أطفال العراق يستعرضون صور تهميشهم وفشل الحكومات في رعايتهم

معرض يوثق معاناتهم في «اليوم العالمي للطفل»

صور توثق لمعاناة الطفولة العراقية
صور توثق لمعاناة الطفولة العراقية
TT

أطفال العراق يستعرضون صور تهميشهم وفشل الحكومات في رعايتهم

صور توثق لمعاناة الطفولة العراقية
صور توثق لمعاناة الطفولة العراقية

لم يجد الصبي العراقي أنيس عامر عبود، ابن الثلاثة عشر ربيعا، أفضل من الصور الفوتوغرافية ليوثق بها معاناة الطفولة العراقية ويحاول كشف ملامحها الحزينة أمام جمهوره في معرضه الشخصي الأول الذي أقيم بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يصادف 1 يونيو (حزيران) من كل عام عندما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان اتفاقية حقوق الطفل عام 1989.
أنيس كان فرحا بالحضور الكثيف وكاميرات الفضائيات التي رافقت الحدث الذي نظم وفعاليات أخرى في مقر إحدى منظمات المجتمع المدني بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، لكن الحزن دب في نفسه وهو يحاول شرح تفاصيل الصور لزائريه، وكانت توثق مشاهد لصغار بمثل عمره يتسولون في الشارع، وآخرين يحاولون جمع بقايا العلب المعدنية من القمامة لبيعها من جديد.
صور أنيس لم تكن غريبة، فمشاهد الطفولة العراقية المغيبة، والمحرومة، واضحة المعالم في معظم مدن البلاد، منذ سنوات طويلة عانت فيها أعداد كبيرة منهم من حرمان من أبسط حقوقهم في التعليم والصحة، بسبب انتشار الفقر وغياب العائل والتسرب من الدراسة ومخالطة رفقاء السوء بغياب برامج استراتيجية رسمية لاحتضان طاقاتهم وإيلائهم الرعاية التي يحتاجون إليها.
تقول شميران مروكل، سكرتيرة رابطة المرأة العراقية، التي نظمت الحفل، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «نحاول أن نزرع البسمة على وجوه صغارنا على الرغم من قسوة الظروف المحيطة بهم، في تقليد دأبت عليه رابطة المرأة العراقية سنويا إحياء للذكرى (64) لليوم العالمي للطفولة الذي يصادف 1 يونيو من كل عام، والذي كان مقترحا من اتحاد النساء العالمي الذي تأسس بعد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية، والهدف منه حماية الطفولة والمطالبة بحقوقهم المشروعة»، مضيفة: «الاحتفال يشكل دعوة لكل منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية لحماية الطفولة في العراق واستذكار هذه المناسبة لأجل اكتشاف مواهبهم وتنميتها من خلال المعارض والفعاليات التي تقام بالمناسبة».
وتؤكد الناشطة المدنية هند طاهر وصفي أن «الطفل العراقي محروم من أهم حقوقه التي كفلها له الدستور من تعليم وصحة والعديد من الحقوق، ويعاني من نقص المستلزمات الأساسية التي تعنى بالطفولة من مسارح ومكتبات وملاعب رياضية ومنتديات ثقافية وعلمية، والمشكلة الأكبر ازدياد أعداد الأيتام والمشردين والمتسربين من مقاعد الدراسة بسبب الوضع الاقتصادي المتردي للعديد من العوائل العراقية».
وطالبت في ختام حديثها الجهات المعنية بإيلاء الطفولة اهتماما أكبر وتشريع القوانين التي تحميهم وتوفر لهم التعليم والصحة والضمان الاجتماعي للعوائل الفقيرة.
أما صاحب المعرض، الصبي أنيس، فقال: «حاولت وعبر 14 صورة اخترتها في معرضي اليوم، استعراض شأن الطفولة في بلدي، ومحاولة البعض اجتزاء الفرح والنجاح على الرغم من صعوبات الوضع وسرقة الإرهاب الأعمى المتفشي أرواح كثيرين، وحاولت أيضا التقاط صور لنصب شعراء وشخصيات مميزة، وكذلك لمعاناة المرأة العراقية».
وعن أمنياته، قال أنيس: «أتمنى أن يكون هناك اهتمام بالطفل، وأن تكون هناك مدارس نظيفة وجيدة، وأن تهتم تلك المدارس بالجانب الفني.. الرسم والتصوير الفوتوغرافي وكل الفنون الأخرى، أما أمنيتي الشخصية، فأتمنى إقامة معرض خارج البلاد».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».