حوارات طبية حول إدارة مرض السكري وعلاجه

مؤتمر عالمي في فرنكفورت احتفاء باليوم العالمي له

حوارات طبية حول إدارة مرض السكري وعلاجه
TT

حوارات طبية حول إدارة مرض السكري وعلاجه

حوارات طبية حول إدارة مرض السكري وعلاجه

من الأنشطة المختلفة التي تعم العالم، تزامنا مع الاحتفال بـ«اليوم العالمي لداء السكّري» الذي يوافق 14 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، انتظم في مدينة فرنكفورت التي يطلق عليها اسم «مدينة الإنسولين»، مؤتمر طبي لإدارة وممارسات علاج داء السكّري في المجتمع، وذلك برعاية شركة «سانوفي». ويهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز الوعي العالمي بداء السكّري، والتعريف بأهم الأدوية المستخدمة لعلاجه، وآخر الاكتشافات المرتبطة بعلاج السكّري بنوعيه الأول والثاني. وتحدث في المؤتمر عدد من المتخصصين في مجال أبحاث داء السكري وتطوير علاجاته.

داء السكري

يعد داء السكّري من الأمراض المزمنة وهو يتمثل في نوعين:
> أولا: مرض السكّري من النوع الأول، وهو يعد مرضاً مناعياً ذاتياً يعجز المريض خلاله عن إفراز الإنسولين (الهرمون المسؤول عن ضبط تركزات سكّر الدم)، ويكون الشخص غير قادر على إنتاج إنسولين كاف، ويقوم الشخص بإنتاج خلايا مناعية تقاوم خلايا «بيتا» في البنكرياس مما ينتج عنه تغييب عملية إنتاج الإنسولين. وهنا يتطلب الأمر مع من يعانون من مرض السكّري من النوع الأول تناول مكمّلات خارجية من الإنسولين عن طريق الحقن، وذلك من أجل التحكم في مستوى السكّر بالدم. وغالبا ما تكون إدارة داء السكري من النوع الثاني صعبة، خصوصا لأن الناس عادة ما يتم تشخيصهم في سن مبكرة.
ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار العبء النفسي للحالة، حيث يمكن لصغار السن أن يجدوا صعوبة في إدارة مرض السكّري إلى جانب التغيرات الطبيعية والتكيفات مع نمط الحياة التي يواجهونها في جزء من عملية النمو.
> ثانيا: مرض السكّري من النوع الثاني الذي يقاوم فيه الجسم الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكّر بالدم، وبالتالي إحداث ضرر بالأنسجة والأعضاء والأوعية. إن إدارة مرض السكّري من النوع الثاني بشكل مناسب أمر بالغ الأهمية للتحكم في تطوره ولمنع المضاعفات الحادة وطويلة الأجل التي قد تتطور نتيجة لانخفاض مستوى التحكم في السكّر. وفي حال فشل الشخص في التحكم في نسبة السكّر بالدم بعد عدة تدخلات في نمط وأسلوب الحياة، يتم وصف المنتجات الطبية الخافضة للسكّر بوصفها علاجا أوليا، يليها تعاطي الحقن، كالإنسولين الأساسي، أو مستقبلات التوازن GLP - 1(glucagon like peptide - 1).
يتمثل أحد الأهداف الرئيسية في إدارة داء السكّري من النوع الثاني في تحقيق مستوى السُكّر التراكمي (HbA1c) بأقل من 7. وأظهرت دراسة بريطانية عن المرضى المحتملين للسكّري (UKPDS) أن خفض متوسط السكّر في الدم يؤدي إلى انخفاض كبير في خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو الوفاة المرتبطة بمرض السكري.
> أهم مضاعفات السكري: يؤدي مرض السكّري إلى ظهور بعض من الحالات المنهكة والمهددة للحياة ويتسبب في: أمراض العيون، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى، وتلف الأعصاب، والقدم السكّري.

