«قوات سوريا الديمقراطية» تعلن عودة أول دفعة من مدنيي الرقة

TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تعلن عودة أول دفعة من مدنيي الرقة

عاد مئات المدنيين إلى أحد أحياء الرقة السورية، بعد الانتهاء من نزع الألغام منه، ليكونوا أول دفعة من السكان العائدين إلى المدينة بعد طرد تنظيم داعش منها، بحسب «قوات سوريا الديمقراطية».
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» منعت إثر سيطرتها على مدينة الرقة، المعقل السابق الأبرز لتنظيم داعش في سوريا، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دخول المدنيين إليها قبل تنظيفها من الألغام التي خلفها المتطرفون.
وأعلن المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، في بيان نشره الأحد على موقعه الإلكتروني: «بدء مرحلة جديدة لتأهيل المدينة لإعادة سكانها إليها، وكخطة أولى عادت مئات العوائل من أهالي حي المشلب إلى منازلهم» الأحد، مشيراً إلى أنه «أول حي يعود الأهالي إليه بعد تحرير المدينة من مرتزقة (داعش)».
والمشلب هو أيضاً أول حي سيطرت عليه «قوات سوريا الديمقراطية» (فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن)، إثر دخولها الرقة في السادس من يونيو (حزيران).
وقال عمر علوش عضو مجلس الرقة المدني لوكالة الصحافة الفرنسية: «عاد أهالي المشلب إلى بيوتهم، ولكن المدينة لم تنظف بالكامل من الألغام» حتى الآن.
وأبلغت «قوات سوريا الديمقراطية»، وفق البيان، سكان المشلب بإمكان العودة «بعدما انتهت فرق نزع الألغام من تنظيف كامل الحي».
وحاول العديد من المدنيين إثر السيطرة على الرقة العودة إليها للاطمئنان إلى منازلهم، لكن «قوات سوريا الديمقراطية» كانت تمنعهم من دخولها بانتظار الانتهاء من نزع الألغام.
وقتل عدد من المدنيين ممن تمكنوا من التسلل إلى المدينة نتيجة انفجار ألغام.
وفرّ عشرات آلاف المدنيين من الرقة هرباً من المعارك الضارية التي شهدتها لأكثر من أربعة أشهر. وخلت المدينة تدريجاً من سكانها لتصبح فارغة تماماً قبيل سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» عليها. وتعاني المدينة حالياً من غياب كامل للبنية التحتية الأساسية.
وخلفت المعارك في الرقة دماراً كبيراً في المدينة التي بات من الصعب حتى التعرف على معالمها.
وفي الأحياء الواقعة على أطراف المدينة مثل حي المشلب، التي تمت استعادتها في بداية الهجوم، شاهد صحافيون لوكالة الصحافة الفرنسية، زاروا الرقة، منازل مدمرة وأخرى انهار سقفها أو خلعت أبوابها.
لكن المشهد بدا صادماً في وسط المدينة، حيث تحولت حارات بكاملها أنقاضاً، فلم يعد ممكناً التفريق بين منزل ومتجر.
وأعلنت لجنة إعادة الإعمار في مجلس الرقة المدني أنها أرسلت، الاثنين، إلى الرقة آخر دفعة من آليات إزالة الأنقاض التي تسلمتها من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال نائب رئيس لجنة إعادة الإعمار نظمي محمد إنه سيتم نقل الآليات إلى حي المشلب، موضحاً «بعد أن نتأكد من عدم وجود الألغام سنبدأ بعملية إزالة الأنقاض وفتح الطرقات».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.