تقنيات تخفض زمن بناء المنازل إلى 3 أيام وتفتح آفاق استيطان المريخ في الواقع الافتراضي

«مؤتمر جامعة أوتوديسك» يستعرض أبرز برامج تصميمات قطاعات الهندسة والصناعات والنقل

جانب من الكلمة الافتتاحية لـ«مؤتمر جامعة أوتوديسك»
جانب من الكلمة الافتتاحية لـ«مؤتمر جامعة أوتوديسك»
TT

تقنيات تخفض زمن بناء المنازل إلى 3 أيام وتفتح آفاق استيطان المريخ في الواقع الافتراضي

جانب من الكلمة الافتتاحية لـ«مؤتمر جامعة أوتوديسك»
جانب من الكلمة الافتتاحية لـ«مؤتمر جامعة أوتوديسك»

العالم بحاجة لبناء ألف مبنى يومياً لمدة 33 عاماً مقبلة لتلبية الطلب المتسارع لسكان الكوكب الذين سيصل عددهم إلى 10 مليارات بحلول عام 2050، وهذا الأمر غير ممكن في ظل تقنيات البناء الحالية. ومن جهة أخرى، لا يستطيع إلا من نسبتهم أقل من 5 في المائة ممن يحتاجون لأطراف صناعية، الوصول إلى مراكز طبية لتقديم المعونة لهم، بسبب ارتفاع تكلفة صناعة الأطراف التي تستغرق وقتا كبيرا لإعدادها، ولكن هناك تقنيات حديثة من شأنها تسريع وتسهيل هذه الأمور. هذا ما تسلط عليه الضوء فعاليات «مؤتمر جامعة أوتوديسك»، Autodesk University، المنعقد في مدينة لاس فيغاس الأميركية.
وساهم في المؤتمر أكثر من 10 آلاف طالب وخبير في جلسات تعليمية حول برامج وتقنيات رسومات البناء والهندسة والتصميمات والطب. وتحضر «الشرق الأوسط» هذا المؤتمر الذي تمتد فعالياته بين 14 و16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وقال آندرو أناغنوست، الرئيس التنفيذي للشركة، إن تقنيات البناء الحديثة من شأنها خفض زمن التخطيط من 6 أشهر إلى 3 أسابيع، وزمن البناء من أشهر إلى 3 أيام فقط، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي وتقنيات تعلم الآلات تصميم منازل ووحدات سكنية بشكل آلي يوافق معايير ومتطلبات السكان المحددة، مثل عدد الغرف ومساحة المنزل والأرض والحديقة وحوض السباحة، وغيرها، مع عرض تكاليف استخدام مختلف المواد لكل نموذج.
ويستطيع المصمم بعد ذلك تحويل التصاميم الآلية المقترحة إلى جولات رقمية من خلال تقنيات الواقع الافتراضي ليزور الساكن التصاميم المختلفة للمنزل المرغوب في الجلسة نفسها مع المصمم، ويتجول في بيئة تحاكي الواقع بشكل كبير جدا. وتسمى هذه التقنية «التصميمات التوليدية»، Generative Design، ويمكن للنظام ربط المستخدم مع الشركات المصنعة لمختلف المواد المرغوبة فورا، لينتقل المستخدم من البحث عن متطلباته إلى التنفيذ بضغطة زر واحدة.
وهناك شركات تصنع أجزاء متعددة من الوحدات السكنية بشكل مختلف بعضها عن بعض حتى لا تكون المنازل متشابه، ويكفي تركيبها معا للحصول على المنزل بسرعة كبيرة، مع إمكانية توسعة المنزل في وقت لاحق دون هدم أي جدار، وذلك بإضافة مزيد من الوحدات، وبالتالي خفض نفايات البناء التي تصل إلى 300 مليون طن سنويا في الولايات المتحدة الأميركية.
وبالنسبة للأطراف الصناعية، فهناك برامج متخصصة في هذا القطاع (مثل «Autodesk Forge وAutodesk Fusion 360») تستخدم أدوات تقيس أبعاد الذراع السليمة للمستخدم وتطبع الذراع الأخرى آليا خلال 6 ساعات فقط، مع إمكانية مطابقة لون الذراع الجديدة للون بشرة المستخدم. ومن شأن هذه التقنية تقديم نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد للطبيب لمعاينتها والتأكد منها قبل البدء بالطباعة، مع إمكانية تخصيصها وتعديلها وفقا للرغبة، وبجودة عالية جدا.
وهذه العملية بالغة الأهمية لمن يحتاجون أطرافا صناعية بتكلفة منخفضة، خصوصا الأطفال الذين يحتاجون إلى عدة أطراف تتماشى مع فترات نموهم وتغير أبعاد الأطراف السليمة. وأكدت الشركة أن هناك مجموعات غير حكومية متخصصة تستخدم هذه التقنية لتقديم المساعدة في سوريا والعراق والدول التي تعاني الحروب.
كما كشف متحدث من شركة «إتش بي» أن الشركة ستطلق طابعة تجسيمية «3D Printer» للطباعة على المعادن المختلفة خلال عام 2018، وذلك لنقل الطباعة ثلاثية الأبعاد من مرحلة الطباعة البلاستيكية إلى المعدنية؛ الأمر الذي من شأنه فتح آفاق جديدة وكبيرة لطباعة القطع البديلة للآلات والصناعة المنزلية لرواد الأعمال والشركات الصغيرة، وغيرها.
واستعرضت «أوتوديسك» كذلك مشروع محاكاة الحياة على المريخ، حيث طلبت من المصممين عبر الإنترنت تخيل كيفية الحياة على المريخ والتحديات التي يمكن مواجهتها، وتقديم تصميمات لحل تلك المشكلات، لتجمع الشركة أفضل التصميمات وتضيف مزيدا من طرفها لإطلاق بيئة افتراضية خلال عام 2018 تسمح للجميع بالعيش رقميا على المريخ من خلال تقنيات الواقع الافتراضي.