إحصاءات السكّري

قدر عدد المصابين بالسكري في العالم عام 2015 بـ415 مليونا، ويتوقع أن يصل العدد إلى 642 مليونا عام 2040. وتصل نسبة انتشار النوع الأول إلى 10 في المائة، والنوع الثاني إلى 90 في المائة، وتشير الإحصاءات إلى أن انتشار داء السكري بنوعيه في الفئة العمرية 20 - 79 سنة 1 – 11 عام 2015، وسيصبح 1 – 10 عام 2040، وأن هناك أكثر من 193 مليون شخص مصاب بالسكري، ولكنه غير مشخص، ويقدر عدد وفيات السكري بخمسة ملايين وفاة عام 2015 حسب (IDFdiab Atlas).
أما مرضى السكّري حول العالم بحسب المنطقة، فيتوزعون على: أميركا الشمالية والبحر الكاريبي (44.3 مليون)، أميركا الجنوبية والوسطى (29.6 مليون)، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (35.4 مليون)، أوروبا (59.8 مليون)، منطقة غرب الباسيفيكي (153.2 مليون)، جنوب شرقي آسيا (78.3 مليون)، أفريقيا (14.2 مليون).

تطور العلاج

تم تطوير أدوية السكري حديثا بما يستهدف احتياجات الناس الذين يعايشون مرض السكّري يومياً. غالباً ما يتم إدخال المنتجات الطبية المخفّضة للسكّر والتي يتم تناولها عن طريق الفم، علاجا من الخط الأول. ويلي ذلك إضافة غيرها من المنتجات الطبية الخافضة للسكّر عن طريق الفم، و/أو العلاجات التي يتم تعاطيها من خلال الحقن، وفقا للجمعية الأميركية للسكّري، معايير الرعاية الطبية في مرض السكّري 2017.
وبعد أن كان العلاج يعتمد على تناظرية الإنسولين الأساسي (insulin glargine 100u-ml) عام 2000، تطور إلى الإنسولين سريع المفعول (glulisine) عام 2004، ثم إلى الجيل الجديد من تناظرية الإنسولين الأساسي (insulin glargine 300u-ml) عام 2015، وأخيرا تم إنتاج مركب ذي نسبة ثابتة (insulin glargine 100u-ml & lixisenatide) عام 2016.

حوارات طبية

طرحت «صحتك» جملة من الأسئلة على المشاركين في المؤتمر:
> ما الاختلافات بين إعطاء دواء (Glucagon - like peptide - 1 GLP1) بطريقة مرة واحدة يومياً أو مرة واحدة في الأسبوع)، وما الفعالية المتوقعة في الحالتين؟
- (أجاب الدكتور كلاوس جنسن Krause Jensen «الرئيس العالمي للأبحاث وتطوير علاجات السكّري» الذي تحدث في المؤتمر عن «التطوير والعلوم لتلبية احتياجات مرضى السكري اليوم وغداً») دواء «جي إل بي - 1» Glucagon - like peptide - 1 GLP1 المخفض لسكر الدم يعد من الأدوية الذكية التي تستخدم في علاج داء السكري في السنوات الأخيرة. وأضاف أن الاستخدام الشائع الآن هو استخدام هذا الدواء مرة كل يوم والآن نحن في طور تطوير «GLP1» ليتم استخدامه مرة واحدة في الأسبوع، ونحن في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لهذا الدواء، ونسعى لأن تكون فعاليته مماثلة لدوائنا المستخدم يوميا، وهذا ما نريد أن ندرسه ونقيسه في تجاربنا السريرية، فنحن أيضا بصدد إجراء دراسة ملاءمة الاستخدام والفعالية اللتين يمكن الحصول عليهما عند استخدام الدواء مرة في كل أسبوع، ونأمل أن يكون في هذا تحسين لمستويات التحكم في سكّر الدم إذا تم استخدام الدواء مرة واحدة أسبوعيا.
> ألا نخشى من الاستخدام الأسبوعي لـ«GLP1 Glucagon - like peptide1» من أن يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم؟ علما بأن على مريض السكري قياس السكر يوميا؟
- (أجاب د. كلاوس) عند استخدام «GLP1» فعلى مريض السكري من النوع الثاني قياس معدل السكر التراكمي، وأغلب الأحيان، فإن مريض السكري من هذا النوع لا يراقب مستوى السكر في دمه بشكل يومي، ولكن هذه الأدوية تعمل بطريقة ذكية، فإذا انخفض السكّر للمستوى العادي، فإن ذلك لا يؤدي إلى زيادة في مقدرة الجسم لإنقاص سكرّ الدم، لكنه سيظل بمستوى أقل فقط.
> هل يمكن الجمع بين «جلارجين 300» جنبا إلى جنب «GLP1» في قلم واحد؟
- (أجاب د. كلاوس) هذا الأمر محل اعتبار، وفي الوقت الحالي ليست لدينا جهود تطويرية في هذا الخصوص؟ عملياً يوجد الآن إنسولين جلارجين u100 مع GLP1 في قلم واحد بحقنة تُؤخذ يومياً، وقد شاهدنا تأثيراتها كثيراً. ونحن اليوم في انتظار أن نرى تأثير قبول هذا المنتج بين المرضى، الأمر الذي يعني حدوث تطور وتحسن كبيرين في حياة مريض السكّري.
> هل يتم تصنيع الإنسولين بطريقة واحدة وتعبئة واحدة من قبل الشركات المختلفة في العالم؟ وماذا عن جودة المنتج في هذه الحالة؟
- (أجاب عن السؤال الدكتور مارتن سيويرت Martin Siewer رئيس «إدارة الإنسولين المخصص للحقن» الذي تحدث في المؤتمر عن «تاريخ الإنسولين») سؤال جيد، فعملية تصنيع الإنسولين هي تجميع لمجموعة خطوات معقدة، حيث يتم في أول خطوة تصنيع المواد التي تدخل في تكوين الإنسولين بدءاً بجمع الكائنات الحية التي يتم استخدامها في الإنسولين، ثم تتم تنقيته وصولاً إلى الجودة التامة. وتستخدم عمليات مختلفة وخطوات تنقية متعددة وصولاً إلى أقصى نقاء للجودة وأقصى درجات الأمان. ثم بعدها يتم إنتاج الإنسولين في صورته السائلة، ثم تتم تعبئته في عبوات خاصة ضمن أحوال وظروف معينة. وللشركات في هذا الخصوص تقنيات مختلفة، ففي «سانوفي» مثلا تطبق تقنيات تتماشى مع المقاييس والمستويات العالمية، ثم تأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة وهي إدارة الإنسولين الذي يوجد في الأسواق داخل قلم «سولوستا» الذي يتميز بتقنياتنا المتكاملة في كيفية تصنيع العبوات البلاستيكية وكيفية تركيب خراطيش الإنسولين في القلم، فالمريض لا يتوقع في النهاية منتجاً عالي الجودة فحسب، بل دقة عالية وفعالية للجرعة، وبالتالي فإن الأمر يتطلب عملية تركيب جيدة وسريعة ومنضبطة من حيث الجودة. عند الانتهاء من المنتج يتم تحديد الجودة من خلال عمليات عدة ومقاييس ضبط لاستدامة الجودة، صحيح أن هذه العملية مكلفة، إلا أنه لا بد من منح المريض منتجاً ذا فعالية كبيرة.

