«السياحة» لـ «الشرق الأوسط»: الجمعيات المهنية ستلغي الاحتكار

أكدت أن قرار مجلس الوزراء نقلة نوعية في دعم الإطار المؤسسي للسياحة الوطنية.. وآلية لتمثيل رأي المستثمرين دون تمييز

تفاؤل في السعودية بإسهام الجمعيات في تطوير مهنة الإرشاد السياحي («الشرق الأوسط»)
تفاؤل في السعودية بإسهام الجمعيات في تطوير مهنة الإرشاد السياحي («الشرق الأوسط»)
TT

«السياحة» لـ «الشرق الأوسط»: الجمعيات المهنية ستلغي الاحتكار

تفاؤل في السعودية بإسهام الجمعيات في تطوير مهنة الإرشاد السياحي («الشرق الأوسط»)
تفاؤل في السعودية بإسهام الجمعيات في تطوير مهنة الإرشاد السياحي («الشرق الأوسط»)

على خلفية قرار مجلس الوزراء السعودي القاضي بالموافقة على نظام الجمعيات السعودية المهنية السياحية لمرافق الإيواء السياحي والمرشدين السياحيين والسفر والسياحة، أكد الدكتور فيصل الفاضل مدير عام الإدارة القانونية بالهيئة العامة للسياحة والآثار، لـ«الشرق الأوسط»، أهمية الجمعيات المهنية السياحية في تفعيل دور القطاع الخاص في تنظيم الأنشطة السياحية وتطويرها، وتحويل مفهوم المنافسة غير العادلة إلى مفهوم التعاون والتكامل، وضمانا لحماية النشاط من سيطرة الكبار، وإتاحة الفرصة للمستثمرين كافة بشكل منصف وعادل.
وقال مدير عام الإدارة القانونية بالهيئة العامة للسياحة والآثار، «نظرا للدور الرئيس الذي يمكن أن يسهم به القطاع الخاص في تنمية السياحة الوطنية، قامت الهيئة في مرحلتها التأسيسية بدراسة الإطار النظامي والتنظيمي المناسب لهذه الشراكة، وقد اطلعت في سبيل ذلك على عدد من التجارب العالمية والمتميزة في هذا المجال، وكان من نتائج تلك الدراسات أن أوصت الاستراتيجية العامة المقرة بقرار مجلس الوزراء قبل عقد من الزمن، بأهمية إنشاء جمعيات مهنية سياحية تساند الدولة في تنظيم الأنشطة والمهن السياحية وتطويرها».
وأضاف «قامت الهيئة مع القطاع الخاص ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة الشؤون الاجتماعية، بإعداد مشاريع تنظيمية لثلاث جمعيات مهنية تشكل اللبنة الأساسية لبناء السياحة الداخلية وتطويرها، متمثلة في تنظيم الجمعية السعودية لمرافق الإيواء السياحي، وتنظيم الجمعية السعودية للسفر والسياحة، وتنظيم الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، وجرى إقرارها من مجلس إدارة الهيئة قبل خمس سنوات، ورُفعت للمقام السامي الكريم في حينه، ودُرست هذه المشاريع في هيئة الخبراء بمشاركة جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة، وطوّرت، ومن ثم جرى إقرارها من قبل مجلس الوزراء الموقر يوم الاثنين الماضي».
وتأتي تلك التحركات في الوقت الذي وافق فيه مجلس الوزراء في جلسته التي ترأسها نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الاثنين الماضي، في قصر السلام بجدة، على تنظيم الجمعية السعودية لمرافق الإيواء السياحي، وتنظيم الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، وتنظيم الجمعية السعودية للسفر والسياحة.
وجاء في نص القرار أنه «بعد الاطلاع على ما رفعه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وافق مجلس الوزراء على تنظيم الجمعية السعودية لمرافق الإيواء السياحي، وتنظيم الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، وتنظيم الجمعية السعودية للسفر والسياحة».
وبالعودة إلى مدير عام الإدارة القانونية بالهيئة العامة للسياحة والآثار، بيّن الفاضل أن دور هذه الجمعيات كفيل بتوحيد قناة التواصل بين القطاع الخاص والجهات الحكومية وفق منهج واضح وآلية تكفل تمثيل رأي جميع الممارسين وليس فئة منهم فقط، بالإضافة إلى مساعدة الهيئة في تطبيق أنظمتها على الممارسين كافة للنشاط، والمساعدة في حل الخلافات والنزاعات التي قد تنشأ بين الممارسين قبل تصعيدها للجهات الحكومية المختصة أو الجهات القضائية.
وأوضح أن هذه التنظيمات الثلاثة تضمنت أن يكون لكل جمعية شخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة، تعمل تحت إشراف الهيئة ومقرها الرئيس مدينة الرياض، ولها فروع ومكاتب داخل السعودية، كما حددت هذه التنظيمات أهداف كل جمعية وكيفية الانضمام إليها، كما اشتملت أيضا على اختصاصات وصلاحيات الجمعية العمومية ومجلس إدارة الجمعية واختصاصاته، وصلاحياته وطريقة تشكيله، وكذلك الجهاز التنفيذي للجمعية ومهامه وصلاحياته، كما تضمنت تنظيم إيرادات الجمعية ومصروفاتها، والجهاز الرقابي، ومهامه، بالإضافة إلى أحكام ختامية تتعلق بسريان هذه التنظيمات وبداية ونهاية السنة المالية للجمعية وكيفية حلها.
وعدّ الفاضل أن هذه التنظيمات الثلاثة تأتي في إطار اهتمام الهيئة الكبير بتعزيز البنية النظامية للسياحة الوطنية وأهمية مواكبة التطورات والمستجدات لصناعة السياحة التي تتصف بالديناميكية والتطور السريع، كما تمثل آلية تنظيمية جديدة تعزز الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص في تنمية السياحة الوطنية، وتدفع بخطوة كبيرة إلى الأمام في دعم القطاع الخاص لبناء وتطوير قدراته في الأنشطة والمجالات السياحية، ومن المتوقع أن تحقق هذه الجمعيات نقلة نوعية في دعم الإطار المؤسسي لقطاع السياحة الوطنية، خصوصا إذا ما أحسن القطاع الخاص الاستفادة منها، والعمل على تحقيق الأهداف التي أنشئت هذه الجمعيات من أجلها.

