتاء الذي أجري في إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها في العراق، وكل ما يترتب عن ذلك الاستفتاء، في وقت أكدت فيه المصادر المحلية أن «السلطة في إقليم كردستان ستمتثل لقرار المحكمة وستعلن التزامها بقرار الإلغاء».
ويظهر من الإجراء أنه أشبه ما يكون بمخرج من الانفصال الذي أدى إلى تداعيات دولية وإقليمية واسعة.
وبعد مساجلات ونقاشات طويلة بين السلطة الاتحادية والقيادة الكردية بالإقليم، يبدو أن تفاهماً حدث أخيراً بتحويل القضية إلى المحكمة الاتحادية على غرار القرار الأخير الذي أصدرته المحكمة فيما يتعلق بوحدة وسلامة الأراضي العراقية التي أعلنت حكومة الإقليم التزامها به.
مصدر قانوني كردي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هناك نوعاً من الاتفاق جرى بين السلطتين الاتحادية والإقليمية للخروج من أزمة الاستفتاء عبر تحويل الأمر إلى المحكمة الاتحادية، وبحسب المعلومات ستصدر المحكمة قراراً بإلغاء الاستفتاء وستعلن حكومة الإقليم لاحقاً التزامها بالقرار، ما سيطوي هذا الخلاف إلى الأبد ويهيئ الأجواء للشروع بالمفاوضات بعد تلبية مطالب بغداد.
يقول مسعود عبد الخالق الباحث والخبير بشؤون السياسة الدولية: «هناك ترتيبات جرت وتقضي بقيام أطراف من مجلس الاستفتاء الملغي وتحديداً أعضاء (الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وحلفائه في الاتحاد الوطني والاتحاد الإسلامي) بتقديم تعهد رسمي موقع منهم جميعاً بإلغاء نتائج الاستفتاء، على شرط ألا يذاع الإعلان عن هذا الموقف دفعاً للحرج أمام الشعب الكردي، وكما يبدو، فإن السلطة العراقية راضية بهذا المقترح، ولذلك فإن العملية ستجري عبر المحكمة الاتحادية التي ستصدر قرار الإلغاء، ثم ستعلن حكومة الإقليم التزامها به».
يضيف المصدر أن «حكومة الإقليم واقعة اليوم بين فكي الكماشة، فهي من جهة لا تستطيع أن تواجه شعبها الذي خرج للتصويت لصالح الاستقلال بناءً على دعوة السلطة بكردستان وتعلن أمام هذا الشعب تراجعها عن الاستفتاء أو إلغائه، وفي الوقت ذاته تتعرض هذه السلطة لضغوطات كبيرة من جانب الحكومة الاتحادية حتى نسيت الاعتبارات القانونية فيما يتعلق بالاستفتاء الذي لا يمكن إلغاؤه إلا بتنظيم استفتاء آخر يقرر من خلاله الشعب التراجع عن تأسيس الدولة، وهذا غير ممكن بأي حال من الأحوال».
وزاد الباحث الكردي بالقول: «رغم أن هذا الموقف سيلبي شروط السلطة الاتحادية، ولكني على يقين تام بأن هذه السلطة لن تكتفي بذلك، بل ستظل تضغط على حكومة وسلطة الإقليم، وستحرك دعاوى وملفات كثيرة في المستقبل ضد مسؤولي الإقليم فيما يتعلق بالمسائل النفطية وحالات الفساد وغيرها».
من جانبه، أكد عضو قيادي بحزب بارزاني في تصريح يبدو أنه تمهيد لتهيئة الأجواء لقبول وهضم قرار المحكمة الاتحادية المرتقب، حيث أورد أن «قرار حكومة الإقليم السابق باحترام قرار المحكمة الاتحادية فيما يتعلق بوحدة الأراضي العراقية لم يكن عملاً خاطئاً، فنحن في الحزب والحكومة مع وحدة الأراضي العراقية». وقال هيوا أحمد عضو قيادة حزب بارزاني في تصريح صحافي لموقع «إس إن إن» الكردي، إن «قرار المحكمة الاتحادية لم يشر إلى إلغاء الاستفتاء، بل أشار إلى عدم أحقية أي قومية أن تنفصل عن العراق، ولكنه لم يقل إن الاستفتاء لم يكن غير دستوري»، مضيفاً أن «حكومة الإقليم جمدت نتائج الاستفتاء وعليها أن تحترم وحدة الأراضي العراقية، ونحن أيضاً مع وحدة العراق إلى حين إعلان الدولة الكردية المستقلة، ولذلك فإن ما أعلنته الحكومة لم يكن قراراً خاطئاً».



الجيش الأميركي: مقاتلات «إف-35» شاركت في ضرب الحوثيين

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

الجيش الأميركي: مقاتلات «إف-35» شاركت في ضرب الحوثيين

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)

كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.

وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.

وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.

تصد للهجمات

أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.

وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.

مقاتلات «إف-35» الأميركية تمتلك قدرات حربية غير مسبوقة (أ.ب)

وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».

ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.

22 غارة

وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

طوربيد بحري استعرضه الحوثيون أخيراً زاعمين أنه بات ضمن أسلحتهم (إعلام حوثي)

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.