علماء روس يشككون في حتمية الهرم

أبحاث علمية لتخليص الإنسان من الشيخوخة وأمراضها

حلم الحفاظ على الشباب وتفادي الشيخوخة والهرم
حلم الحفاظ على الشباب وتفادي الشيخوخة والهرم
TT

علماء روس يشككون في حتمية الهرم

حلم الحفاظ على الشباب وتفادي الشيخوخة والهرم
حلم الحفاظ على الشباب وتفادي الشيخوخة والهرم

يؤكد العالم الروسي بيوتر فيديتشيف، مدير مركز التحاليل في جامعة موسكو للعلوم الفيزيائية التقنية، والمدير العلمي لمركز الدراسات البيولوجية أنّ الهرم ليس حتميا. وطالما كانت مسألة الحفاظ على الشباب وتفادي الشيخوخة والهرم وتبعاتهما الشغل الشاغل للإنسان على مدار العصور ومع تقدم العلوم وتطورها يصبح الحل أقرب إلى الواقع، وقد لا يكون بعيداً ذلك اليوم الذي سيتمكن فيه الإنسان من تناول أدوية تساعده على تأخير التأهرم وتجنب التعرض لأمراض تكثر في مرحلة الشيخوخة.
وفي حديث من وجهة نظر علمية - واقعية حول هذه المسألة، قال العالم فيديتشيف لوكالة «ريا نوفوستي»: «نبحث خلال السنوات الخمس الماضية عن نهج علاجي لمشكلة الهرم الطبيعية، بالتعاون مع الخبراء والعلماء الدوليين في هذا المجال»، ويأمل العالم الروسي بنجاح تلك الجهود وأن يتم خلال 2 - 3 سنوات القادمة طرح الحلول التي ستساعد على تأخير هرم الإنسان، وأكد أن «الأدوية ستساعد الإنسان في المستقبل القريب على تجنب التغيرات المرتبطة بتقدم السن، وكذلك الأمراض التي تتميز بها هذه المرحلة من العمر، وتحسين نوعية حياة كبار السن».
وكان علماء أميركيون نشروا أخيراً نتائج دراسات يقولون فيها إن عملية تأهرم الإنسان لا يمكن إيقافها من حيث المبدأ، ويحذّرون من أنّ استئصال الخلايا المتأهرمة وإطلاق تنافس بين خلايا الجسم سيؤدي لا محال للإصابة بمرض السرطان، وعلاج هذا المرض يحرم الجسم من قدرته على استعادة شبابه ذاتياً. وإذ يتفق العالم الروسي فيديتشيف مع جزء من تلك الاستنتاجات، لكنّه يشير في الوقت ذاته إلى وجود حيوانات لا يطرأ على أنظمتها الحيوية أي تغيرات فسيولوجية مرتبطة بتقدم السن على الرغم من بلوغها سن الشيخوخة. ويوضح فيديتشيف أنّ الفريق العلمي الذي يرأسه أجرى دراسات أظهرت أنّ الجينات عند معظم الكائنات الحية غير مستقرة، وتدخل في مرحلة معينة في حالة اضطرابات، وأن تلك الاضطرابات قد تكون السبب الرئيسي للهرم ومن ثم الموت. غير أنّ اضطرابات الجينات تبدأ في مرحلة متأخرة من عمر كائنات حية مثل القنفذ وغيره من حيوانات شبيهة تحفر الأرض، ولهذا تعيش تلك الحيوانات عمراً طويلاً.
ويوضح العالم الروسي أنّ تلك المجموعة من الحيوانات ومع أنّ حياتها محدودة، لكن لا تظهر عليها علامات الهرم والشيخوخة واقتراب الموت، ولا تتزايد إصابتها بالأمراض مع تقدم السن، ولا تموت في «ريعان الشباب». ويقول إنه بحال ابتكار الوسائل التي تساعد على تحويل خلايا الجسد البشري لتعمل وفق ذات النظام كما لدى تلك الحيوانات، فإن هذا سيكون واحداً من مجموعة أساليب للحد من الهرم. ويختم بيوتر فيديتشيف معبراً عن قناعته بقدرة العلماء، بما في ذلك في روسيا، على ابتكار تلك الأساليب وأدوية تحد من الهرم في المستقبل القريب.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.