«ليدي ديور» من يد ليدي ديانا إلى أنامل فنانين من كل أنحاء العالم

الحقيبة التي تصورتها الفنانة جميلة أوكوبو  -  الفنان ديفيد وايزمان لعب على هندستها بالمزيد من التفاصيل الأنيقة
الحقيبة التي تصورتها الفنانة جميلة أوكوبو - الفنان ديفيد وايزمان لعب على هندستها بالمزيد من التفاصيل الأنيقة
TT

«ليدي ديور» من يد ليدي ديانا إلى أنامل فنانين من كل أنحاء العالم

الحقيبة التي تصورتها الفنانة جميلة أوكوبو  -  الفنان ديفيد وايزمان لعب على هندستها بالمزيد من التفاصيل الأنيقة
الحقيبة التي تصورتها الفنانة جميلة أوكوبو - الفنان ديفيد وايزمان لعب على هندستها بالمزيد من التفاصيل الأنيقة

توظيف الفن وتقديمه للمرأة على شكل إكسسوار أصبح ظاهرة تتكرر في كل عام، دافعها التطوير والارتقاء بهذه الإكسسوارات إلى مستوى جديد يتناسب ومتطلبات المرأة العصرية. فهذه على ما يبدو لم تعد تقنع بمجرد حقيبة عادية، بل تريدها فريدة من نوعها، وكلما كانت بإصدار محدود كان هذا هو عز الطلب. دار «ديور» واحدة من البيوت التي تنصت جيداً لرغبات الجنس اللطيف وتُلبيها على أحسن وجه. فمنذ سنوات وهي تتعاون مع فنانين من كل أنحاء العالم لحقن بعض إكسسواراتها بجرعة فنية راقية. في العام الماضي وضعت حقيبتها الأيقونية «ليدي ديور» رهن إشارة مجموعة من الفنانين لتكون النتيجة تحفاً فنية تعزز مكانتها من جهة وتاريخها مع الفن والفنانين الذي بدأ مع مؤسسها كريستيان ديور من جهة ثانية.
أبصرت «ليدي ديور» النور في عام 1995، ولم يكن لها أي اسم رسمي في ذلك الحين، لكن خلال زيارة رسمية كانت تقوم بها الأميرة الراحلة ديانا إلى باريس في 1996 تلقتها هديةً من برناديت شيراك. ومن اللحظة الأولى وقعت في حبها. فعلى عكس ما هو مُتبع الآن، لم يكن ظهورها بهذه الحقيبة لدوافع دبلوماسية بقدر ما كان إعجاباً بتصميم الحقيبة، التي كان كل ما فيها ينبض بالعصرية والابتكار، من شكلها الهندسي إلى تفاصيلها المتنوعة. بعد عودتها إلى لندن، طلبت ديانا عدداً منها بألوان مختلفة. وهكذا، ظهرت بها في مناسبات عدة داخل بريطانيا وخارجها. صورها وهي تحملها في هذه المناسبات شجّع الدار أن تُطلق عليها اسم «ليدي ديور» بمباركة الأميرة الراحلة. ولا تخفي الدار الفرنسية في كل مناسبة اعتزازها بهذا التصميم وتعتبره من أهم إبداعاتها في مجال الإكسسوارات. فعدا أناقتها، فهي أيضاً مصنوعة يدوياً في ورشاتها الباريسية على يد أناملها الناعمة التي تسهر على تنفيذ أجمل فساتين الـ«هوت كوتير». درزاتها تتميز بنقشة الـ«كاناج» المضربّة المستوحاة من كراسي نابليون الثالث، وجلدها من أجود أنواع الجلود، فضلاً عن أنها تأتي بتبطين يحاكي الـ«هوت كوتير» من الداخل. ولا ننسَ الإشارة إلى الحلي المغطاة بطبقة رقيقة من الفضة أو الذهب التي تزينها تساهم في ترسيخ طابعها الراقي. ومع ذلك، فإن وضعها تحت إشارة فنانين يؤكد أن الدار لا تعتبرها من المقدسات التي لا يمكن المساس بها. صحيح أن الأساسيات، أي تصميمها الهندسي، تبقى في مأمن من أي تغيير أو تلاعب، إلا أن الأبواب مفتوحة على مصراعيها لأي تفنن وتطوير في تفاصيلها.
وهذا ما أكدته الدار في العام الماضي عندما دعت مجموعة من الفنانين البريطانيين والأميركيين لإعادة تصميمها في إصدارات محدودة. نجحت الفكرة ولقيت قبولاً من طرف عاشقات الدار والفن على حد سواء. هذا النجاح شجع «ديور» أن تُراهن مرة أخرى على التنوع والابتكار بدعوة عشرة فنانين من حول العالم ومن كافة الأعمار والخلفيات لكي يطلقوا العنان لخيالهم ويتفننوا في رسمها وتزيينها كل برؤيته الخاصة. وفرت لهم أجود أنواع الجلود، وكل خبراتها ومهاراتها في الفنون اليدوية حتى تأتي النتيجة بالمستوى الذي يرضي كل الأطراف. وهو ما كان؛ إذ لم يخيب أي منهم الآمال. فالحرية التي منحت لهم، كذلك الإمكانات التي وفرتها الدار، فتحت لهم آفاقاً كبيرة ساعدتهم على التلاعب بتفاصيلها بشكل يتراقص على الفني والراقي. أخضعوا كل شيء للتطوير والتزيين، ما عدا التصميم الهندسي الذي يحدد شخصيتها ويجعلها فريدة من نوعها. الفنان هونغ هاو - مثلاً - صمم حقيبتين، رسم على واحدة خريطة العالم، محدداً معالمها ومحيطاتها بشكل دقيق، بينما غطى الثانية برسمات مستوحاة من «البوب آرت». الفنان فريدريك كوناث جسد عليها ما يبدو وكأنه صور فوتوغرافية، بينما ارتقت بيتي مارياني بفن الغرافيتي إلى مستوى لم نعهده في هذا الفن من قبل.
ورغم أن المجموعة بإصدار محدود للغاية لن يكفي لتلبية طلبات الكل، فإن «ديور» مثل غيرها من بيوت الأزياء العالمية تعرف جيداً أن الشرق الأوسط، سوق تعشق الترف والتفرد على حد سواء وزبونته وفية تستحق مبادلتها بالمثل، قررت أن تطرح هذه المجموعة في محلها الواقع بـ«دبي مول» ابتداء من 1 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
TT

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن الأوضاع لن تكون جيدة في عام 2025. فالركود الاقتصادي مستمر، وسيزيد من سوئه الاضطرابات السياسية وتضارب القوى العالمية.

حتى سوق الترف التي ظلت بمنأى عن هذه الأزمات في السنوات الأخيرة، لن تنجو من تبعات الأزمة الاقتصادية والمناوشات السياسية، وبالتالي فإن الزبون الثري الذي كانت تعوّل عليه هو الآخر بدأ يُغير من سلوكياته الشرائية. مجموعات ضخمة مثل «إل في إم آش» و«كيرينغ» و«ريشمون» مثلاً، وبالرغم من كل ما يملكونه من قوة وأسماء براقة، أعلنوا تراجعاً في مبيعاتهم.

أنا وينتور لدى حضورها عرض «بيربري» في شهر سبتمبر الماضي (رويترز)

لكن ربما تكون بيوت بريطانية عريقة مثل «مالبوري» و«بيربري» هي الأكثر معاناة مع قلق كبير على مصير هذه الأخيرة بالذات في ظل شائعات كثيرة بسبب الخسارات الفادحة التي تتكبدها منذ فترة. محاولاتها المستميتة للبقاء والخروج من الأزمة، بتغيير مصممها الفني ورئيسها التنفيذي، لم تُقنع المستهلك بإعادة النظر في أسعارها التي ارتفعت بشكل كبير لم يتقبله. استراتيجيتها كانت أن ترتقي باسمها لمصاف باقي بيوت الأزياء العالمية. وكانت النتيجة عكسية. أثبتت أنها لم تقرأ نبض الشارع جيداً ولا عقلية زبونها أو إمكاناته. وهكذا عِوض أن تحقق المراد، أبعدت شريحة مهمة من زبائن الطبقات الوسطى التي كانت هي أكثر ما يُقبل على تصاميمها وأكسسواراتها، إضافة إلى شريحة كبيرة من المتطلعين لدخول نادي الموضة.

المغنية البريطانية جايد ثيروال لدى حضورها عرض «بيربري» في شهر سبتمبر الماضي (رويترز)

هذا الزبون، من الطبقة الوسطى، هو من أكثر المتضررين بالأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي فإن إمكاناته لم تعد تسمح له بمجاراة أسعار بيوت الأزياء التي لم تتوقف عن الارتفاع لسبب أو لآخر. بينما يمكن لدار «شانيل» أن ترفع أسعار حقائبها الأيقونية لأنها تضمن أن مبيعاتها من العطور ومستحضرات التجميل والماكياج وباقي الأكسسوارات يمكن أن تعوض أي خسارة؛ فإن قوة «بيربري» تكمن في منتجاتها الجلدية التي كانت حتى عهد قريب بأسعار مقبولة.

المعطف الممطر والأكسسوارات هي نقطة جذب الدار (بيربري)

«مالبوري» التي طبّقت الاستراتيجية ذاتها منذ سنوات، اعترفت بأن رفع أسعارها كان سبباً في تراجع مبيعاتها، وبالتالي أعلنت مؤخراً أنها ستعيد النظر في «تسعير» معظم حقائبها بحيث لا تتعدى الـ1.100 جنيه إسترليني. وصرح أندريا بالدو رئيسها التنفيذي الجديد لـ«بلومبرغ»: «لقد توقعنا الكثير من زبوننا، لكي نتقدم ونستمر علينا أن نقدم له منتجات بجودة عالية وأسعار تعكس أحوال السوق».

الممثل الآيرلندي باري كيغن في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

«بيربري» هي الأخرى بدأت بمراجعة حساباتها؛ إذ عيّنت مؤخراً جاشوا شولمان، رئيساً تنفيذياً لها. توسّمت فيه خيراً بعد نجاحه في شركة «كوتش» الأميركية التي يمكن أن تكون الأقرب إلى ثقافة «بيربري». تعليق شولمان كان أيضاً أن الدار تسرّعت في رفع أسعارها بشكل لا يتماشى مع أحوال السوق، لا سيما فيما يتعلق بمنتجاتها الجلدية. عملية الإنقاذ بدأت منذ فترة، وتتمثل حالياً في حملات إعلانية مبتكرة بمناسبة الأعياد، كل ما فيها يثير الرغبة فيها.