معايير وصف الدواء

> ما المعايير التي يعتمد عليها الطبيب في عيادته عند وصف نوع محدد من الإنسولين لمريض السكري أمام تعدد الأصناف والأنواع؟
- (أجاب د. مارتن سيويرت) أول قرار يتم اتخاذه هو معرفة حاجة المريض للإنسولين وما إذا كان يحتاج إنسولين طويل المفعول أم لا، وما نوعية الإنسولين الذي يتناسب معه فعلياً، وإلى أي مدى هو ملائم له، وهل هو بحاجة إلى قلم إنسولين حديث لسهولة إدارة الجرعات أم لا. هذه الأمور من الأهمية بمكان، لأن من خلالها يتمكّن الفرد من إدارة حياته ومعايشة مرضه. ولهذا السبب يتوفر الإنسولين بأنواع مختلفة وبطرق عرض مختلفة.
> تحدثنا كثيرا عن مضاعفات السكري على أجهزة الجسم الحيوية، إلا أن هناك من المضاعفات ما لا يقل أهمية عنها، مثل التأثر الاجتماعي والنفسي للمريض ضمن حياته اليومية، فكيف يمكن التعامل مع السكّري وإدارته في هذه الحالة؟
- (أجاب الدكتور غوستافو بيسكين Gustavo Pesquin استشاري السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية مدير قسم (إدارة السكّري بالأسواق الناشئة) الذي تحدث في المؤتمر حول «عبء مرض السكّري والتحديات التي يواجهها والجهود التي تبذل في معالجة المرض») هذا الأمر محل دراسة وتقصٍّ في دراسة عالمية واسعة، وسوف يتم الإفصاح عن نتائجها في الإصدار السابع من الدراسة العام المقبل، من الملاحظ أن مرضى السكّري من النوعين الأول والثاني يعانون من ويلات المرض في حياتهم، ولا أريد التوغل في ذكر نوعية هذه المعاناة، لأننا نتعامل مع هذه الأشياء بسرية وخصوصية، أما فيما يتعلق بالأداء الاجتماعي والنفسي لهؤلاء المرضى، فمن المُشاهد عدم ارتياح مرضى السكري من النوعين لاستمرارية تعاطي الإنسولين، مما يشعرهم بعدم الراحة في حياتهم اليومية وبشكل كبير، والمخيف أن مرضى النوع الأول من السكري قد يتوقفون عن أخذ الإنسولين، مما يعرض حياتهم لخطر كبير.
> حيث إنك د. غوستافو سبق أن زرت المملكة العربية السعودية وتعرفت على المجتمع السعودي، فما التوجيه الذي يمكنك تقديمه لنا بخصوص إدارة مرض السكّري؟
- أنا سعيد بالعمل مع حكومة السعودية، لأن لها اهتماما كبيرا وملحوظا بالتعامل مع قضية مرض ومرضى السكّري بوصفهما أولوية مهمة. نحن لا نعمل في شراكة فقط مع الحكومة السعودية؛ بل مع مختلف الشركات والناس وأجهزة الإعلام، بما من شأنه أن ينشر التوعية والتثقيف الصحيح عن المرض. إن أكثر ما يهمني هو توافر دلائل الاهتمام بمرض السكّري والنشاط الملموس وحساسية الناس تجاه إجراء اختبارات فحص السكّر بالدم، والحرص على زيارة الطبيب متى ما ظهرت علامات المرض لاتباع تعليماته، إلى جانب الاهتمام على مستوى الأسر والعائلات. من المهم جداً معرفة أن السكّري مرض خطير، وله آثار سلبية. واليوم فإن هناك كثيرا من الأدوات التي تمكّن مرضى السكّري من التعايش مع المرض بصورة طبيعية، وهذه رسالة إيجابية نود توجيهها للعالم، ومن المهم لكل شخص أن يشخّص المرض ويقوم بالفحص اللازم، فهذا هو الإجراء الصحيح الذي متى ما تم، فسيتمكن المريض من التعايش مع المرض بصورة طبيعية من دون أي مضاعفات للمرض.
> كيف ننظر إلى مستقبل مرضى السكّري، وعملية التحكم الذاتي، وكيفية الوصول إلى ذلك؟
- (أجاب د. غوستافو) التحكم الذاتي أساس النجاح في التصدي لمضاعفات المرض. كلنا يجب أن نعمل بجد واجتهاد، ومن المهم أن يأخذ المريض السبق والريادة فيما يختص بالقرارات المتعلقة بالسكري التي تؤثر على حياته اليومية، ويجب أن نمكّن المريض من العزم على أن كل شيء يمكن أن يُنجز من خلال استغلال التقنية المعلوماتية، فقياس مستوى السكّر بالدم بات اليوم أسهل بمساعدة التقنية المعلوماتية الطبية ودورها في متابعة حالة المريض، إلى جانب التأكد من أن العلاج مُتّبع بصورة طبيعية. وتوفر التقنية الطبية أيضاً فرصة أوسع، كما أن المريض بحاجة إلى تعاطف المجتمع مع حالته، الأمر الذي يفيده في تسهيل عملية إدارته وتحكمه في المرض. ويمكن القول إن التقنية الطبية والجانب الإنساني يكمل أحدهما الآخر.
* استشاري في طب المجتمع

