عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> الملكة رانيا العبد الله، عقيلة ملك الأردن، استقبلت خمس سيدات أردنيات متميزات، فاز مشروعهن التكنولوجي ضمن مشاركتهن في تجمع «النساء التكنولوجيات» المنعقد في سيليكون فالي في الولايات المتحدة الأميركية. وأبدت الملكة رانيا إعجابها بفكرة مشروعهن وهو منصة إلكترونية تهدف إلى تعزيز فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي للأيتام في الأردن من خلال برامج تدريبية وبناء قدرات متخصصة.
> الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، استقبلت لي ميونغ باك، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية الأسبق، لدى زيارته متحف البحرين الوطني، حيث ثمنت زيارته للبحرين. فيما قدمت إدارة المتحف شرحاً حول محتوى المتحف وما يحتويه من قطع أثرية تحكي قصة المكان الذي يعكس غنى الحضارات التي مرت على البحرين.
> زايد بن راشد الزياني، وزير الصناعة والتجارة والسياحة في البحرين، استقبل الرئيسة التنفيذية لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر بمصر، نيفين جامع، وذلك بحضور سفير مصر في المنامة، سهى رفعت. وأعرب الوزير الزياني عن إشادته بالتعاون اللافت القائم بين القطاعات الاقتصادية في كلا البلدين.
> روان سليمان، سفيرة دولة فلسطين لدى هولندا، أحيت الذكرى الثالثة عشرة لرحيل القائد ياسر عرفات، في مقر السفارة، شارك بها الكثير من مؤسسي وأبناء الجالية الفلسطينية. وأكدت السفيرة أن الفلسطينيين بكل فئاتهم ينحنون وفاء وعرفاناً لنضال قائدهم الرمز ياسر عرفات وتضحياته على مدى أكثر من نصف قرن، مشيرة إلى أنه من خلال إحياء ذكراه نؤكد أننا عازمون على المضي قدماً لمواصلة المسيرة لتحقيق حلم أبناء الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال.
> نواف بن سعيد المالكي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان، استقبله الرئيس ممنون حسين، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية في القصر الرئاسي بإسلام آباد. وتم خلال الاستقبال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات. وأكد السفير أن قيادة المملكة تولي اهتماماً بالغاً لعلاقاتها مع باكستان، وحريصة على تعزيز وتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات. > الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، حضر ورشة عمل «التسامح في الإمارات العربية المتحدة» التي نظمها معهد جامعة نيويورك أبوظبي. وقال الوزير إن التسامح بكل ما يحمل في طياته من معان وقيم سامية كان وما زال المكون الأساسي لبناء دولة الإمارات، مضيفاً: «ما نحن فيه اليوم من أمن ورخاء هو نتيجة للاحترام والفهم المتبادل للآخر والرغبة في التعايش السلمي واحترام المواثيق الإنسانية».
> الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البحرين، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، افتتحت أعمال ملتقى ومعرض «المهندسة في عالم الأعمال» الذي تنظمه جمعية سيدات الأعمال البحرينية. وأشارت إلى أن النموذج البحريني في تمكين المرأة يتخذ موقعاً ومكانة دولية رائدة، سواء من خلال تبني الأمم المتحدة لجائزة الأميرة سبيكة في مجال تمكين المرأة على المستوى الدولي، أو على صعيد ما تحققه المملكة من تقدم في مؤشرات حضور المرأة في مختلف المجالات.
> أنطوني لويس، سفير دولة جنوب السودان لدى مصر، استقبله الدكتور إبراهيم سالم، القائم بعمل رئيس جامعة طنطا. وأشاد السفير بحسن رعاية الجامعة للطلاب السودانيين الوافدين مما يؤكد عمق العلاقة المصرية الجنوب سودانية، مناشداً الطلاب بأن يكونوا خير سفراء لبلادهم وأن ينقلوا ما وجدوه في مصر من أمن وأمان وما تلقوه من تعليم إلى بلدهم.
> حماد بن غانم الرويلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المكسيك، التقى نائب وزير الخارجية المكسيكي للعلاقات المتعددة الأطراف، رويز كابانياس، ومدير عام الإدارة العامة لأفريقيا والشرق الأوسط بالخارجية المكسيكية السفير خورخي ألفاريس. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطورها، إضافة إلى استعراض عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
> شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب في الإمارات، افتتحت جلسات برنامج «القيادات الإعلامية العربية الشابة» الذي ينظمه مركز الشباب العربي ضمن المبادرة الإعلامية للشباب العربي. ورحبت الوزيرة بالشباب المشارك في البرنامج، معربة عن ثقتها بقدراتهم وشغفهم الذي يشكل دافعاً ومحفزاً جوهرياً لعمل مركز الشباب العربي على خدمة الشباب وإبراز مواهبهم.
> الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا، سفير الإمارات لدى الهند، التقى جايانت سينها، وزير الدولة الهندي لشؤون الطيران المدني في العاصمة نيودلهي، وبحث الجانبان مختلف القضايا المتعلقة بالطيران المدني والمسارات الجوية بين الدولتين والتي تحكمها اتفاقية الخدمات الجوية بين البلدين. واقترح البنا عقد اجتماع بين الهيئة العامة للطيران المدني لدولة الإمارات وهيئة الطيران المدني الهندي في أقرب وقت لاستعراض الاتفاقية.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)