* منظمو الرحلات: جمعيتنا المهنية حلم تحقق.. وسنعلن خططها قريبا
* ما إن أعلن في السعودية الموافقة على نظام الجمعيات السعودية المهنية السياحية منتصف الأسبوع الجاري، إلا وظهرت الأصوات المستبشرة والمؤيدة لهذا القرار، والتي جاءت على لسان عدد من المستثمرين في القطاع السياحي، الذين أكدوا بدورهم أن هذا النظام يؤسس لنقلة غير مسبوقة لقطاع السفر والسياحة، والمتمثلة في إنشاء هذه الجمعيات المهنية التي تعد الأولى من نوعها على مستوى البلاد. فمن جهته، عد حافظ الجهني، عضو اللجنة الاستشارية لمنظمي الرحلات، أن القرار يصبّ في مصلحة تنمية السياحة الوطنية، موضحا أن تلك الجمعيات ستسهم في تطوير مهنة الإرشاد السياحي وتنظيم الرحلات ووكالات السياحة والارتقاء بالخدمات السياحية المقدمة للسائح، مبينا أن الجمعية السعودية للسفر والسياحة ستسهم في تطوير مجال تنظيم الرحلات وفتح آفاق أرحب للتعامل الرسمي والقانوني السهل والمباشر بعيدا عن الروتين، والإشراف على هذا القطاع وتطوير الخدمات السياحية في كافة المناطق السعودية.
في حين قال ناصر الغيلان، أحد منظمي الرحلات السياحية في السعودية: «كنا ننتظر إقرار نظام الجمعيات السعودية المهنية السياحية على أحر من الجمر، ومنذ أكثر من عامين والنقاشات مستمرة في هذا الشأن بين أغلب العاملين في القطاع السياحي، سواء منظمي الرحلات أو المرشدين السياحيين أو وكالات السياحة ودور الإيواء، وكنا نتحدث مع الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة، عن الجمعيات المهنية، وتحمس للأمر، وتدخّل وبذل جهودا كبيرة وواضحة انتهت بإقرار نظام الجمعيات». أما اعتماد المسعري، عضو اللجنة الاستشارية لمنظمي الرحلات، فذكرت أنها نادت منذ فترة طويلة بإيجاد جمعيات مهنية سياحية في السعودية، مشددة على أن الجمعيات ستسهم في تطوير السياحة الوطنية والإيواء السياحي والمرشدين ومنظمي الرحلات والوكالات السياحية، عبر التأهيل والتطوير والتدريب والإشراف والرقابة.



