موسكو تعترف بخطأ فيديو قدمته {دليلاً}على دور أميركي في إخراج «دواعش» البوكمال

TT

موسكو تعترف بخطأ فيديو قدمته {دليلاً}على دور أميركي في إخراج «دواعش» البوكمال

دعا دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إلى عدم تهويل قصة مقطع الفيديو «المزيف» الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية مرفقاً مع تصريحات لها حول دور القوات الأميركية في مدينة البوكمال.
وكانت الوزارة وجهت اتهامات في بيان للولايات المتحدة الأميركية بالتواطؤ مع «داعش» وضمان خروج آمن لقوافل التنظيم من البوكمال، وعرضت مرفقاً مع البيان مقطع فيديو تظهر فيه قوافل سيارات تتحرك في الصحراء. وكان المقطع {الدليل} شبيهاً بما تصوره طائرات الاستطلاع من الأجواء. ولاحظت وسائل إعلام أن المقطع ليس سوى مشهد من لعبة على الكومبيوتر، أي أنه «مزيف». إثر ذلك أقرت الوزارة بخطأ في عرض المشهد، وحمّلت المسؤولية عنه لمستخدم مدني قالت إنها باشرت إجراءات تفتيشية بحقه، وأكدت بعد ذلك أنها حذفت المقطع «المزيف» ونشرت عوضاً عنه مقطع الفيديو الأصلي الذي يظهر تحركات «داعش» في المنطقة، بما يتناسب مع البيان.
وفي تعليقه على هذا الموقف، قال بيسكوف في تصريحات أمس: إن ما جرى مجرد خطاً، وأضاف: «إن الأخطاء تقع ولا شيء خطيراً إن تم تصحيحها في الوقت المناسب» ولفت إلى أن الوزارة قامت بالتصحيح، وأنها عاقبت الموظف المذنب «بالشكل المناسب»، ودعا إلى عدم منح القصة كل تلك الأهمية، ولا سيما أن الوزارة أقرت وقامت بتصحيح الخطأ.
في شأن آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه من المخطط عقد لقاء ثلاثي قريباً بمشاركة وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، وذلك في إطار العمل المشترك حول الأزمة السورية. وأكد لافروف في تصريحات أمس، أن «الاتصالات (بين الدول الضامنة) لا تتوقف عملياً»، وأشار إلى المحادثات التي جرت مؤخراً في سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، وأكد أن «الاهتمام الرئيسي في محادثاتهما حول مسائل السياسة الخارجية كان حول التنسيق لتقديم الدعم والتعاون في التسوية السورية». وأكد استمرار الاتصالات عبر صيغة الدول الضامنة لعملية المفاوضات في آستانة، أي بين روسيا وتركيا وإيران، وقال: إن تلك الاتصالات تجري بين العسكريين والدبلوماسيين من تلك الدول، وعبّر عن قناعته بأنها أثمرت وخلقت ظروفاً ملائمة للمضي نحو تنفيذ المهام التي حددها القرار الدولي 2254 الخاص بالتسوية السورية. وأكد لافروف، أن الاتصالات ستستمر في المستقبل القريب: «بما في ذلك على مستوى وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران»، إلا أنه لم يحدد متى وأين سيجري اللقاء الوزاري الثلاثي.
وأجرى ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، محادثات في موسكو مع حسن أنصاري نائب وزير الخارجية الإيراني، ورئيس وفد إيران إلى مفاوضات آستانة. وقالت الخارجية الروسي في بيان رسمي: إن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط، مع تركيز خلال المحادثات على التعاون بين موسكو وطهران في تسوية الأزمة السورين، مع الأخذ بالاعتبار نتائج الجولة السابعة من المفاوضات في آستانة.
إلى ذلك، أجرى غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، محادثات أول من أمس في جنيف مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وقال مكتب دي ميستورا: إن اللقاء يجري في سياق التحضيرات للجولة الثامنة من المفاوضات السورية في جنيف، بينما قالت وزارة الخارجية الروسية: إن اللقاء سيتناول التحضيرات لجولة جنيف المقبلة، وكذلك مؤتمر الحوار السوري الذي تسعى روسيا إلى تنظيمه. وعقب المحادثات، قال نائب وزير الخارجية الروسي، إنه أبلغ ستيفان دي ميستورا بأن روسيا تخطط لعقد مؤتمر الحوار السوري مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وقالت وكالة «إنتر فاكس»: إن المشاورات جرت في إطار التحضيرات لـ«جنيف - 8» المتوقع في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. من جهته، أكد دي ميستورا عقب المشاورات نيته مواصلة سلسلة المشاورات مع الدول الأخرى في الإطار ذاته.
في دمشق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الرئيس بشار الأسد استقبل أنصاري بعد عودته من موسكو، وقال: إن «الانتصارات التي حققها الجيش (النظامي) والقوات الرديفة والحليفة في أرض المعركة ومواقف سوريا والدول الحليفة لها وفي مقدمتها إيران على الصعيد السياسي لم تسهم فقط في إلحاق الهزائم المتتالية بالتنظيمات الإرهابية، بل أيضاً في تكريس القانون الدولي وحق الدول في الدفاع عن سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، وعدم السماح لأي جهة كانت بالتدخل في شؤونها».
وأضافت «سانا»، أن أنصاري التقى أيضاً وزير الخارجية وليد المعلم وبحثا في «تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة في ظل المتغيرات السياسية والميدانية الأخيرة وتأثيراتها في الساحتين الإقليمية والدولية وجرى تبادل لوجهات النظر حول التحضيرات الجارية لمؤتمر الحوار السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية، حيث شدد الجانبان على أهمية التنسيق بين البلدين خلال المرحلة المقبلة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.