مدينة الإنسولين

> تعد «مدينة الإنسولين» أكبر موقع لإنتاج الإنسولين على مستوى العالم، ويتم فيها تغطية كل ما يتعلق بسلسلة الإنسولين، بدءاً من جهود البحوث والتطوير، وانتهاءً بإنتاج وتصنيع وتوزيع الأدوية. ويتم تطوير المنتجات هنا داخل مصانع الإنتاج الحيوية الحديثة تقنياً. وتقوم «سانوفي» بجهود بحثية وتطويرية متعددة، كما تقوم بتسويق الحلول العلاجية المختلفة بهدف تحسين حياة الناس.
ويعمل هنا 7.750 شخص في مجالات البحوث والتطوير والإنتاج والتصنيع، فضلاً عن القطاع الإداري. ومنذ عام 2006، يتم إنتاج وتطوير أقلام الإنسولين، التي تمثل وسيلة مريحة وآمنة لإدارة الهرمون الحيوي. وقد يصل الإنتاج اليومي من أقلام الإنسولين إلى مليون قلم، يتم إنتاجها عبر خطوط الإنتاج المتطورة.
ويشكّل موقع فرنكفورت أحد 5 مراكز للبحث والتطوير تابعة للشركة في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ. فمنذ أكثر من 90 عاماً، بدأ الاهتمام بمستقبل مرض السكّري، واستمرت الابتكارات والمساهمات التي تصب في خانة تطوير الرعاية المقدمة للمرضى.


مقالات ذات صلة

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
TT

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي» الذي يقام تحت رعاية أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، تحت عنوان «جودة العلاج القائم على البحث العلمي والابتكار»، الذي تنظمه كل من جامعة المستقبل وجامعة الملك عبد العزيز، وتستمر فعالياته خلال يومي السبت والأحد في مركز الملك خالد الحضاري ببريدة.

أهداف المؤتمر

ضمن لقاءات حصرية لملحق «صحتك» بـ«الشرق الأوسط»، أوضح الدكتور محمد صالح الشتيوي رئيس جامعة المستقبل رئيس المؤتمر - أن المؤتمر العالمي السادس للجودة والطب النبوي القائم على الأدلة يحمل شعار «آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي لتحسين حلول الرعاية الصحية وجودة الحياة ومستقبل صناعة الأدوية»، وأنه يوفر منصة مبتكرة وشاملة لعرض أحدث الأبحاث والتطورات المتعلقة بمفاهيم العلاج والوقاية والتشخيص والتعامل مع مختلف الأمراض، باعتبارها نهجاً شاملاً لتحسين جودة الحياة.

شعار المؤتمر

وعن أهداف المؤتمر، صرحت لـ«صحتك» الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني نائبة رئيس المؤتمر - رئيسة اللجنة العلمية - مديرة الكرسي العلمي لتطبيقات الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، بأن المؤتمر «السادس» يهدف إلى تقديم رؤية شاملة للأبحاث العلمية المبتكرة وبراءات الاختراع، وتطبيقاتها، وتأثيرها على رفع مستوى الصحة وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه الأبحاث في دعم صناعة الأدوية لتحقيق اقتصاد حيوي ومستدام.

وأضافت أن هذا المؤتمر يُعد من أهم المؤتمرات البحثية، حيث يستضيف أكثر من 52 طبيباً وباحثاً وعالماً متميزاً من 34 جامعة محلية ودولية. كما يمثل فرصة كبيرة ومرجعاً قيماً للباحثين وطلاب الدراسات العليا للاستفادة من خبرات هؤلاء العلماء. وسيتم عرض أكثر من 200 ورقة بحثية منشورة في مجلات علمية معتمدة و13 براءة اختراع. وسيغطي البرنامج مواضيع متعددة لتحسين جودة الحياة.

