الجيش الليبي يلمح إلى وجود انشقاقات بصفوفه في طرابلس

TT

الجيش الليبي يلمح إلى وجود انشقاقات بصفوفه في طرابلس

لمح الجيش الوطني الليبي للمرة الأولى إلى وجود انشقاقات في صفوف قواته العسكرية في منطقة ورشفانة غرب العاصمة الليبية طرابلس، فيما اعتبرت نائبة السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ميشيل سيسون، أن «انعدام الأمن في ليبيا يبرز حاجة ملحة لإيجاد حل للأزمة السياسية في البلاد».
وسيطرت قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراح، على أكبر معسكر للجيش في ورشفانة، جنوب غربي العاصمة، وقال مسؤول بغرفة عمليات المنطقة العسكرية الغربية، إن وحدات القوة المشتركة الموالية للحكومة، بسطت سيطرتها على المنطقة بالكامل، بما فيها الطريق الرئيسي المؤدي لمدن الجبل، والطريق الساحلي المؤدي إلى معبر رأس إجدير الحدودي مع تونس.
وطالب اللواء أسامة جويلي، آمر المنطقة العسكرية الغربية، الوحدات التابعة لقواته بالانتشار في كامل المنطقة وتأمين الطرق الحيوية فيها، بالإضافة إلى استمرار عمليات الملاحقة للمجرمين المطلوبين للنائب العام، وفقا لما نقلته وكالة «شينخوا» الصينية عن المسؤول العسكري، الذي أوضح أن حصيلة قتلى المجموعات المسلحة بلغت قرابة 40 ما بين جريح وقتيل، فيما سقط في صفوف قوات حكومة السراج أربعة قتلى وعشرة جرحى.
في المقابل، قال العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الوطني الليبي: «لقد فوجئنا بوجود انشقاقات داخل ورشفانة»، وتساءل مستغربا: «من انشق على من؟ لا أعرف... هل الأموال وشراء الذمم لعبت دورا في ذلك؟، وهل هناك توجهات أخرى لا نعرفها؟» لافتا إلى أنه حاول الاتصال أكثر من 8 مرات بضابط برتبة عميد لكنه لم يرد.
وأضاف المسماري في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس: «لم أجد أي مسؤول يعطيني حقيقة الأمور التي تجري في ورشفانة التي تعرضت لهجمات تخريبية في السابق»، مشيرا إلى أن المجلس العسكري للزنتان المدعوم بقوة، على حد تعبيره، من حكومة السراج في طرابلس، هاجم معسكرات القوات المسلحة، وهو ما يمثل اعتداء على مؤسسات الدولة والمؤسسة العسكرية، حسب قوله.
ولفت المسماري إلى أن المشير خليفة حفتر قائد الجيش وضع تصوراً لإعادة تشكيل وتوحيد قوات الجيش على مستوى البلاد، لكنه امتنع عن كشف المزيد من التفاصيل، وقال إن «الخطة ما زالت تحت دراسة القيادة العامة للجيش، تمهيدا لعرضها على المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب باعتباره القائد الأعلى لقوات الجيش الوطني».
في غضون ذلك، قال مكتب حفتر إنه التقى مساء أول من أمس في مقره بالرجمة خارج مدينة بنغازي العميد بشير الناجح، آمر اللواء الرابع، وآمر اللواء 26 العقيد مسعود الضاوي، المتمركزين في منطقة ورشفانة للاطلاع على أوضاع المنطقة.
ولم يوضح البيان أي تفاصيل عن الاجتماع، لكن مجلس النواب الموالي للجيش أصدر أمس بيانا أعرب فيه عن استنكاره استمرار العمليات العسكرية في منطقة ورشفانة، واصفا إياها بالعمل الخارج عن القانون، واعتبر أن هذه الأفعال الخارجة عن القانون تهدد حياة المدنيين وتروع الآمنين، قبل أن يطالب بالوقف الفوري للعمليات العسكرية.
ونجحت قوات المنطقة العسكرية الغربية، التابعة لحكومة السراج، في السيطرة على معسكر اللواء الرابع، أكبر معسكرات الجيش في منطقة ورشفانة، علما بأن مدينة العزيزية التي تبعد بنحو 30 كيلومترا فقط جنوب العاصمة، التي تعد أكبر مدن منطقة ورشفانة، تشهد أعمالا عسكرية منذ الأسبوع الماضي، تحت اسم عملية (بشائر الأمان)، تنفذها قوات تابعة لحكومة السراج تحت ستار «القضاء على أوكار الجريمة والخارجين عن القانون في المنطقة».
من جهته، قال السراج، الذي يزور العاصمة العمانية مسقط حاليا، إن من أولى أولويات حكومته المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، رفع المعاناة عن الشعب الليبي، وتحقيق الأمن والاستقرار. وقال بيان لمكتب السراج، إن تصريحاته وردت لدى اجتماعه مع فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني، وأبدى امتنانه لاستضافة سلطنة عمان للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي، التي عقدت اجتماعاتها بمدينة صلالة، التي كان لها دور مهم في توافق الليبيين للخروج بمشروع الدستور، على حد قوله.
من جهتها، اعتبرت نائبة السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ميشيل سيسون، أن انعدام الأمن في ليبيا يبرز الحاجة الملحة لإيجاد حل للأزمة السياسية في البلاد، مشيرة إلى أن المصالحة السياسية الوطنية أساسية لإنهاء الاضطرابات العنيفة التي لا تزال تعاني منها ليبيا. وقالت سيسون في اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في ليبيا، مساء أول من أمس: «نشجع جميع الأطراف هناك على دعم العملية السياسية للأمم المتحدة، والعمل معا بروح التوافق وتحقيق هدف مشترك يتمثل في إقامة ليبيا أكثر سلاما وازدهارا»، داعية إلى محاكمة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، وقال بهذا الخصوص: «نشدد على أن عمليات القتل في منطقة الأبيار، فضلا عن التقارير الأخرى عن عمليات القتل غير المشروع في بنغازي، يجب أن تحقق فيها السلطات المحلية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.