البشير: أحداث العنف كفيلة بتقديم قادة جنوب السودان إلى محاكم جنائية

تعهد بجعل التعليم الأساسي إلزامياً بحلول 2020

TT

البشير: أحداث العنف كفيلة بتقديم قادة جنوب السودان إلى محاكم جنائية

اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أحداث العنف التي تشهدها دولة جنوب السودان سببا وجيها لتقديم قادة البلد إلى المحاكم الجنائية. ووصف ما يحدث هناك بـ«القتل على الهوية»، ملمحا إلى انتقائية القضاء الدولي في التعامل مع القضايا، ومذكرتي القبض الصادرتين ضده من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وقال البشير، أمام حشد طلابي بالخرطوم، أمس، إن ما يحدث في دولة جنوب السودان وما تشهده الدولة الوليدة من قتل ودمار وتشريد، وتصفية على الهوية بصورة غير موجودة في كل أنحاء العالم، كفيل بوضع قادة جنوب السودان أمام المحاكم الجنائية، دون أن يسمي أحدا منهم، موضحا أن القيادات الجنوبية لم تقدم للمحاكمات الجنائية، «لأنهم كانوا جزءا من مؤامرة فصل جنوب السودان، ولو لم يكونوا جزءا من مؤامرة فصل الجنوب، لكانت القيادات الجنوبية في المحاكم الجنائية». كما لمح البشير إلى الاتهامات التي وجهتها له المحكمة الجنائية الدولية، وبموجبها أصدرت مذكرتي اعتقال بحقه في 2009 و2010 على التوالي، في إطار حملته لسحق تمرد في إقليم دارفور.
وتعهد المشير بجعل التعليم الأساسي إلزاميا في البلاد بحلول عام 2020، وقال إنه شهد انتشاراً واسعاً، وإن حكومته تبذل الجهود المطلوبة لتحسين البيئة التعليمية، ودعم النشاط الطلابي، «وليس التخريبي» حسب تعبيره. ووعد في هذا السياق بالانتقال من التعليم التقليدي إلى ما سماه «التعليم الإلكتروني»، وإتاحته لكل الطلاب في التعليم العام والعالي، فضلا عن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والموهوبين وخلاوى تحفيظ القرآن الكريم.
كما أشار البشير إلى دور الطلاب في استفتاء إقليم دارفور الإداري، بقوله: «لقد نجح الطلاب في ترجيح خيار بقاء نظام الحكم الإداري القائم، ولم يصوتوا لنظام الحكم الإقليمي».
ونظم في دارفور في غرب البلاد في أبريل (نيسان) 2016 استفتاء إداري لتخيير سكان الإقليم بين الإبقاء على الوضع القائم، الذي يقسم بموجبه الإقليم إلى خمس ولايات (فيدراليات) وبين العودة إلى النظام القديم الذي كان يعتبر دارفور إقليما واحدا. وصوت سكان الإقليم الذي تتجاوز مساحته مساحة فرنسا، لصالح بقاء نظام الولايات الخمس بنسبة 98 في المائة. وقال البشير إن «الطلاب عرفوا أن خلق نظام حكم مغاير في دارفور، سيوصل حتما إلى انفصال الإقليم عن البلاد»، مشيرا إلى مثال دولة «جنوب السودان» التي انفصلت عن السودان عام 2011، بقوله إن «تجربة التاريخ القريب تؤكد أن انفصال الجنوب تدرج من الدعوة لحكم إقليمي إلى أن تطور إلى حكم ذاتي، وانتهى بانفصال الإقليم».
وحمل البشير مجددا مسؤولية انفصال جنوب السودان إلى مجموعات دولية لم يسمها، وقال ملمحا للأوضاع في جنوب السودان: «بعد نجاحهم في فصل جنوب السودان، يسعون لتفتيت السودان إلى دويلات، لكن الطلاب نجحوا في إفشال المخطط».
وأيد حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير، الإبقاء على الإقليم بنظام الولايات الخمس، على الرغم من أن الحركات المتمردة لم تدع إلى انفصال إقليم دارفور، مثلما كانت فعلت حركة التمرد الجنوبية.
يشار إلى أن إقليم دارفور ظل موحدا منذ أن تبع للسودان عام 1916 حتى 1994، وهو العام الذي تم تقسيمه فيه إلى ثلاث ولايات، ثم ألحقت بها ولايتان أخريان عام 2012.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.