وصرح الدكتور سليم بن صالح السليم، مساعد رئيس الجامعة للبحث العلمي وخدمة المجتمع، جامعة المستقبل - رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر - بأن المؤتمر يعمل على رفع الوعي الصحي من خلال الأبحاث العلمية في مختلف المجالات والتخصصات الطبية، ويهتم بتعزيز استراتيجيات تطوير ثقافة البحث الابتكاري باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك توزيع جوائز لأفضل الباحثين. وسيتم مناقشة الرؤية المستقبلية للاستفادة من الأبحاث المبتكرة وبراءات الاختراع لاكتشاف الأدوية، وصولاً إلى اقتصاد حيوي مستدام، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال البحث العلمي.

أبرز الدراسات والابتكارات العلمية

* اكتشاف تراكيب جديدة مشتقة من الإبل. يستعرض، في المؤتمر، البروفسور أ.د. شاكر موسى، أستاذ علم الصيدلة ومؤسس شركة نانو فارماسيوتيكالز في نيويورك، خبرته في تطوير جزيئات نانوية من منتجات طبيعية مثل الشيتوزان المشتق من الفطر والمحار، وحليب الإبل، ولاكتوفيرين لتطوير أدوية فعالة، بما في ذلك منتجات مثل تمر العجوة، والمسك، والحبة السوداء.

كما يستعرض تطوير أدوية مبتكرة مستوحاة من مكونات الإبل لعلاج الأمراض المزمنة، كتطوير هيبارين منخفض الوزن الجزيئي وغير مضاد للتخثر لعلاج فقر الدم المنجلي، والذي أثبت فعالية أعلى من العلاجات التقليدية بفضل آليات عمله المتعددة. يعمل هذا الدواء كمضاد للمنجلية ومضاد للتخثر، مما يساهم في منع أو حل أزمات الخلايا المنجلية بشكل سريع.

كما أظهر دمج الجزيئات متناهية الصغر من الهيبارين ولاكتوفيرين الموجود في حليب الإبل توافراً حيوياً عالياً عند الاستخدام الفموي، مما يعزز فاعليته في علاج الخلايا المنجلية والسرطان والأمراض الالتهابية والمعدية.

* الذكورة والأنوثة بين التصحيح والتغيير. يقدم البروفسور أ.د. ياسر صالح جمال، استشاري وأستاذ الجراحة العامة وجراحة الأطفال جامعة الملك عبد العزيز - في المؤتمر استعراضاً للفروق بين تصحيح الجنس وتغيير الجنس، مع تقديم تعريف دقيق لكل منهما وتسليط الضوء على الآثار المترتبة عليهما. كما سيوضح الرؤية الإسلامية تجاه كلا المفهومين، مدعومة بالأدلة المستمدة من النصوص الشرعية والمبادئ الإسلامية، مع تسليط الضوء على الموقف الشرعي لهذه القضايا الدقيقة، وتوفير تحليل شامل للأسباب التي تبرر الرؤية الإسلامية وتدعمها.

* الطب النبوي والطب التجديدي: رؤية جديدة في العلاج. تستعرض البروفسورة أ.د. صباح صالح مشرف، استشارية وأستاذة الجراحة التجميلية وباحثة في الكرسي العلمي للتطبيقات العلاجية في الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، خلاصة خبرتها السريرية الممتدة لأكثر من 14 عاماً في علاج التهاب المفاصل المزمن باستخدام الحقن داخل المفصل لميكروغرافت الدهون الذاتية التي تحتوي على الخلايا الجذعية، التي أثبتت فعاليتها كعلاج تجديدي يساهم في تحسين الحالات المزمنة وإصلاح الأنسجة التالفة، مع تعزيز قدرات الجسم الطبيعية في الشفاء وتجديد الأنسجة، وبأقل تدخل جراحي ممكن.

الطب النبوي يبرز كونه مصدر إلهام لهذه الأساليب، حيث يشير إلى وجود خلايا جذعية في الأنسجة الدهنية، مثل شحم ذيل الأغنام الذي استخدم لعلاج عرق النسا. كما يُذكر وجود هذه الخلايا في حليب الأم، إضافة إلى تسليط النصوص النبوية الضوء على الإعجاز في خلق الإنسان من عظمة العصعص (العجز).