«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
TT

«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)

أعلنت «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية، الخميس، إيقاف قاض وكاتب عدل وضباط وموظفين في جهات حكومية وخاصة بعد مباشرتها عدة قضايا جنائية خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن العمل جارٍ لاستكمال الإجراءات النظامية بحق مرتكبيها.

وأوضحت الهيئة في بيان، أنه جرى بالتعاون مع وزارة العدل، القبض على قاضٍ بمحكمة عامة لحظة تسلمه مبلغ 670 ألف ريال من أصل مليون ريال مقابل إنهاء قضية منظورة لمواطن بشأن نزع مالي بقيمة 19 مليون ريال بمساعدة قاضٍ آخر يعمل بالمحكمة ذاتها «تم إيقافه»، كذلك كاتب عدل ومواطن لحصولهما على 4 ملايين و461 ألفاً و500 ريال لإفراغ أرض بطريقة غير نظامية.

وأشارت إلى إيقاف موظف بكلية صناعية لاستيلائه على مكافآت شهرية عائدة لطلاب منتهية علاقتهم بها بلغت قيمتها مليوناً و492 ألفاً و72 ريالاً من خلال قيامه بالتلاعب في كشوفات الصرف بإضافة حسابات بنكية لأقاربه ومعارفه، واشتراكهم معه مقابل حصولهم على نصف المبلغ، وموظف بشركة متعاقدة مع هيئة حكومية لحظة تسلمه 150 ألف ريال من مالك كيان تجاري متعاقد مع الشركة بمشروع صيانة تابع للهيئة مقابل صرف مستحقات مالية بمبلغ يفوق 800 ألف ريال.

وأضافت الهيئة أنه تم بالتعاون مع وزارة الداخلية، القبض على ضابط برتبة رائد يعمل بـ«مديرية السجون» لحظة تسلمه 60 ألف ريال من أصل 100 ألف ريال من وكيل موقوف أجنبي بسجن الإبعاد مقابل إطلاق سراحه وعدم إبعاده، وضابط صف بمركز شرطة لحصوله على 100 ألف ريال من مقيمين لحفظ قضيتهم وعدم إحالتها للنيابة العامة، وموظف سابق بالأحوال المدنية لتسلمه 20 ألف ريال لإصدار تعميد لكيان تجاري بالشراء المباشر بطريقة غير نظامية، وضابط صف يعمل بالدوريات الأمنية لاستيقافه مقيماً والاستيلاء على 30 ألف ريال.

ونوّهت بإيقاف موظفين اثنين يعملان بأمانة محافظة لحصولهما على 15 ألف ريال من مواطن «وسيط - تم إيقافه» لإنهاء إجراءات معاملة إصدار شهادة إشغال موقع يملكه رجل أعمال «تم إيقافه»، وعمدة حي لحظة تسلمه 800 ريال للتصديق على نموذج كفالة لمواطن، وموظف بـ«هيئة المواصفات» لحظة تسلمه 6 آلاف ريال لإنهاء إجراءات معاملة بطريقة غير نظامية، وموظف بإحدى الهيئات الملكية لإصداره خطاباً من بلدية موجهاً لمحكمة عامة يتضمن معلومات غير صحيحة تثبت ملكيته لعقار، وترتب على ذلك صدور صك لصالحه بذلك.

وبيّنت أنه جرى بالتعاون مع رئاسة أمن الدولة، إيقاف موظف يعمل بقوات الأمن الخاصة لاستيلائه على أجهزة حاسب آلي وملحقاتها من مقر عمله، كما تم بالتعاون مع «وزارة الشؤون الإسلامية»، إيقاف موظف يعمل بالوزارة لتلاعبه في مسيرات رواتب المتعاقدين لاختلاس مبالغ مالية من خلال إضافة حسابات بنكية لأقارب زميل يعمل معه «تم إيقافه» بغرض التمويه عن مصدرها واقتسام المبالغ بينهما.

وأكدت الهيئة استمرارها في رصد وضبط كل من يتعدى على المال العام أو يستغل الوظيفة لتحقيق مصلحته الشخصية أو للإضرار بالمصلحة العامة ومساءلته حتى بعد انتهاء علاقته بالوظيفة؛ كون جرائم الفساد المالي والإداري لا تسقط بالتقادم، مشددة على مضيها في تطبيق ما يقتضي به النظام بحق المتجاوزين دون تهاون.