الأمن المغربي يعتقل 6 مشتبه بهم في حادث إطلاق النار بمراكش

TT

الأمن المغربي يعتقل 6 مشتبه بهم في حادث إطلاق النار بمراكش

تمكن الأمن المغربي من حل لغز عملية الاغتيال، التي حدثت مساء أول من أمس في مقهى قرب محكمة الاستئناف بالحي الشتوي الراقي في مراكش، التي خلفت قتيلاً برصاصة في الرأس وجريحين.
وأشار بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني إلى اعتقال 6 أشخاص في الساعات الأولى من صباح أمس بالدار البيضاء يشتبه في مشاركتهم في تنفيذ العملية، كما أشار البيان إلى تحديد هوية الأمر بتنفيذ العملية، وهو شخص مبحوث عنه، ينشط في مجال غسل الأموال والاتجار الدولي في المخدرات والابتزاز، مضيفاً أن عمليات البحث ما زالت متواصلة لتحديد مكان وجوده بهدف توقيفه.
وأضاف البيان أن المعطيات الأولية للبحث، الذي ما زال متواصلاً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تشير إلى أن «تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية له علاقة مباشرة بشبكة إجرامية لها امتدادات في بعض الدول الأوروبية، وتنشط في مجال التهريب والاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية وغسل الأموال والابتزاز».
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن شخصين ملثمين دخلا إلى مقهى بالحي الشتوي، الذي يعتبر أحد أرقى أحياء مراكش السياحية، نحو الساعة الثامنة من مساء أول من أمس بالتوقيت المحلي، وأطلقا النار من مسدس أوتوماتيكي، ما أدى إلى مقتل شخص بإصابة مباشرة في عينه، وجرح شخصين آخرين جراء شظايا الأعيرة النارية، قبل أن يلوذا بالفرار على متن دراجة نارية.
وقال مصدر أمني إن الطريقة الاحترافية التي نفذت بها العملية تشير إلى أن القتيل كان مستهدفاً، الشيء الذي رجح منذ البداية فرضية أن يكون حافز الجريمة تصفية حسابات. وفي اللحظات التالية لتنفيذ العملية اتضح أن القتيل طالب في السنة السابعة من كلية الطب، يدعى حمزة الشايب، وهو ابن رئيس محكمة الاستئناف بمدينة بني ملال (وسط البلاد). أما الجريحان فيتعلق الأمر بنادل يشتغل في المقهى وفتاة من رواد المقهى، أصيبت إصابة خطرة في بطنها.
وأضاف المصدر أن شرطة التحقيقات القضائية بمراكش تحركت بسرعة، وقامت بعملية تمشيط واسعة في مدينة مراكش بحثاً عن الدراجة الهاربة، التي جرى خلالها توقيف عدد من المشتبه فيهم، قبل أن يتم اكتشاف موقع تخلي منفذي الجريمة عن دراجتهم. وأضاف المصدر أن رجال الأمن عثروا على الدراجة النارية وسلاح الجريمة وأعيرة نارية، وغيرها من الأدوات التي استعملت في تنفيذ الجريمة في مكان خالٍ قرب طريق مطار مراكش، مشيراً إلى أن منفذي العملية حاولوا التخلص من أدوات الجريمة عبر إحراقها.
وأوضح المصدر أن التحريات، التي مكنت حتى الآن من اعتقال 6 أشخاص بالدار البيضاء يشتبه في ضلوعهم في الجريمة، تتجه إلى أن الشخص الذي قتل في المقهى لم يكن هو المقصود بالعملية.
وأضاف المصدر أن «المهاجمين قتلوا حمزة الشايب عن طريق الخطأ لسبب بسيط هو أنه كان جالساً في المكان الذي يجلس فيه عادة مالك المقهى». وقال المصدر إن مالك المقهى الذي تم اعتقاله كان مهاجراً في هولندا قبل أن يعود للمغرب، ويستثمر في ذلك المقهى بمراكش. ولم يستبعد المصدر أن يكون منفذا العملية قاتلين مستأجرين قدما من الخارج، مشيراً إلى أن البحث لا يزال جارياً عليهما.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.