مقالات ذات صلة

بحر قديم على المريخ؟ مسبار صيني يكشف التفاصيل

يوميات الشرق مركبة «زورونغ» الصينية هبطت على المريخ في مايو عام 2021 (أ.ف.ب)

بحر قديم على المريخ؟ مسبار صيني يكشف التفاصيل

عثرت مركبة «زورونغ» الصينية على أدلة على وجود خط ساحلي قديم على كوكب المريخ.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق أرسلت «وكالة الفضاء الأوروبية» إشارة راديوية إلى الأرض بواسطة مسبار «إكسومارس» لرصد «الغازات النزرة» التابع للوكالة... وتحتوي هذه الصورة على 5 أحماض أمينية (كين وكيلي تشافين)

أب وابنته ينجحان في فك تشفير رسالة غامضة من المريخ

أفاد تقرير إخباري بأنه في عام 2023 أُرسلت رسالة مشفرة إلى الأرض من المريخ. وبعد أكثر من عام، فُكَّ تشفير هذه الإشارة الفضائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا استكشاف المريخ يُعدّ أمراً صعباً للغاية (رويترز)

روبوتات بأدمغة حشرات قد تشق طريقها قريباً إلى المريخ

قد تشق روبوتات مدرّبة على العمل بطريقة أدمغة الحشرات نفسها طريقها عبر الفضاء قريباً، حيث يخطّط مطوّروها لاختبارها على المريخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق دراسة جديدة تشير إلى أن طبقة سميكة بما يكفي من الجليد على المريخ قد تحمي أي شيء يعيش داخلها (رويترز)

كائنات قد تعيش في جليد المريخ... ما القصة؟

كشفت دراسة جديدة أنه قد يتم العثور على حياة ميكروبية غريبة داخل الجليد على سطح المريخ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.