انطلقت في إسطنبول أمس (الاثنين) محاكمة 46 مشتبهاً بهم، نحو ثلثهم مواطنون روس، وبينهم 4 هاربون، لاتهامهم بالتورط والاشتراك في التخطيط وتنفيذ هجوم انتحاري ثلاثي نسب إلى تنظيم داعش الإرهابي، استهدف مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول في 28 يونيو (حزيران) العام الماضي، أسفر عن مقتل 45 شخصاً، بينهم 19 أجنبياً، وإصابة أكثر من 200 آخرين. ويواجه المتهمون اتهامات بـ«القتل العمد» و«محاولة القضاء على النظام الدستوري»، و«الانتماء إلى مجموعة إرهابية مسلحة»، و«تشكيل وإدارة مجموعة إرهابية». وفي حال أدينوا بهذه التهم فسيواجهون مدة سجن تصل إلى 3 آلاف و342 عاماً. ووسط إجراءات أمنية مشددة، مَثُل 42 من المتهمين المحتجزين أمام المحكمة الجناية العليا في سيليفري غرب مدينة إسطنبول في إطار جلسات استماع تستمر 4 أيام. ومن المتهمين 16 روسياً إلى جانب متهمين من الشيشان وتونس ومصر والجزائر وسوريا وتركيا. ووقعت التفجيرات الانتحارية في مطار أتاتورك مساء 28 يونيو 2016، في أسوأ هجمات تهز كبرى مدن تركيا، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، إلا أن أنقرة اتهمت تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذه. وأشارت لائحة الاتهامات إلى أن تنظيم داعش «استهدف الجمهورية التركية».
وتم التعريف عن اثنين من المهاجمين الثلاثة على أنهما رحيم بولغاروف وفاديم عصمانوف، وفقاً لوثائق المحكمة التي لم تعرف عن الثالث. ويعتقد أنهم من روسيا وأوزبكستان وقيرغيزستان، وأنهم دخلوا إلى تركيا عبر مدينة الرقة السورية، التي كانت تعتبر حينها عاصمة تنظيم داعش، قبل شهر من العملية. وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى العقل المدبر للاعتداء بأنه أحمد شتاييف، القائد الشيشاني لخلية تابعة لـ«داعش» في إسطنبول، وذكرت أنه دبّر مسكناً للمهاجمين في حي الفاتح في قلب إسطنبول.
وأشارت لائحة الاتهام إلى أن المهاجمين بثلاث زيارات استكشافية لمطار أتاتورك في 3 و8 و23 يونيو من العام الماضي.
وتعرضت تركيا إلى عدد من الاعتداءات الدامية التي اتهم تنظيم داعش بتنفيذها، أو نسبت إليه على مدى العامين الماضيين، بما فيها الهجوم الذي استهدف نادي رينا الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة العام الحالي في إسطنبول، حيث قتل 39 شخصاً، وأصيب 69 آخرون على يد الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، الذي ألقي القبض عليه في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي، ويقبع في السجن مع آخرين اتهموا بمساعدته في انتظار محاكمتهم الشهر المقبل.
وتوقفت الاعتداءات منذ هذا الهجوم وتنفذ الشرطة التركية عمليات دهم بشكل شبه يومي تستهدف خلايا يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش في أنحاء البلاد في إجراء وقائي وخطوة استباقية للهجمات المحتملة.
وفي إطار هذه الحملات، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية أمس 4 عراقيين في عملية في ولاية يوزغات (وسط) للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم داعش.
وقالت مصادر أمنية: «إن وحدات مكافحة الإرهاب بمديرية الأمن نفذت بالتعاون مع مديرية الاستخبارات في يوزغات، عمليات مداهمة على عناوين عدة تؤوي عناصر يشتبه بانتمائها إلى (داعش)، أوقفت خلالها 4 عراقيين تم اقتيادهم إلى مديرية أمن الولاية للتحقيق معهم».
والأسبوع الماضي، ألقت قوات الأمن التركية القبض على 3 عراقيين يشتبه بانتمائهم إلى «داعش» في ولاية سامسون شمال البلاد.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن المعلومات الواردة للأمن، تشير إلى أن المشتبه بهم شاركوا بأعمال مسلحة تحت إمرة «داعش» في العراق.
كما تم إلقاء القبض على أحد العراقيين من عناصر تنظيم داعش، اعترف بقتل شقيقه في تلعفر في العراق من أجل إثبات ولائه للتنظيم.
وألقت قوات مكافحة الإرهاب مساء الأربعاء الماضي على عبد الخالق عبد القادر علي (47 عاما) عراقي الجنسية، بولاية قيصري وسط البلاد، بعد معلومات استخباراتية تفيد بدخوله إلى تركيا بطريقة غير قانونية.
