الاستثمارات النفطية تنمو بين 5 و6 % في 2017

TT

الاستثمارات النفطية تنمو بين 5 و6 % في 2017

توقعت مصادر راصدة لحركة الاستثمارات النفطية نمواً تراوحت نسبته بين 5 و6 في المائة خلال 2017، في موازاة تماسك الأسعار وتحسنها بفضل اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة «أوبك»، بالتعاون مع روسيا. وأكد هذه التوقعات مصدر مطلع في وكالة الطاقة الدولية.
يذكر أنه خلال 2105 و2016 هبطت استثمارات الاستكشاف والحفر والإنتاج بنسبة وصلت إلى 45 في المائة. فبعدما كانت تلك الاستثمارات 800 مليار دولار في 2014، تراجعت إلى 433 ملياراً في 2016، وفقاً لدراسات الوكالة الدولية.
وأكد محللون أن ذلك الهبوط في رؤوس الأموال المستثمرة في مدى سنتين متتاليتين «لم يكن له مثيل في الخمسين سنة الماضية»، وجاء إثر هبوط سعر البرميل من 100 دولار في 2014 إلى نحو 30 دولاراً بداية 2016. وفي مقارنة مع ما حصل في 1986، يؤكد المحللون أن «دورة الهبوط خلال العامين الماضيين كانت أكثر عنفاً».
ولم يقتصر الأمر على خفض توظيف الرساميل، بل عملت شركات نفطية عالمية منذ 2014 على خفض الإنفاق على طول خطوط العمليات والتشغيل للحفاظ على عائدات مقبولة لمساهميها، كما تركزت جهود كثيفة على خفض كلفة الإنتاج بنسب وصلت إلى 40 في المائة بهدف تحقيق توازن في ميزانياتها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، ذكرت شركة «بي بي»، أمس، أنها حققت «توازناً في تدفقاتها النقدية، في الوقت الذي يؤتي فيه خفض التكاليف - الذي استمر لسنوات - ثماره»، وأضافت أنها بدأت 6 مشاريع ضخمة منذ بداية 2017 بعدما تحسنت الأرباح.
فبعد سنتين من التقشف وضبط الإنفاق، يبدو أن المشهد يتغير بحسب تقارير وكالة الطاقة الدولية، وبدأت شركات تقطف ثمار تقليل التكاليف. فبعض المشاريع في كندا التي كانت تحتاج قبل 5 سنوات إلى برميل بسعر 80 دولاراً لتحقيق جدوى استثماراتها، تستطيع الآن الإنتاج والربح عند برميل بسعر 50 دولاراً فقط، علماً بأن أسعار اليوم تدور حول 60 دولاراً. وعاد النمو إلى الاستثمارات في الولايات المتحدة التي تتميز بسوق تمويل متطور ومرن يجذب الممولين، خصوصاً إلى مشاريع الغاز والنفط الصخريين. إذ يشير مستثمرون في هذا القطاع إلى أنه أثبت «قدرة نسبية على التأقلم في ظل أسعار منخفضة، فعدة أشهر أو حتى عدة أسابيع تكفي للحصول على إنتاج من أحواض أو حقول يجدي الضخ منها بالأسعار الحالية للبرميل، مقابل مرونة أقل بكثير في مشاريع أوفشور برازيلية أو روسية قد تحتاج إلى جهود تستمر سنوات لتستطيع الإنتاج».
وتتوقع الوكالة زيادة في الإنتاج الأميركي في الأشهر المقبلة لتعويض النقص الناجم من خفض إنتاج دول «أوبك» وروسيا، ما يعني أن «الأسعار ستبقى ملجومة» عند المستويات الحالية، بحسب المتشائمين.
لكن منظمة «أوبك» غير قلقة من زيادة الإنتاج الأميركي وتدفق إمداداته إلى السوق الدولية، وذلك وفقاً لتصريحات من أمانتها العامة صدرت في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، التي أشارت فيها إلى أن الاستثمارات في النفط الصخري الأميركي زادت بنحو 60 مليار دولار في عامي 2015 و2016، لكن هذه الاستثمارات انخفضت بشكل حاد إلى 6 مليارات فقط في 2017.
وتعترف المنظمة بأن منتجي النفط الصخري يعملون «بشكل جيد على رفع الكفاءة وتعديل الاستراتيجيات ونماذج الأعمال»، وتدعوهم إلى مشاركة «أوبك» والمنتجين والمستقلين في تحمل «المسؤولية المشتركة» تجاه استعادة الاستقرار في أسواق النفط.


مقالات ذات صلة

النفط يرتفع بدعم من نمو نشاط الصناعات التحويلية في الصين

الاقتصاد حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)

النفط يرتفع بدعم من نمو نشاط الصناعات التحويلية في الصين

ارتفعت أسعار النفط، اليوم (الثلاثاء)، في آخر تعاملات نهاية العام، بعد أن أظهرت بياناتٌ نموَّ نشاط الصناعات التحويلية في الصين خلال ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.