تقدم هذه التجربة نموذجاً عملياً يدمج بين التراث النبوي والطب الحديث، مما يفتح آفاقاً جديدة للعلاج ويعزز من فهمنا للعلاقة بين العلوم الحديثة والممارسات النبوية التقليدية.

قيمة التمور ومياه زمزم الطبية

* التمر: كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة. تقدم البروفسورة أ.د. سعاد خليل الجاعوني، أستاذة أمراض الدم والأورام وأمراض دم الأطفال بكلية الطب، ومديرة الكرسي العلمي لتطبيقات الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، تحليلاً شاملاً للبيانات المتعلقة بالقيمة الغذائية والطبية للتمور وبذورها.

تحتوي التمور على مجموعة واسعة من المغذيات الهامة مثل الفيتامينات، والأحماض الأمينية، والألياف، والمعادن، مما يمنحها خصائص دوائية واعدة. تشمل هذه الخصائص مضادات الأكسدة، ومضادات الالتهاب، ومضادات السكري، وخصائص مضادة للميكروبات والسرطان، بالإضافة إلى دورها في حماية الكبد، والكلى، والجهاز العصبي.

تشير نتائج الدراسات إلى أن نخيل التمر يُعد حجر الزاوية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة. كما أن القيمة الغذائية والخصائص الدوائية للتمور تدعم تطوير أغذية وظيفية ومكملات غذائية تعزز الصحة العامة. علاوة على ذلك، يمكن أن تُستخدم مستخلصات التمور كمكونات طبيعية بديلة للأدوية الصناعية، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج العديد من الأمراض بطرق آمنة وفعالة.

* حقائق طبية وعلمية عن ماء زمزم مبنية على الأدلة. سيقدم البروفسور أ.د. حامد متولي قسم الأحياء، كلية العلوم التطبيقية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة - في المؤتمر خريطة علمية متكاملة لمعرفة أثر ماء زمزم الوقائي والعلاجي في الإنسان والحيوان والنبات. حيث أثبتت التجارب المختبرية الأولية أن المستخلصات الطبيعية المنتجة باستخدام ماء زمزم كمذيب للمواد الفعالة قد أعطت مؤشرات ونتائج واعدة لفاعلية هذه المستخلصات الطبيعية وزيادة في قدرتها العلاجية. يتوقع فريق الدراسة إضافة مساهمة كبيرة للمجتمع البحثي في مجال المستخلصات الدوائية من منتجات طبيعية باستخدام ماء زمزم والمتفردة فيه المملكة العربية السعودية، مما يزيد من فرص الاستثمارات في هذا المجال لإنتاج مركبات دوائية عالية الكفاءة العلاجية.

* دور العلاج بالحجامة الرطبة في إزالة السموم من المعادن الثقيلة. ستقدم الدكتورة زهرة خليفة، استشارية طب الأسرة، دكتوراه في البيئة والتنمية المستدامة - مملكة البحرين - في المؤتمر عرضاً عن تأثير المعادن الثقيلة على صحة الإنسان، مع تقييم الأدلة المتوفرة حول فعالية العلاج بالحجامة الرطبة كاستراتيجية محتملة لإزالة السموم، حيث تعتمد أساليب إزالة السموم التقليدية بشكل رئيسي على التدخلات الغذائية والطبية.

إن التلوث بالمعادن الثقيلة الناتج عن التلوث البيئي يشكل تهديداً كبيراً لصحة الإنسان. تتراكم المعادن الثقيلة مثل الرصاص، والكادميوم، والزئبق، والزرنيخ في الجسم عبر الجهاز التنفسي، أو الطعام، أو التعرض المباشر. ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه العناصر السامة إلى مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك اضطرابات الجهاز العصبي، والكلى، والنمو.

