بدعوة من أمانة سر المجلس الوطني للسلامة المرورية، تمّ إحياء الذكرى السنوية لضحايا حوادث السير في لبنان، تحت عنوان «تنذكر وما تنعاد». هذه الذكرى التي أخذت طابعاً رسمياً هذا العام، من خلال مشاركة فاعلة فيها من قبل الدولة اللبنانية، إضافة إلى المجتمع المدني وجمعيات توعوية أخرى، مشابهة لتلك التي تقام في مختلف دول العالم في هذا المجال. وجمع هذا اللقاء الذي استضيف في فندق فينيسيا (وسط بيروت)، المعنيين في هذه المشكلة من القطاعين الخاص والعام والإدارات الرسمية وممثلين عن غرفة التحكم المروري وقوى الأمن الداخلي. كما ألقى خلاله كلمات لوزير الاتصالات جمال الجراح، وأمين سر المجلس الوطني للسلامة المرورية البروفسور رمزي سلامة، ومدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ندى عويجان، وكذلك إدارة شركة «ألفا» للاتصالات ممثلة برئيس مجلس إدارتها المهندس مروان الحايك.
واستهل هذا اللقاء بعرض لفيلم مصور قصير يتناول بعض حوادث السير التي جرت على طرقات لبنانية وقد التقطتها كاميرات المراقبة في غرفة التحكم المروري مباشرة من على الأرض. كما أطلّت الممثلة كارلا بطرس كمتحدثة تمثل ضحايا حوادث السير راوية شهادتها الحية حول فقدانها لزوجها في عام 2007، في حادث سير مروع. وأعلن الفنان ناجي الأسطا الذي كان من بين المدعوين، وشارك العام الماضي في هذه الذكرى من خلال أغنيته «حتى ما اشتقلك يوم» عن مشروع إقامة حفل غنائي في بيروت يعود ريعه لضحايا حوادث السير في لبنان.
ومن المشاريع الجديدة التي أطلقتها مبادرة «تنذكر وما تنعاد»، توزيع بوستر توعوي على كل المدارس اللبنانية للفت انتباه تلاميذها على هذه المشكلة أعده المركز التربوي للبحوث والإنماء في لبنان. وستقام في موازاة هذا اللقاء مبادرات أخرى ينظمها عدد من الجمعيات والهيئات الاجتماعية لحث المواطن اللبناني على التقيد بقوانين السلامة المرورية والتعريف عنها في لقاءات تنعقد في حدائق عامة وساحات معروفة في عدد من المناطق اللبنانية.
وبالحديث عن الإنجازات التي حققتها هذه المبادرة ومشاريعها المستقبلية أشار ميشال مطران (مساعد أمين سر المجلس الوطني للسلامة المرورية) الذي التقيناه هناك لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّ حيازة شركة «ألفا» للاتصالات على شهادة «أيزو 39001» من قبل أكاديمية «كواليتاس» البريطانية، وإطلاق مبادرة «نتس» لتوعية الموظفين وسائقي السيارات من أجل المساهمة في تطبيق قوانين السلامة المرورية، تأتيان في مقدمة الإنجازات الملحوظة في هذا الإطار. وأضاف: «شركة (ألفا) للاتصالات الملتزمة المجلس الوطني للسلامة المرورية منذ أكثر من 5 سنوات، تعدّ الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تحصل على هذه الشهادة الدولية لمساهمتها الفعالة في الحد من حصول حوادث السير. فهي تعتبر نفسها جزءاً مباشرا من مشكلة حوادث السير (من خلال استخدام اللبنانيين الأجهزة المحمولة خلال قيادتهم لسياراتهم)، وكذلك جزءا لا يتجزّأ من الحلول المقدمة في هذا الموضوع، وبذلك فهي اليوم الراعية الأساسية للمبادرة». وعن مبادرة «نتس» التي أُطلقت في هذا اللقاء أوضح: «هي تمرينات وتدريبات يخضع لها موظفو أساطيل النقل في شركات خاصة وعامة ابتداء من هذا العام للتقيد بقوانين السير». ومن الشركات التي ستطبق هذه المبادرة على موظفيها «ليبان بوست» المشغّل البريدي الذي استحدث في عام 1998 في لبنان. وحسب شركة «ألفا» فلقد كانت السباقة في تطبيق هذه المبادرة على موظفيها، الذين كانوا يواجهون إمكانية طردهم من العمل في حال مخالفتهم قوانين السلامة المرورية المتبعة في لبنان، وبينها التحدث على الهاتف الخلوي، وهو الأمر الذي ساهم في حيازتها على الشهادة الدولية «أيزو 39001».
وفي إحصاءات غير رسمية تبين أنّ لبنان يحصد سنوياً 800 قتيل بسبب حوادث السير و12 ألف جريح والتي يتأتى عنها أيضا إصابة ألف شخص بإعاقة دائمة. ويشكل المشاة نسبة 30 في المائة من ضحايا حوادث السير دهسا على الطرقات.
وفي مناسبة هذا اللقاء تمت إضاءة مبنى شركة «ألفا» للاتصالات كعربون تكريم لضحايا حوادث السير، فيما وزّع في المقابل حاجز لعناصر من قوى الأمن الداخلي الورود على المارة كلفتة منهم عن أرواح هؤلاء.
«تنذكر وما تنعاد»... مبادرة ضد حوادث السير في لبنان
«تنذكر وما تنعاد»... مبادرة ضد حوادث السير في لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة