آثار هجمات باريس الإرهابية تقود إلى ألمانيا

مؤشرات على شبكة تنظيمية لـ«داعش» على مستوى أوروبا

عناصر من الشرطة الألمانية.
عناصر من الشرطة الألمانية.
TT

آثار هجمات باريس الإرهابية تقود إلى ألمانيا

عناصر من الشرطة الألمانية.
عناصر من الشرطة الألمانية.

تلاحق الشرطة الفرنسية والبلجيكية والنمساوية آثار مكالمة هاتفية غامضة انطلقت من ألمانيا بالعلاقة مع منفذي عمليات باريس الإرهابية في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وكتبت صحيفة «دي فيلت» الألمانية الواسعة الانتشار يوم أمس أن خيوط المكالمة الغامضة تقود إلى رجل ذي صلة معين يعيش في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا التي يسكنها نحو 20 مليون إنسان. ومعروف أن عمليات باريس الإرهابية، التي تبناها تنظيم «داعش»، تسببت بموت 130 شخصاً, وأسفرت عن إلقاء القبض على عدد من المتورطين العرب من شمال أفريقيا في فرنسا وبلجيكا وألمانيا والنمسا. ونقلت «دي فيلت» عن مصادر في الشرطة النمساوية أن المكالمات انطلقت من مدينتي سالسبورغ النمساوية والعاصمة البلجيكية بروكسل وتكشف عن صلة لمنفذي عمليات باريس بشخص يتخذ اسما حركياً هو «كالا نتحي». وتكشف تحقيقات الصحيفة المعروفة أن مجهولين سجلوا اسم «كالا نتحي» أكثر من مرة، بعد منح عناوين وتواريخ ميلاد وهمية، عند شراء «سيم كارت» لهواتف جوالة. وتم تسجيل هذه الحالات في مدينتي دورتموند وهام في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. وأسفرت تحقيقات الشرطة النمساوية عن مكالمات هاتفية أجراها المتهمون بعمليات باريس الإرهابية «عبد ت». و«كمال أ». و«عادل هـ». مع المدعو «كالا نتحي» في الفترة بين نوفمبر 2015 ومارس 2016. أي قبل وبعد تنفيذ عمليات باريس.
واستشهدت «دي فيلت» بتقرير لدائرة حماية الدستور النمساوية (مديرية الأمن العامة)، قالت إنها حصلت على نسخة منه، يتحدث عن «مؤشرات قوية على دور تنسيقي ومادي ولوجيستي للاسم الوهمي «كالا نتحي» بأعضاء الخلية الداعشية التي نفذت عمليات باريس. ويضيف التقرير الصادر في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 أن صمت المتهمين في العملية الإرهابية وتسترهم على «نتحي» يؤكدان المؤشرات على وجود شبكة لتنظيم داعش على المستوى الأوروبي.
وذكر مصدر في النيابة العامة الألمانية لصحيفة «دي فيلت» أن دور «كالا نتحي» في عمليات باريس ما يزال غامضاً، وأن التحقيقات ما زالت مستمرة حول الموضوع. وأضاف المصدر أن التحقيقات حول شخصية «نتحي» الحقيقية وصلت إلى «طريق مسدود» حتى الآن.
وربما كان عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لعمليات باريس، على علاقة بالمجهول الذي يحمل اسم «كالا نتحي». إذ توصلت تحقيقات الشرطة الفرنسية إلى أن أباعود نشط في بلجيكا وألمانيا أيضاً، وأنه تم التحقيق معه في مطار كولون - بون في العام 2014 أثناء محاولته السفر إلى تركيا لزيارة أصدقاء مزعومين. وأكدت الشرطة الألمانية الاتحادية أن أباعود (28 سنة) كان ينشط في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا منذ العام 2007.
ويعود استنفار الشرطة الألمانية إلى الكشف عن أن أباعود نشط بين 2007 - 2008 في مدينة كولون، وكان يتحرك كثيراً بين بلجيكا وفرنسا وولاية الراين الشمالي فيستفاليا. ولم تعثر الشرطة الألمانية على ما يشي بأنه سجل إقامته في مكان ما من كولون، أو في الراين الشمالي، الأمر الذي يرجح احتمال إقامته عند أعضاء منظمين، أو عند خلايا نائمة، أو لدى أنصار. وخلال فترة نشاطه في كولون ابتاع «العقل المدبر» لهجمات باريس سيارتين ألمانيتين، لكن سجلات الشرطة لا تشير إلى تسجيلهما رسمياً باسمه. كما اشترى أباعود سيارة فولكسفاغن من كولون في يناير (كانون الثاني) 2015، وحاول تهريبها إلى بلجيكا، بحسب معلومات شرطة كولون. وكانت الشرطة الألمانية تنسق مراقبة أباعود وخليته مع نظيرتها الألمانية منذ سنة 2014. ورصدت محاولة تهريب سيارة من قبله في نفس العام قرب آخن.
وعلى صعيد الإرهاب أيضاَ، تحدث روجر ليفنتس، وزير داخلية ولاية راينالاند بفالز، عن خطر إرهابي داهم، لم تقل احتمالاته في الفترة الأخيرة، رغم الخسائر التي لحقت بالإرهابيين في العراق وسوريا. وأضاف الوزير أن هذا الخطر قد يتحول إلى جناية أو عملية إرهابية في أي لحظة. وذكر الوزير أن المخاطر تنجم أيضاً عن 55 متشدداً مستعدين لممارسة العنف، من مجموع 200 متشدد يخضعون للرقابة، في الولاية.
إلى ذلك، كشف استطلاع جديد للرأي أن 40 في المائة من الألمان يخشون من سقوطهم قتلى بسبب عمليات إرهابية. ومنح الألمان، في استطلاع الرأي الذي أجراه معهد «يوغوف»، ونشر يوم أمس الاثنين، إجراءات الحكومة لمواجهة الإرهاب درجة ضعيف.
ومنحت نسبة 43 في المائة ممن شملهم استطلاع أداء السلطات الأمنية درجة «ضعيف جداً» أو«ضعيف»، في حين منحت هذه الإجراءات نسبة 11 في المائة فقط درجة «جيد» ونسبة 20 في المائة درجة «مقبول».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.