أربيل تدعو بغداد إلى «صفحة جديدة على أساس الدستور»

حكومة إقليم كردستان وبرلمانه شكلا وفداً تفاوضياً «لا يضم حزبيين»

اثنان من عناصر الأمن العراقية يحرسان سوقاً شعبية في شارع الجمهورية وسط بغداد أمس (إ.ب.أ)
اثنان من عناصر الأمن العراقية يحرسان سوقاً شعبية في شارع الجمهورية وسط بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

أربيل تدعو بغداد إلى «صفحة جديدة على أساس الدستور»

اثنان من عناصر الأمن العراقية يحرسان سوقاً شعبية في شارع الجمهورية وسط بغداد أمس (إ.ب.أ)
اثنان من عناصر الأمن العراقية يحرسان سوقاً شعبية في شارع الجمهورية وسط بغداد أمس (إ.ب.أ)

ناشد برلمان إقليم كردستان الحكومة العراقية الاتحادية الاستجابة لمبادرات حكومة الإقليم الداعية للحوار، مؤكداً أنه «فوّض الحكومة للتفاوض مع السلطة الاتحادية في جميع القضايا العالقة، والسعي معاً لتطبيع الأوضاع وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين المركز والإقليم، على أساس الدستور».
وقالت الأمينة العامة لبرلمان الإقليم، بيكرد طالباني، في مؤتمر صحافي أمس، إن البرلمان وجه رسالة إلى الحكومة الاتحادية ببغداد لطلب «قبول المبادرات التي تقدمت بها حكومة الإقليم للتفاوض حول المسائل العالقة بينهما».
وأوضحت أن رئاسة البرلمان «فوّضت حكومة الإقليم باتخاذ أي إجراءات تراها مناسبة للتفاهم، أو توقيع أي اتفاقات مع الجانب الاتحادي لإنهاء المشكلات وتجاوز المرحلة الحالية والتوجه معاً لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الطرفين»، وأشارت إلى أن البرلمان أعدّ مشروعه الخاص حول كيفية حل المشكلات القائمة بالطرق الدستورية «وضمان حماية المكاسب المتحققة للشعب الكردي، ومعالجة الأزمة المتعلقة بموازنة الدولة، وفقاً للسياقات الدستورية، وهو مشروع جاهز لاعتماده أساساً في المفاوضات المقبلة».
ولفتت طالباني إلى أن هيئة رئاسة البرلمان اجتمعت مع مسؤولي القنصليات الأجنبية المعتمدة في إقليم كردستان، وأبلغتهم «بحسن نياتنا لحل المشكلات القائمة مع بغداد، وطلبنا منهم أن يمارسوا بدورهم الضغط على الحكومة الاتحادية للتجاوب مع نداءات الإقليم بشأن التفاوض وإنهاء المشكلات، إذ إن حكومة الإقليم تقدمت بخطوات متعددة في هذا المجال، وعلى الجانب الاتحادي أن يتقدم بدوره بخطوة لتحقيق اللقاء المرتقب».
وكشف رئيس كتلة «الاتحاد الوطني الكردستاني» في برلمان الإقليم، دلير ماوتي، لـ«الشرق الأوسط» أن «برلمان كردستان، وبالتشاور مع حكومة الإقليم، توصلا إلى تشكيل الوفد التفاوضي الكردي الذي سيقوم في المراحل المقبلة بالتفاوض مع الحكومة الاتحادية في شأن المشكلات العالقة»، وأكد أن «الوفد لن يضم أي شخصية حزبية، وستكون تركيبته فقط من شخصيات تكنوقراط وخبراء ماليين واقتصاديين من داخل البرلمان والحكومة وخارجهما، سيتولون قيادة الجانب الكردي في المفاوضات».
وعما إذا كان الوفد مستعداً للذهاب إلى بغداد، قال ماوتي إن «الوفد جاهز للسفر، لكنه ينتظر موافقة الجانب الاتحادي على التفاوض، وتحديد موعده ومكانه. وعندها، فإن الوفد سيكون حاضراً في الزمان والمكان المعينين، وسيتم التفاوض على ضوء المشروع الذي أعده وناقشه برلمان كردستان من 22 نقطة، خصوصاً النقاط المتعلقة بالخلافات المالية وموازنة الدولة وحصة كردستان».
واعتبر أن «هذا الوفد سيكون مختلفاً تماماً عن الوفود الحزبية السابقة، لأنه سيكون وفداً تقنياً مشتركاً من البرلمان والحكومة، ويتمتع بالصلاحيات كافة، ونريد من خلال هذا الوفد أن نبين للطرف الآخر قوتنا الموحدة، وأن نتفاوض على أساس الشراكة، وليس على قاعدة الغالب والمغلوب».



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».