بروكسل: اعتقالات جديدة على خلفية خطط لهجمات إرهابية

TT

بروكسل: اعتقالات جديدة على خلفية خطط لهجمات إرهابية

نفذت الشرطة البلجيكية صباح أمس الاثنين حملة مداهمات شملت منازل عدة في بلديات ببروكسل، ومنها مولنبيك ولاكن وآندرلخت، وهي بلديات معروفة بغالبية سكانها من المهاجرين من ذوي الأصول العربية والإسلامية. وأسفرت الحملة عن اعتقال أربعة أشخاص للاشتباه في تورطهم بتقديم مساعدة وتوفير الحماية لأشخاص تورطوا في عمليات إرهابية.
ومن بين من يُزعم أنهم حصلوا على المساعدة أيوب الخزاني صاحب المحاولة الفاشلة لتنفيذ هجوم على قطار تاليس الذي كان في طريقه من هولندا إلى فرنسا عبر بلجيكا في أغسطس (آب) 2015، وأيضا المساعدة لعبد الحميد أباعود القيادي الذي تعتبره سلطات التحقيق في كل من بروكسل وباريس أحد أبرز من شاركوا بالتخطيط لهجمات إرهابية في فرنسا وبلجيكا، والذي تمكن فترة من الاختباء بعيداً عن أعين الشرطة.
وقالت وسائل الإعلام في بروكسل إن من بين المعتقلين شخصا يدعى محمد وآخر يدعى يوسف لديهما علاقة سابقة بالتحقيقات التي تجرى على خلفية تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وفي بروكسل مارس (آذار) من العام الماضي.
وقالت السلطات إنه لم يتم العثور على أسلحة أو متفجرات أثناء عمليات المداهمة. وكان أيوب الخزاني قد حاول باستخدام سلاح كلاشينكوف في أغسطس 2015 لتنفيذ هجوم على قطار أوروبي توقف في بروكسل في رحلته من هولندا إلى فرنسا، ولكن ثلاثة من الجنود الأميركيين كانوا في عطلة في أوروبا نجحوا في السيطرة عليه قبل تنفيذ مخططه. وأفادت التحقيقات بأن الخزاني وبرفقته عبد الحميد أباعود عادا عبر طريق الفارين من الصراع في سوريا وقد تمكنا من الوصول إلى المجر ومنها إلى بلجيكا وتمكنا من الاختفاء في بروكسل في أماكن عدة قبل تنفيذ الهجوم على تاليس.
ولعب كل من يوسف ومحمد اللذين اعتقلتهما الشرطة صباح أمس الاثنين دوراً في توفير أماكن الاختباء لكل من أيوب وأباعود، كما سبق للشاب محمد أن ذهب في صيف 2015 إلى محل لتجارة الأسلحة في بلدية وافر القريبة من بروكسل واشترى 14 خزنة طلقات لسلاح كلاشينكوف ربما جرى استخدامه في هجمات باريس 2015، كما كان محمد صديقاً لشخص يدعى خالد البكراوي أحد الأشخاص الذين شاركوا في تفجيرات بروكسل مارس من العام الماضي.
أما يوسف فقد جرى إدانته في عدة قضايا تتعلق بسرقات في 2009 وكان معه خالد البكراوي الذي فجر نفسه في هجمات بروكسل التي أودت بحياة 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين. كما كان أباعود قد اختبأ لفترة من الوقت قفي بلجيكا قبيل سفره من مدينة شارلوا البلجيكية إلى فرنسا قبل وقوع هجمات نوفمبر في العاصمة الفرنسية. وتعتقد السلطات الفرنسية للتحقيق أن أباعود هو من أرسل الخزاني لتنفيذ هجوم تاليس كما لعب دوراً هاماً في التخطيط لتنفيذ هجمات باريس وكانت السلطات أعلنت بعد أيام قليلة من الهجمات عن العثور على جثة أباعود داخل شقة في حي سانت دوني في باريس بعد مداهمة السلطات الأمنية للمسكن في إطار البحث عن أشخاص لهم علاقة بالتفجيرات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصاً.
ويأتي ذلك بعد أن أظهرت عواصم أوروبية رغبتها في التمسك باستمرار الإجراءات اللازمة لمراقبة الحدود في انتظار توفر ضمانات أمنية تكفي لإلغاء تلك الإجراءات. وقال رئيس الوزراء السويدي سنيفان لوفن إن إجراءات مراقبة الحدود داخل الاتحاد الأوروبي ستستمر طالما أنه ليس هناك من «ضمانات أمنية» مؤكدة تدفع باتجاه إلغاء تلك الإجراءات. وجاء ذلك بعد أن وافق البرلمان الأوروبي أواخر الأسبوع الماضي على قرار يقضي بتزويد الدول الأوروبية في فضاء شنغن نظاماً معلوماتياً موحداً لتسريع عمليات التدقيق على حدودها الخارجية، ولتحسين سبل مكافحة الإرهاب.
واهتمت وسائل الإعلام في بروكسل بتصريحات صدرت عن عواصم أوروبية في هذا الصدد، ومنها أنه وخلال كلمة ألقاها في جامعة أوبسالا (50 كلم شمال العاصمة ستوكهولم) حول نظرته لمستقبل أوروبا، أعلن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن أن إجراءات التدقيق والمراقبة على الحدود داخل الاتحاد الأوروبي لن تتوقف «طالما لم نستطع حتى الآن ضمان الأمن والنظام» في أوروبا.
وعادة، لا تتم مراقبة الحدود ضمن الدول الـ26 المنضوية في إطار فضاء «شنغن». إلا أنه عقب تدفق المهاجرين على دول القارة الأوروبية منذ عام 2015، قررت السويد والنمسا والدنمارك وألمانيا والنرويج (الدولة غير العضو في الاتحاد الأوروبي)، فرض إجراءات رقابة على حدودها لدواعٍ أمنية.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».