توقيف قاصر أبدى استعداده لتنفيذ عملية إرهابية

مقتل لبناني إلى جانب «داعش» في العراق

TT

توقيف قاصر أبدى استعداده لتنفيذ عملية إرهابية

أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، لبنانياً يبلغ من العمر 16 عاماً، كان يتواصل مع تنظيم داعش في سوريا، وأبدى رغبته واستعداده لتنفيذ عملية انتحارية في لبنان، في حين تحدثت معلومات عن لبناني آخر قتل في العراق، أثناء قتاله إلى جانب التنظيم.
وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بيان أصدرته «شعبة العلاقات العامة»، أنه «في إطار عمليات الأمن الوقائي، من خلال متابعة ومراقبة النشاطات الإرهابية الجدية، التي تشكل خطراً حقيقياً على لبنان، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وفي مدينة طرابلس، من توقيف المدعو أ. م (مواليد عام 2001، لبناني)». وأشارت إلى أنه بالتحقيق معه، اعترف باعتناق فكر تنظيم داعش منذ نحو سنتين، حيث أخذ يتابع كثيراً من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات التابعة للتنظيم المذكور. كما اعترف بالتواصل مع عدد من كوادر التنظيم في سوريا واقتنع بفكرة «الجهاد»، وتنفيذ عمليات انتحارية لصالح «داعش»، ولهذه الغاية قام، من خلال شبكة «الإنترنت»، بتنزيل موسوعات حول كيفية صناعة المتفجرات، وكثير من الفيديوهات حول عمليات اغتيال سابقة تم تنفيذها من قبل عناصر «داعش».
واعترف الموقوف بأنه «قبل نحو أسبوع من تاريخ توقيفه، تواصل مع كادر في تنظيم داعش في سوريا، وأبدى له رغبته واستعداده لتنفيذ عملية انتحارية أو انغماسية في لبنان، على أن يتم توجيهه بهذا الشأن، وقد طلب من الكادر، في حال تعذر ذلك، مساعدته في الانتقال إلى داخل الأراضي السورية للقتال في صفوف داعش».
وأشارت «قوى الأمن الداخلي» إلى توقيفه قبل ورود الجواب على طلبه من القيادي الداعشي في سوريا، وأودع القضاء المختص.
في غضون ذلك، أعلن في طرابلس في شمال لبنان مقتل اللبناني «أبو عمر بيتية» أثناء قتاله إلى جانب تنظيم داعش في العراق.
وتحدثت معلومات من شمال لبنان عن أن بيتية، قتل قبل أكثر من شهر أثناء غارة شنها التحالف الدولي على مركز للتنظيم في العراق، إلا أنه تم إبلاغ عائلته بشكل رسمي الخميس.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.