* دور العلاج بالحجامة الرطبة في تخفيف الألم. سيقدم الدكتور محمد سعد المحياوي، أستاذ مشارك واستشاري علم الالتهابات والمناعة، بكلية الطب، جامعة الملك عبد العزيز - في المؤتمر دراسة محكمة لتقييم فوائد الحجامة الرطبة على تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة. خلصت الدراسة إلى أن الحجامة الرطبة يمكن اعتبارها علاجاً تكاملياً وفعّالاً لتخفيف الألم وتحسين حياة المرضى، ما يعزز من دورها بوصفها خياراً طبياً شاملاً للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن.

تطوير جزيئات نانوية من منتجات طبيعية مثل الشيتوزان المشتق من الفطر والمحار وحليب الإبل

قوة الصمغ العربي

* القوة الطبيعية للصمغ العربي: تعزيز الصحة وطول العمر. تستعرض البروفسورة أ.د. أميمة صابر، خبيرة أمراض الجهاز الهضمي والكبد للأطفال بجامعة الخرطوم، أهمية الصمغ العربي كبريبايوتك طبيعي لتعزيز الصحة وطول العمر. ويُعد الصمغ العربي البريبايوتك الطبيعي الوحيد المعروف، وقد اعترفت بسلامته إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

تشمل فوائده الصحية تقليل مخاطر أمراض القلب، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وإدارة الوزن، وعلاج أمراض الكلى المزمنة، والسكري، والحساسية الغذائية، والعدوى. يعزز الصمغ العربي صحة الأمعاء ويحسن المناعة، مما يجعله غذاءً وظيفياً أساسياً.

تعتمد التوصيات على أبحاث حول تكوين الصمغ العربي، توزيعه، ودوره في مواجهة أمراض نمط الحياة الناتجة عن التلوث البيئي والجيني. استخدمه سكان أفريقيا الأصليون لعقود لتحسين الصحة وإطالة العمر، مما يبرز قيمته بوصفه علاجاً طبيعياً مبتكراً.

* تأثير الثيموكينون على تكوين الأسنان. تقدم الدكتورة هنادي عبد الله الوافي استشارية أسنان الأطفال بكلية البترجي الطبية بجدة - في المؤتمر نتائج الدراسة التي تثبت تأثير الثيموكينون (TQ)، المكون النشط في الحبة السوداء (Nigella sativa)، على تكوين الأسنان (Odontogenesis) في خلايا لب الأسنان البشرية الطبيعية. وتهدف الدراسة إلى تقييم تأثير الثيموكينون على كفاءة ارتباط الخلايا، ومعدل تكاثرها، وتكوين الأسنان من خلال قياس نشاط إنزيم الفوسفاتيز القلوي (ALP) ومستوى تعبير بروتين السيالوبروتين الخاص بالعاج (DSP).

* تأثير زيت الحبة السوداء على أعراض «كوفيد - 19» الخفيفة. سيقدم الدكتور عبد الرحمن عماد كوشك، أستاذ مشارك في العقاقير والطب النباتي قسم المنتجات الطبيعية والطب البديل كلية الصيدلة، جامعة الملك عبد العزيز بجدة - في المؤتمر دراسة أجريت في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز، استهدفت تقييم فعالية زيت الحبة السوداء في تسريع التعافي من «كوفيد - 19» الخفيف. أظهرت النتائج أن نسبة التعافي في المجموعة العلاجية بلغت 70 في المائة، مقارنة بـ45 في المائة في المجموعة الضابطة، مع وقت تعافٍ أقصر (9.9 يوم مقابل 11.6 يوم). احتاج 3 مرضى من المجموعة الضابطة إلى دخول المستشفى مقارنة بمريض واحد في المجموعة العلاجية. خلصت الدراسة إلى أن زيت الحبة السوداء يعزز التعافي ويقلل احتمالية دخول المستشفى، مما يدعم إمكانيته كونه علاجاً داعماً فعالاً لـ«كوفيد - 19» الخفيف.

وهكذا، فإن المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي يُعد منصة استثنائية تجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تسلط الضوء على حلول علمية مبتكرة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض ودعم التنمية المستدامة.

* استشاري طب المجتمع.