إستشارات

إغماء العطس
• هل صحيح أن العطس يتسبب بالإغماء؟
هند ش. - المدينة المنورة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. هذا الأمر صحيح، وهناك طبياً ما يُعرف بـ«إغماء العطس»، ولاحظي أنه خلال عملية العطس، يأخذ المرء شهيقاً من الهواء ليملأ به الرئتين، ما يرفع من مقدار الضغط داخل القفص الصدري، وهو ما يُعيق لفترة وجيزة جداً تدفق الدم بشكل طبيعي إلى القلب كي يضخه إلى الجسم مرة أخرى. وهذه الإعاقة لتدفق الدم بشكل كافٍ إلى القلب قد تُؤدي لدى بعض الناس إلى انخفاض ضغط الدم وزيادة معدل نبضات القلب. ثم عند العطس، يخرج الهواء من الصدر بالزفير، وهو ما يرفع معدل ضغط الدم، ويعمل بالتالي على خفض نبض القلب، أي عكس ما حصل خلال فترة دخول الهواء إلى الصدر قبيل العطس مباشرة. وهناك أمر آخر يُثيره العطس، وهو تنشيط أحد الأعصاب التي تغذي القلب، وتغذي أيضاً أعضاء عدا القلب، مثل المعدة وغيرها من أعضاء البطن. وتنشيط هذا العصب يُؤدي إلى خفض عدد نبضات القلب.
وغالبية الناس لا تُعاني جراء هذا الانخفاض في نبض القلب وتدني تدفق الدم إلى الدماغ، ولكن بعض الناس قد يتأثرون، خصوصاً لو كانوا يتناولون أدوية تُخفض من نبض القلب أو لديهم أحد الأنواع النادرة من العيوب الخلقية في بنية القلب.

خفقان القلب

• كيف أتعامل مع الشعور بخفقان القلب؟
سامية ع. - جدة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول الخفقان الذي تشعرين به من وقت لآخر، ومراجعتك للطبيب ونتائج ذلك. وعلينا ملاحظة أن كلمة «الخفقان» تعني شكوى الإنسان من شعوره بنبضات قلبه في الصدر. والطبيعي أن ينبض القلب طوال ساعات اليوم دون أن يشعر المرء بذلك، والطبيعي كذلك أن يتراوح عدد النبضات خلال الدقيقة الواحدة بين 60 و100 نبضة.
وعندما يشعر المرء بأن قلبه يدق أو ينبض بشكل سريع أو بطيء، أو ظهور نبضات قوية من آن لآخر، فإنه من الطبيعي أن يشعر بنوع من القلق جراء ذلك، ولكن علينا التنبه إلى أن غالبية حالات الخفقان ليس وراءها ما يستدعي القلق أو الخوف على سلامة الحياة. كما يجب علينا أن نتذكر أن هناك عوامل طبيعية أو مرضية لا علاقة لها بالقلب ولا بكهرباء القلب، وهي عوامل شائعة جداً، تتسبب بشعور المرء بدقات قلبه، مثل التفاعل العاطفي أو النفسي، أو بذل المجهود البدني أو ارتفاع حرارة الجسم أو تناول بعض أنواع المأكولات والمشروبات المحتوية على الكافيين، أو التدخين، أو وجود فقر الدم، أو اضطرابات في عمل الغدة الدرقية، أو اضطرابات الهرمونات المرافقة للدورة الشهرية، أو خلال مراحل من فترة الحمل؛ كلها قد تتسبب بالخفقان. وكذلك هناك عدد من أنواع الأدوية التي قد تتسبب بالخفقان، مثل الأدوية التي تُستخدم في نزلات البرد أو في حالات مرضية معينة. ومراجعة الطبيب عند الشكوى من الخفقان هو سلوك سليم مفيد، خصوصاً عندما يُرافق الخفقان أحد الأعراض، وتحديداً مثل الشعور بالدوار أو الدوخة، أو حصول الإغماء وفقدان الوعي، أو الشعور بألم في الصدر، أو الشعور بضيق في التنفس.
والطبيب بعد إجراء الفحص السريري وقياس ضغط الدم وفحص النبض، من نواحي عدد النبضات في الدقيقة وقوة النبض ومدى الانتظام في إيقاع النبضات، قد يطلب إجراء رسم تخطيط كهرباء القلب، وإجراء تحاليل لعدد من العناصر في الدم، ثم قد يطلب إجراء تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية أو تركيب جهاز الهولتر لرصد جميع نبضات القلب خلال الأربع وعشرين ساعة، وفحوصات أخرى وفق ما تنتج عنها الفحوصات الأساسية. وفي الغالب، يتم معرفة السبب إن كان ذلك له علاقة بالقلب، ويُمكن لطبيب القلب معالجة ذلك، وهناك كثير من الوسائل العلاجية المتطورة جداً في هذا المضمار.
المهم هو ملاحظة أنه في كثير من الحالات، لا يُوجد سبب يستدعي القلق أو الذعر، كما أنه ليس من الضروري أن يصف الطبيب تناول أدوية معينة لمعالجة الخفقان، بل قد ينصح بتقليل تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، أو معالجة أي اضطرابات في فقر الدم، أو الغدة الدرقية، أو غيرها من الأسباب.