حضرت مجموعة من السعوديات والخليجيات، مساء أول من أمس، أول لقاء ينظمه النادي الثقافي النسوي بمدينة الدمام الذي أطلقه صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة، ليكون هذا النادي بمثابة الملتقى الشهري للمهتمات بالثقافة والفلسفة، ومصدراً لنشر الفنون وتعليم الموسيقى.
وتناولت أولى أمسيات النادي القيم المجتمعية التي شوهت مفهوم الأنوثة في العالم العربي، وأثرت على تشكيل الصورة النمطية للأنثى. إذ رأت أمينة نصيري، وهي باحثة إماراتية في الوعي الإنساني، أن «الأنوثة بعيدة كل البعد عن البرمجيات العربية»، مضيفة: «أتمنى من كل امرأة أن ترجع إلى نفسها وذاتها».
وشاركت في الأمسية الدكتورة بدرية البشر، وهي روائية وإعلامية سعودية، التي افتتحت حديثها بسؤال الحضور: «من منكن شعرت بالخسارة؟»، مضيفة: «هذا السؤال تطرحه المرأة اليوم على نفسها، فالمرأة الناجحة والمثقفة تشعر بالخسارة في وقت من الأوقات، مع ما نعيشه اليوم من عصر الحكمة واليقظة».
وقالت البشر: «المرأة منذ ولادتها تربت على قيم ذكورية، بما في ذلك التشجيع على القوة والنجاح والمنافسة، والإعلام أيضاً يطرح صورة المرأة القوية... صحيح أن جميعنا نحب القوة والتفكير والتخطيط، ولكن هناك شيئاً واحداً نسيناه، وهو أن هذه الطاقة الذكورية رسمت قواعد العمل والدراسة وكل شيء، وتناست أن هناك طاقة أنثوية تمتلك المقومات ذاتها».
ولفتت إلى أنها بعد قراءة متعمقة في مفهوم الأنوثة، وجدت أن أدبيات الطاقة الأنثوية تعتمد على فلسفة الماء، فالماء لا يتصادم، وهذه هي القوة الناعمة.
وأشارت إلى أن المرأة بعد كل هذه النجاحات، صارت تحتاج إلى هذه المراجعة، وتحتاج إلى أن تستقر وتبحث بعمق عن معنى الأنوثة، وكيف تقوم على مبدأ الأخذ بدل العطاء، والتفويض، وأمور أخرى.
وتساءلت البشر: «من ناحية أخرى، هل من الممكن أن نشهد تمكيناً للمرأة التي لا تعرف من هي وما المساحة التي تستحق أن تشغلها؟»، لتجيب: «نحن النساء تورطنا بصورة خاطئة في معنى الأنوثة، فالأنثى تعتقد أنها قوية كلما امتلكت كثيراً من الصفات الذكورية، صحيح أن الطاقة الذكورية هي طاقة قوة ونحتاجها في العمل، لكن توسع الطاقة الذكورية على حساب الطاقة الأنثوية أمر خاطئ».
وعرضت حليمة مظفر، وهي كاتبة وإعلامية سعودية، عدداً من النماذج التي تشكل الوعي المغلوط عن الأنوثة، مؤكدة أن بعض السيدات يخجلن من ذكر أعمارهن، أو إظهار الشعر الأبيض، لكن الأنوثة ليس لها مدة صلاحية تنتهي بها، الأنوثة الحقيقية هي مجموعة من القيم والأخلاقيات.
ومن جهتها، أوضحت هناء الزهير، نائب الأمين العام لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة، هدف إقامة هذه النادي الثقافي: «وجدنا أن أفضل لغات التخاطب هي لغة الثقافة والفن والحضارة، وكل شيء يصل إلى قلب المرأة»، وأضافت أن الأنوثة موضوع شيّق وجميل، لذا فضلنا افتتاح النادي في نقاشها، ونسعى أن نطرح كل شهر موضوع يتناول جانباً فنياً أو فلسفياً أو مجالات أخرى جديدة.
وأفصحت الزهير أن عدد المسجلات في النادي الثقافي تجاوز 500 سيدة، مشيرة إلى أن هذا النادي ينطلق مع قرب دخول صندوق الأمير سلطان عامه العاشر، وتابعت: «بعد هذه السنين، اكتشفنا أن المحاضرات والدورات لا تجدي نفعاً، فالسيدة صارت تبحث عن الحوار الثقافي، وهو ما نحاول تقديمه الآن».
وامتدت الأمسية إلى العاشرة مساء، وتخللتها موسيقى شرقية قدمتها العازفة السعودية ابتسام الحويدر برفقة آلة العود، ونظيرتها أبرار زينل برفقة الغيتار. وكشفت الزهير أن خطة النادي الثقافي تضم تقديم دروس لتعليم الموسيقى للفتيات الراغبات بذلك، وهو ما سيتم البدء فيه خلال الأسبوع المقبل.
يذكر أن صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة هو مؤسسة سعودية غير ربحية، مقره مدينة الدمام، ويركز جهوده لتنمية المرأة السعودية، والارتقاء بها إلى مستويات عالية في الأداء، باعتبارها الركيزة الأساسية لتطوير المجتمع والنهوض به، وذلك عبر الإلمام باحتياجاتها، والعمل على تسخير الطاقات الممكنة لها.
8:18 دقيقة
السعودية: نادٍ «نسوي» يطرح قضايا ثقافية ويعلم الموسيقى
https://aawsat.com/home/article/1069626/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8D-%C2%AB%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%C2%BB-%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%AD-%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89
السعودية: نادٍ «نسوي» يطرح قضايا ثقافية ويعلم الموسيقى
أطلقه صندوق الأمير سلطان وأولى فعالياته ناقشت مفهوم «الأنوثة»
- الدمام: إيمان الخطاف
- الدمام: إيمان الخطاف
السعودية: نادٍ «نسوي» يطرح قضايا ثقافية ويعلم الموسيقى
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة