التحام جبهتي القبيطة والصبيحة... ومقتل 7 عناصر حوثية في تعز

TT

التحام جبهتي القبيطة والصبيحة... ومقتل 7 عناصر حوثية في تعز

قال المتحدث باسم القوات الحكومية في مديرية القبيطة، بمحافظة لحج، علي المنتصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «جبهتي الصبيحة والقبيطة، شمال لحج، التحمتا مع بعضهما بعد تحقيق قوات الجيش الوطني في القبيطة تقدماً جديداً وتمكنت من استعادة مواقع كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في ظل استمرار المعارك الميدانية».
وأضاف: «بعد مواجهات عنيفة سقط على أثرها قتلى وجرحى من الجانبين، تمكنت القوات من السيطرة على عدد من التباب وشعب السوق وفحميم وحصن صبيح، وهي من المواقع المهمة والاستراتيجية المحاذية لجبل الركيزة المطل على الصبيحة، حيث تتمركز الميليشيا الانقلابية».
كما أكد «سيطرة القوات على جبل العنين، المطل على منطقة سوق الخميس، الأمر الذي جعل الجيش الوطني يسيطر نارياً حتى مناطق الركب خياشن والقطهات وظيف».
وذكر المنتصر أنه «بعد التحام جبهتي الصبيحة والقبيطة، قام قائد مقاومة الصبيحة - قائد اللواء الثاني عمالقة، العميد حمدي شكري، بزيارة جبل الياس وعدد من المواقع في القبيطة، في الوقت الذي عزز فيه لواء العمالقة الجبهة الغربية بالعتاد النوعي والأفراد، بينما عزز اللواء الرابع مدرع حماية رئاسية الذي يقوده العميد مهران القباطي، الجبهة الشرقية»، لافتاً إلى أن تلك «التعزيزات جاءت وفق خطة عسكرية تم وضعها لتحرير مديرية القبيطة من الميليشيات الانقلابية ودحرهم لما خلف محافظة تعز المحاصرة».
كما أكد أن «خطر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على طور الباحة خف عما كان عليه في السابق وأن الجيش الوطني وعناصر المقاومة الشعبية مستميتون لاستكمال النصر ودحر الانقلابيين»، داعياً سائقي المركبات إلى «عدم مرورهم في الخط الأسفلتي في القبيطة، كون الاشتباكات مستمرة وذلك حفاظاً على أرواحهم، وأن عليهم التوجه عبر طريق حيفان، حيث إن الساعات المقبلة ستكون أكثر احتداماً وصعبة على الانقلابيين».
في المقابل، تتواصل المعارك العنيفة في الجبهات الغربية بمحافظة تعز، إثر محاولات الانقلابيين المستميتة التقدم إلى مواقع الجيش الوطني التي يتصدى لها ويكبدها الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وتركزت أعنف المواجهات في مناطق القحيفة والنبيع وجواعة والمضابي وجبال العفيرة بجبهة مقبنة، ومناطق شرق جبل المنعم في الأشعاب وتبة الذئاب وتبة الكربة في الضباب.
وطبقاً لمصدر عسكري في محور تعز، فقد أكد «مقتل ما لا يقل عن 7 انقلابيين وجرح أكثر من 10 آخرين في جبهات مقبنة، علاوة على مقتل آخرين في الضباب لم يتم إحصاء أعدادهم، حتى الوقت الراهن، وأن الميليشيا الانقلابية ردت على خسارتها بقصفها العنيف من مواقع تمركزها على قرية القطنة وخلفت وراءها خسائر مادية في منازل المواطنين دون أي وفيات تذكر»، مشيراً إلى أن «مدفعية الجيش استهدفت مواقع الانقلابيين في مناطق متفرقة وأعنف القصف كان على مواقع وتجمعات الميليشيات في حذران والربيعي».
على صعيد متصل، كشف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تعز، منظمة مجتمع مدني محلية غير حكومية، سقوط 38 مدنياً في تعز بين قتيل وجريح وبينهم نساء وأطفال، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال المركز في تقريره الحديث، إن «الفريق الميداني لمركز المعلومات رصد مقتل 12 مدنياً بينهم 5 نساء وطفلان و26 جريحاً بينهم 9 نساء خلال شهر أكتوبر الماضي بمحافظة تعز، إضافة إلى تضرر 18 منزلاً بشكل جزئي نتيجة القصف الكثيف لميليشيات الحوثي وقوات صالح الانقلابية بالقذائف والصواريخ».
وأضاف أن الانقلابيين «استهدفوا مستشفى الثورة ومحيطه، وطال القصف أيضاً قلعة القاهرة التاريخية، وهو الانتهاك المتكرر للآثار التاريخية في تعز، وأنه على الرغم من المناشدات المتكررة للمنظمات الإنسانية والحقوقية للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية لوقف المجازر بحق المدنيين في مدينة تعز، فإنه لا تزال ميليشيات الحوثي وصالح تتمادى في إجرامها بحق المدنيين، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات الدولية التي تؤكد حماية المدنيين أثناء الحروب».
وأشار التقرير إلى أن «الوضع الإنساني والمعيشي في مدينة تعز يزداد تردياً، فمعظم موظفي القطاعات الحكومية انقطعت رواتبهم منذ سنة وتتعمق الأزمة الاقتصادية مع ارتفاع الأسعار الجنوني وتراجع حاد في سعر الریال اليمني أمام العملات الأجنبية، بالإضافة إلى أزمة المياه الحادة والمزمنة، التي أصبحت أكثر حدة مع استمرار حصار المدينة من المنافذ الرئيسية».
وبالانتقال إلى جبهة صرواح، غرب محافظة مأرب، تجددت المعارك في موقعي الخطاب والمهتدي في ميمنة جبهة صرواح، وذلك عقب محاولة تسلل فاشلة نفذتها الميليشيا الانقلابية إلى مواقع وتحصينات الجيش الوطني والمصحوبة بالتغطية النارية.
تزامن ذلك مع قصف الانقلابيين للقرى السكنية في مديرية الزاهر، التي تشهد مواجهات منذ مطلع الأسبوع الماضي، التي تكبدت فيها الميليشيات الخسائر البشرية والمادية الكبيرة بينهم مقتل قيادات حوثية، علاوة على خسارتها عدداً من المواقع الاستراتيجية.
وتركز القصف العنيف من قبل ميليشيات الانقلابية المتمركزة في منطقة الجماجم على منازل المواطنين في قرى الدرجي والحبج بمنطقة آل حميفان.
وقتل عنصران من الانقلابيين في موقع ذي مضاحي بمديرية الصومعة، برصاص قناص أحد عناصر المقاومة الشعبية في جبهة الحازمية، بحسب ما أكده مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.