أفضل أنواع القهوة في كبسولة

قصة بدأت من عدم حب صاحبها لها

قهوة بجودة عالية في كبسولة
قهوة بجودة عالية في كبسولة
TT

أفضل أنواع القهوة في كبسولة

قهوة بجودة عالية في كبسولة
قهوة بجودة عالية في كبسولة

في مرة من المرات استيقظ أمير غيهل على صوت ماكينة القهوة في مطبخه، فكانت زوجته بصدد تحضير فنجان قهوة لها مثل عادتها كل صباح، غيهل لا يشرب القهوة لأنه يفضل مشروبات ساخنة أخرى عليها، وفجأة قالت زوجته: «استطاعوا استخدام النجم جورج كلوني ليكون وجه ماكينات وقهوة نيسبريسو؛ لكنهم لم يتمكنوا من وضع قهوة ألذ في الكبسولة». وفي تلك اللحظة تنبه غيهل للمسألة، وجاءته فكرة رائعة بأن يتبنى اختراع الكبسولة؛ ولكن بمستوى غير مسبوق. فوعد زوجته بأنها ستتمكن يوما ما من الحصول على أجود أنواع القهوة في كبسولة، وهكذا حصل، بدأ دراسته للموضوع وعلى مدى 18 شهرا استطاع السفر والتعرف إلى أهم مزارعي القهوة في العالم.
وفي مقابلة أجرتها «الشرق الأوسط» مع مؤسس شركة «ديفرينس كوفيه» Difference Coffee، أمير غيهل، قال إن 1 في المائة من القهوة حول العالم حصل على لقب «القهوة المتخصصة» أو «المتميزة»، و«كبسولاتنا تضم الواحد في المائة هذا».
«ديفرينس كوفيه» تضم مائة في المائة من حبوب قهوة «أرابيكا»، المستوردة من مزارع حاصلة على جوائز عالمية، ويعمل في الشركة اختصاصيون في عالم القهوة، أمثال جوني إنغلاند الذي يتولى مهمة تحميص حبوب القهوة وتوضيبها. إنغلاند من بين أربعة اختصاصيين في أوروبا لا يوجد سواهم يحملون رخصتين للتميز من فئة «كيو» Q.
المعروف عن القهوة الجيدة أنها يجب أن تضم 1000 مركب عطري، إلا أن القهوة المتوفرة في المقاهي لا تحتوي على غالبية تلك المركبات.
ويقول غيهل إن «ديفرينس كوفيه» التي تعني «قهوة مختلفة» في إشارة إلى اختلاف هذه القهوة عن باقي أنواع القهوة المتوفرة، إن شركته تهتم بنوعية حبوب القهوة بشكل كبير؛ لكن المسألة لا تنتهي هنا؛ لأن التوضيب وطريقته مهمة جدا، فيجب أن تحفظ الكبسولة بنسبة 100 في المائة من الأكسجين للحفاظ على نكهة القهوة الأصلية، وبما أن هذه القهوة فريدة من نوعها فهي تأتي في علب مميزة جدا تعكس جودتها، وهي موجهة لمحبي القهوة الذواقة.
وتضم القهوة أيضا «كوبي لواك» وهذا النوع يعتبر الأغلى ثمنا في العالم، ويأتي الاسم من نوع من أنواع القطط في إندونيسيا. فهذه القطط تنتقي حبوب التوت الناضجة بشكل تام، وعملية معالجة هذه الحبوب بعد استئصالها من فضلات القطط بعدما تكون قد خضعت لتصفية إنزيمات داخل معدة القطط، عملية صعبة نوعا ما، وهذا ما يجعل هذه القهوة الأغلى على الإطلاق؛ لأنها تتطلب وقتا طويلا وأسلوبا مميزا للحصول على حبوب القهوة الخالية من المرارة، بسبب وجودها داخل معدة القطط.
ويقول غيهل إن هذا النوع من القهوة تتراوح أنواعه ما بين الجيد والأكثر جودة، فهو يحصل على الأفضل من المزارع.
وتحصل «ديفرينس كوفيه» على حبوب القهوة من خلال المشاركة الدائمة في مزادات عالمية للحصول على الأفضل بصرف النظر عن السعر، كما أن القهوة تباع فقط على موقع الشركة، ولكن بكميات محددة لكل زبون، لكي يتمكن الجميع من شرائها وتذوقها. وإلى جانب بيعها على الموقع فهي تقدم في أماكن راقية في لندن، مثل فندق «ذا ويلزلي»، و«فورسيزونز»، و«لا دام دو بيك»، و«هاريز بار»، والنادي الخاص في لندن «67»، و«ماركس كلوب»، و«مارينا باي» في سنغافورة، و«غشتاد بالاس» في سويسرا.
«ديفرينس كوفيه» حاصلة على جائزة «كاب أوف إكسيلينس»، و«بيست أوف باناما»، وجائزة «كونا كابينغ كومبيتيشن»، وتلك تعتبر أهم المسابقات حول العالم لأهم قهوة من حيث النوعية.
الكبسولة تعمل على ماكينات متوفرة بالأسواق، ولمحبي الترف يمكنهم شراء ماكينات خاصة بالشركة مصممة بشكل رائع لتضيف رونقا للمطبخ؛ لأنها تختلف عن غيرها من الماكينات المتوفرة من حيث التصميم والمتانة.
تباع الكبسولات في علب جميلة التصميم، وتتوزع ما بين: «جامايكا بلو ماونتن» Jamaica Blue Mountain، و«هاواي كونا» Hawaii Kona، و«باناما غيشا» Panama Geisha. «ديفرينس كوفيه» تحصل على حبوب قهوتها من أهم حكام القهوة الدوليين، مع ما مجموعه 9020 كوبا تم تحليله قبل إعلان الفائزين العاشرة. واللافت هو أن العشرة الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية تم فحصهم لأكثر من 280 مرة. وقهوة «ديفرينس كوفيه» تمثل بعضا من أهم وأندر أنواع قهوة «أرابيكا» في العالم.


مقالات ذات صلة

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

صحتك شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء (إ.ب.أ)

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء ويعزز نمو البكتيريا المفيد بها، الأمر الذي يؤثر بالإيجاب في صحتنا ككل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القهوة غنية بمضادات الأكسدة (أ.ف.ب)

فوائد تناول البروتين مع القهوة في الصباح

يمكن للقهوة والبروتين تعزيز صحتك بطرق متنوعة، فالقهوة غنية بمضادات الأكسدة ويمكن أن تساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بالإصابة بالأمراض المزمنة.

صحتك لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول رشفة من الكافيين؟

يرصد التقرير كيف يؤثر الكافيين علينا ويسبب تغيراً بيولوجياً في أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نائب أمير منطقة جازان يدشن المركز وإلى جانبه نائب الرئيس للشؤون العامة في «أرامكو» خالد الزامل (أرامكو)

«أرامكو» تدشّن مركز تطوير البن السعودي في منطقة جازان

دشّنت «أرامكو السعودية» مركز تطوير البن السعودي في جازان ضمن مبادرات المواطنة التي تقدمها لدعم زراعة وإنتاج البن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
يوميات الشرق لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ومن البُنِّ ما قتل... مشاهير أدمنوا القهوة فشربوا 50 فنجاناً في اليوم

وصل هَوَس الكاتب هونوري ده بالزاك بالقهوة حدّ تناول 50 فنجاناً منها يومياً، أما بريتني سبيرز فتشربها بالـ«غالونات». ما سر هذا المشروب الذي أدمنه المشاهير؟

كريستين حبيب (بيروت)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.