«الحرس الثوري» الإيراني يدعو إلى نسخة باكستانية من «الباسيج»

قائد الجيش الباكستاني يلتقي قائد «الحرس الثوري» ووزير الدفاع في طهران

صورة نشرها«الحرس الثوري» من مباحثات قائده مع قائد الجيش الباكستاني في طهران أمس
صورة نشرها«الحرس الثوري» من مباحثات قائده مع قائد الجيش الباكستاني في طهران أمس
TT

«الحرس الثوري» الإيراني يدعو إلى نسخة باكستانية من «الباسيج»

صورة نشرها«الحرس الثوري» من مباحثات قائده مع قائد الجيش الباكستاني في طهران أمس
صورة نشرها«الحرس الثوري» من مباحثات قائده مع قائد الجيش الباكستاني في طهران أمس

أوصى قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري خلال لقائه رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا، بنسخ تجربة «الباسيج» الإيراني في باكستان، معلنا استعداد قواته للتعاون مع الجيش الباكستاني في نقل تجربة «الباسيج» إلى الجارة الشرقية.
وزعم جعفري أن تأسيس قوات شعبية في باكستان من شأنه «التصدي لزعزعة الأمن في باكستان»، وقال في هذا الصدد إن العراق وسوريا «أقدمتا على تأسيس القوات الشعبية في ميدان الصراع»، مشددا على أهمية تلك القوات لمساندة الجيش، بحسب ما أوردته وكالة «تسنيم».
وتحارب ميليشيا «زينبيون» من المقاتلين الباكستانيين منذ 6 سنوات تحت لواء «فيلق القدس»، الذراع العسكرية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، إضافة إلى ميليشيا «فاطميون» الأفغانية.
ولم يتضح ما إذا كانت مباحثات باجوا مع المسؤولين الإيرانيين شملت تجنيد إيران مواطني باكستان، أو مستقبل الميليشيا الباكستانية المرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني.
ووصل باجوا أول من أمس إلى طهران في زيارة تستغرق 3 أيام، وكان أجرى لدى وصوله مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي طالب باكستان بضبط حدودها مع إيران.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن زيارة رئيس الأركان الباكستاني جاءت بدعوة من نظيره الإيراني محمد باقري.
وفي يونيو (حزيران) 2016 كشف القائد السابق لـ«الحرس الثوري» محسن رفيق دوست في حوار مع موقع «خبرأونلاين» الإيراني أن طهران تخطط لتأسيس «حرس ثوري» في العراق نواته «الحشد الشعبي».
وتنفي بغداد أن يكون «الحشد الشعبي» فرعا تابعا لقوات «الحرس الثوري» الإيراني.
قبل ذلك في منتصف يناير (كانون الثاني) قال قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري إن قواته تملك مائتي ألف مقاتل في 5 دول من الشرق الأوسط، وضمت القائمة باكستان إلى جانب سوريا والعراق وأفغانستان واليمن.
ووفقا لتقرير وكالة أنباء «الحرس الثوري»، «تسنيم»، أمس، فإن باجوا بحث مع جعفري تنمية العلاقات العسكرية وأمن الحدود.
وتوترت علاقات طهران وإسلام آباد بعد تهديد رئيس الأركان الإيراني باستهداف عمق الأراضي الباكستانية على أثر مقتل 10 من عناصر حرس الحدود الإيراني في يونيو الماضي بنيران مسلحين من جماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة لطهران.
واتهم جعفري، أمس، الولايات المتحدة الأميركية بالسعي وراء زعزعة أمن باكستان، ودعا إلى تأسيس قوات شعبية إلى جانب القوات المسلحة والأمنية لمواجهة زعزعة الاستقرار في هذا البلد.
وفي السياق نفسه، أعلن جعفري استعداد بلاده لنقل تجربتها على مدى 4 عقود فيما وصفها بـ«مواجهة تهديدات الأعداء» وفي «الدفاع والمقاومة الشعبية»، إلى باكستان.
في شأن متصل، قال الموقع الإعلامي لـ«الحرس الثوري»، «سباه نيوز»، إن قائد الجيش الباكستاني أجرى مشاورات مع قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» اللواء محمد باكبور.
وبحسب الموقع، فإن القيادي في «الحرس الثوري» حذر المسؤول الباكستاني من انتقال مقاتلي تنظيم داعش من سوريا والعراق إلى باكستان.
تحذيرات المسؤول الإيراني تطرقت إلى مخاوف إيرانية من تكرار سيناريو كردستان العراق في إيران، وقال باكبور: «هذه الخطة مؤامرة على دول مثل إيران وباكستان، لكن الحكومة والقوات الشعبية العراقية أحبطت المشروع الصهيوني».
وشملت مباحثات الجانبين الوضع في المناطق الحدودية بين إيران وباكستان. واتهم القيادي الإيراني أجهزة مخابرات أجنبية بدعم الجماعات المسلحة البلوشية المعارضة لطهران، وطالب بتكثيف الوجود العسكري بالشريط الحدودي الفاصل بين البلدين.
مشاورات قائد الجيش الباكستاني شملت مباحثات مع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي الذي قال خلال اللقاء إن طهران «تعد أمن باكستان من أمنها» وفقا لوكالة «إيرنا» الرسمية.
ووجه حاتمي تحذيرات مماثلة إلى باجوا، متهما دولا إقليمية بالسعي وراء تقسيم دول المنطقة وإثارة الفوضى.



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.