وأوضحت المصادر، أن الشرطة لا تزال تحقق مع عضو التنظيم، مشيرة إلى أنه اعترف بقتل شقيقه الشرطي بإطلاق النار على رأسه.
وأضافت، أن الإرهابي كان ينفذ أنشطة في مدينة تلعفر شمال الموصل، ووفق اعترافاته، أقدم على هذه الجريمة لـ«إثبات ولائه» للتنظيم، حيث أصدر «داعش» تعليمات للتخلص من الشقيق الشرطي، بسبب معارضته لأفكاره.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تداولت العام الماضي، مقطعاً مصوراً دعائياً للتنظيم، يظهر فيه الإرهابي العراقي وهو يطلق النار من مسدس على رأس شقيقه.
كما تم توقيف ثلاثة أشخاص لديهم ارتباطات معه، وهم كل من «يوسف م»، و«صابر ك»، و«محمد ك» بالولاية ذاتها.
كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول القبض على 34 أجنبياً على الأقل للاشتباه في انتمائهم إلى تنظيم خلال سلسلة من عمليات المداهمة المتزامنة على عناوين عدة في 6 أحياء مختلفة في شطري مدينة إسطنبول الأوروبي والآسيوي.
وكثف الأمن التركي منذ أسابيع عملياته لضبط الخلايا المحتملة لـ«داعش» في البلاد، وألقت قوات مكافحة الإرهاب يوم الجمعة الماضي القبض على 109 من المشتبه بهم في الكثير من المدن، بينهم 11 سورياً و82 أجنبيا آخرون لم يتم الإفصاح عن جنسياتهم، وكان من بين من تم القبض عليهم خلال الأسابيع الماضية رجل وزوجته من النمسا.
وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، السبت: «إن عدد المشتبه في انتمائهم إلى (داعش) والذين ألقي عليهم القبض في غضون عام بلغ نحو 4 آلاف شخص، بينهم 1129 شخصاً في الحبس الاحتياطي».
وتحمل الحكومة التركية تنظيم داعش المسؤولية عن الكثير من الهجمات في البلاد منذ 2015.
ويوم السبت الماضي، ألقت قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول القبض على 6 عناصر خطيرة من تنظيم داعش كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد بهدف إثارة الضجة وإحداث حالة من الفوضى وذلك خلال حملة أمنية نفذت.
وعلى مدى 3 أيام من الحملات المكثفة ضد تنظيم داعش الإرهابي، الأسبوع الماضي، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على أكثر من 300 من عناصر التنظيم في محافظات عدة.
وألقت قوات مكافحة الإرهاب في أنقرة يوم الخميس الماضي القبض على 173 من عناصر «داعش» من بين 245 مطلوباً، كما ألقت القبض على 82 شخصاً من جنسيات أجنبية بشبهة الانتماء إلى تنظيم داعش خلال عمليات أمنية في مناطق متفرقة بمدينة إسطنبول يوم الجمعة.
كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على 11 سورياً في مدينة أضنة جنوب تركيا للاشتباه في انتمائهم لـ«داعش»، وكانت الاعتقالات شملت في وقت سابق مناطق في جنوب شرقي تركيا.
وأوقفت فرق مكافحة الإرهاب 9 أشخاص بتهمة الانتماء إلى التنظيم خلال عمليات أمنية في مدينة طرابزون على البحر الأسود شمالي تركيا. وجرى اعتقال سبعة أشخاص بالتهمة نفسها في مدينة إزمير غربي البلاد.
وتعرضت تركيا خلال السنوات القليلة الماضية لتفجيرات إرهابية وهجمات مسلحة في أنقرة وإسطنبول ومناطق أخرى، وتبنى تنظيم داعش أكبر عدد منها، ووقع آخر هذه الاعتداءات في نادي رينا الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة، وأسفر عن 39 قتيلاً و69 مصاباً، غالبيتهم من الأجانب.
ومنذ ذلك الوقت شددت السلطات التركية تدابيرها ونفذت آلاف العمليات الأمنية ضد التنظيم الإرهابي أوقفت خلالها نحو 4 آلاف من عناصر التنظيم غالبيتهم من الأجانب.
وكشفت أرقام نشرتها وزارة الداخلية التركية عن توقيف نحو 450 من المشتبه بانتمائهم إلى «داعش» في مختلف أنحاء تركيا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحده.
انطلاق محاكمة المتهمين بالهجوم على مطار أتاتورك بإسطنبول
استمرار الحملات على «داعش» والقبض على 4 عراقيين
انطلاق محاكمة المتهمين بالهجوم على مطار أتاتورك بإسطنبول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة