مصر: تشريع مقترح لـ«مكافحة الإرهاب» على مواقع التواصل الاجتماعي

TT

مصر: تشريع مقترح لـ«مكافحة الإرهاب» على مواقع التواصل الاجتماعي

تتجه الحكومة المصرية إلى فرض عقوبات مغلظة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في ترويج أفكار «إرهابية» أو التحريض على قوات الأمن، وذلك بحسب مشروع قانون تقدم به مجلس الوزراء إلى مجلس النواب، وبدأت اللجان المختصة في درسه بغرض إقراره وإدخاله حيز التنفيذ.
ووفق المسودة المقترحة فإنه «يعاقب بالسجن المشدد كل من أنشأ أو استخدم موقعاً على شبكات الاتصالات بغرض إنشاء كيان أو عصابة إرهابية، أو الترويج لأفكارها أو ارتكاب أعمال إرهابية أو لتبادل الرسائل أو إصدار التكليفات بين تلك الجماعات أو المنتمين إليها أو المعلومات المتعلقة بأعمال وتحركاتهم في الداخل أو الخارج أو تمويلهم بجمع أو تلقي الأموال، أو حيازة أو إمداد أو نقل أسلحة أو ذخائر أو مفرقعات».
وتفيد وزارة الاتصالات بأن عدد المصريين المشتركين في خدمات الإنترنت يتجاوز 35 مليون شخص، فيما تشير تقديرات مواقع متخصصة في متابعة شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن 28 مليون مصري يملكون حسابات على «فيسبوك».
ويقول أمين سر لجنة الاتصالات بمجلس النواب أحمد زايد لـ«الشرق الأوسط»، إن «الهدف الأساسي من مشروع القانون تجريم إنشاء صفحات التحريض ضد قوات الجيش والشرطة»، مشيراً إلى أن تلك المشكلة «لا تختص بها مصر وحدها ولكنها أصبحت أزمة عالمية، في ظل استخدام تنظيمات متطرفة لـ(سوشال ميديا) في تجنيد العناصر ونقل الخبرات القتالية لهم».
وأضاف زايد: «بشكل رئيسي سنعمل على أن يردع القانون الأشخاص، والجماعات، والدول التي تُحرض على العنف والإرهاب خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي، وكذلك محاولة منع وصول المحتوى المعلوماتي عن طرق إعداد المتفجرات أو استخدام الأسلحة، فضلاً عن معاقبة من يتداوله».
وبشأن المخاوف الحقوقية المتعلقة باستخدام القانون في حجب مواقع ذات طابع معارض، أكد زايد أن «الحريات مسألة مصونة بنص الدستور، الذي يلتزم به نواب البرلمان، ولا يستهدف القانون تقييد الأصوات المعارضة بأي حال».
وتمثل مواقع التواصل الاجتماعي هاجساً دائماً لدى مسؤولين رسميين، وغالباً ما يُتهم بعض مستخدميها بنشر الفوضى. وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، إن «موقعي (فيسبوك) و(يوتيوب) وغيرهما من المواقع المستخدمة في بث أخبار للتواصل بين الإرهابيين سيتم مراقبتها جيداً في ظل حالة الطوارئ»، وكان ذلك في أعقاب تفجيرين متزامنين استهدفا كنيستين في الإسكندرية وطنطا وأوقعا عشرات الضحايا.
ويشرح الخبير في نظم المعلومات محمد مصطفى لـ«الشرق الأوسط» أن «المحاسبة على الجرائم التي ترتكب في فضاء إلكتروني، يجب أن تراعي مسألة التحديد الدقيق لمرتكب المخالفة، وهو ما يمكن من الناحية التقنية إثباته»، مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي «باتت أكثر تدقيقاً في منح الحسابات للمستخدمين وفق آليات تراعي التوثيق».
ولفت مصطفى إلى أن حجب مواقع تصنيع المتفجرات «مسألة معمول بها في كثير من دول العالم». لكنه أضاف أنه فيما يتعلق بمواقع التواصل «فليس هناك إمكانية لحجب أو وقف حساب لشخص بعينه ممن ارتكب أحد الجرائم التحريضية»، مؤكداً أن «تفشي المواد الإرهابية حول العالم دفع مواقع السوشيال ميديا الكبرى إلى مزيد من المرونة وتعديل قواعد الاستخدام لإغلاق حسابات دعم الإرهابيين، الأمر الذي يحتاج إلى أن يراعي المشرّع لقانون الجريمة الإلكترونية خلق آلية رسمية بين الحكومة المصرية والمواقع ذات الصلة للإبلاغ عن الحسابات التحريضية، وفق الضوابط المعمول بها دولياً».
ودلل الخبير التقني على إمكانية التنسيق بين إدارات المواقع والسلطات الرسمية، بالإجراءات الأخيرة التي أقدم موقعا «فيسبوك» و«تويتر» عليها لمراجعة حسابات حشد التصويت في الانتخابات الأميركية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.