عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، استقبل رامي طهبوب، سفير فلسطين لدى الكويت، حيث قدم السفير شكره للغانم على مواقفه المشرفة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، التي كان آخرها المداخلة التي قدمها في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في سانت بيترسبورغ. ومن جهته، أكد الغانم أن فلسطين وقضيتها ستبقى الشغل الشاغل للكويت، وأنها ستعمل من أجل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
> الدكتور علي بن ناصر الغفيص، وزير العمل والتنمية الاجتماعية في السعودية، التقى في مقر الوزارة بمدينة الرياض رئيسة بعثة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي، ميشيل آليو ماري، والوفد المرافق لها. وأطلع الغفيص الوفد على البرامج والمبادرات التي تعمل عليها الوزارة، الهادفة إلى تطوير وتنظيم سوق العمل في المملكة، حيث أجاب الوزير ومسؤولو الوزارة على استفسارات الوفد.
> مروان حمادة، وزير التربية والتعليم العالي في لبنان، حضر ورشة عمل عن «تطوير تعليم التاريخ في لبنان في التعليم العام ما قبل الجامعي»، نظمها المركز التربوي للبحوث والإنماء، بالشراكة مع المركز الثقافي البريطاني ومعهد المواطنة وإدارة التنوع في مؤسسة «أديان». وقال الوزير، في كلمته، إنه «لا يجوز أن نعبر هذه المرحلة من دون منهج لكتاب التاريخ الموحد يكون نواة للاجتماع اللبناني، ووسيلة لتنشئة المواطن الواعي المدرك لتاريخه، مهما كان هذا التاريخ موجعاً أو حساساً أو مشرقاً».
> هاتون ديميرير، السفيرة التركية لدى البحرين، أقامت احتفالية بمناسبة العيد الوطني التركي، وأكدت في كلمتها على اعتزاز تركيا بعلاقاتها المتميزة مع البحرين، لافتة إلى أن زيارة ملك البحرين إلى أنقرة العام الماضي، وزيارة الرئيس التركي إلى المنامة فبراير (شباط) الماضي، تعدان تجسيداً ملموساً لهذه الإرادة السياسية المشتركة.
> تركي بن ناجي العلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النيجر، استقبل في مكتبه بالسفارة السفير الإسباني المعين حديثاً لدى جمهورية النيجر، ريكاردو مورسولا. ورحب السفير العلي بالسفير مورسولا، متمنياً له طيب الإقامة والتوفيق والنجاح في عمله الجديد، فيما تبادل السفيران الأحاديث الودية والتطرق إلى العلاقات التي تربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا، وما يخدم علاقات البلدين في النيجر.
> الشيخ عزام مبارك الصباح، سفير الكويت في المنامة، بحث خلال لقائه مع نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام، سبل دعم وتعزيز التعاون الإعلامي الذي يشهد المزيد من التطور والازدهار. وأعرب الحمر عن اعتزازه بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات البحرينية الكويتية، وبجهود السفير الكويتي في تطوير هذه العلاقات الوطيدة، خصوصاً في الشأن الإعلامي. ومن جانبه، أكد السفير عمق العلاقات والصلات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.
> إبراهيم سالم العلوي، قنصل عام الإمارات في ساوباولو، التقى جواو دوريا، عمدة بلدية ساوباولو، وذلك في مقر البلدية. وأثنى عمدة البلدية خلال اللقاء على متانة العلاقات بين دولة الإمارات والولاية، مشيداً بأهمية وجود قنصلية للإمارات في الولاية، إذ إن 90 في المائة من كبرى الشركات البرازيلية لها أفرع بها. ومن جهته، أكد القنصل أن العمل الجماعي والمشترك بين الجانبين وكبرى الشركات من شأنه أن يعزز جذب الاستثمارات، وينمي التبادل التجاري بين الجانبين.
> الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، استقبل تورال رضاييف، سفير أذربيجان في القاهرة، الذي قال إن ثقافة الوسطية والتسامح التي ينشرها الأزهر تتفق مع ثقافة الشعب الأذربيجاني، وهو ما يدفع أذربيجان لتعزيز التعاون مع الأزهر في مختلف المجالات العلمية والتعليمية. ومن جهته، أشار الطيب إلى أن الأزهر الشريف حريص على التعاون مع دول العالم الإسلامي في مختلف المجالات العلمية والدعوية، بما يخدم كل المسلمين في العالم.
> الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة في الإمارات، افتتح فعاليات المؤتمر العالمي للطاقة الشمسية ومؤتمر التدفئة والتبريد بالطاقة الشمسية 2017. ويشارك في المؤتمر خبراء وممثلون عن القطاعات العلمية والأكاديمية والمالية والحكومية والخاصة حول العالم، لتسليط الضوء على أحدث التطورات والابتكارات في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة.
> سميح طبيلة، وزير النقل والمواصلات الفلسطيني، استقبل حيدر رشيد أغانين، سفير روسيا لدى فلسطين، وأعرب الوزير عن اعتزازه بعمق ومتانة الترابط التاريخي المستمر بين البلدين الصديقين، وعن تقديره للجهود الروسية الحثيثة الداعمة لقضايا الشعب الفلسطيني. وبدوره، أكد السفير الروسي دعم بلاده الواضح نحو إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة وتمكين الحكومة في تسلم مهامها بالكامل.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)