13 شخصية معروفة تتنافس في «ديو المشاهير» الشهر المقبل

مصباح الأحدب أول سياسي يشارك في البرنامج منذ انطلاقته

مصباح الأحدب
مصباح الأحدب
TT

13 شخصية معروفة تتنافس في «ديو المشاهير» الشهر المقبل

مصباح الأحدب
مصباح الأحدب

ينتظر اللبنانيون بحماس انطلاق الحلقة الأولى من برنامج الغناء «ديو المشاهير» التي حدد موعدها في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وهذا البرنامج يرتكز على عملية تنافس في الغناء بين مشاهير من لبنان والعالم العربي، بحيث يتبرع كل مشترك بالجائزة المالية التي يربحها في نهاية كلّ حلقة إلى جمعية خيرية يتبنى مساندتها.
وجديد «ديو المشاهير» في موسمه الثاني على شاشة «إم تي في» هو إطلالة النائب السابق مصباح الأحدب بحيث يكون بذلك أول سياسي لبناني يشارك فيه.
ومعروف عن السياسي الطرابلسي هواية الغناء إلى جانب هوايات أخرى تدور في فلك الموسيقى والمطبخ والزراعة والقراءة والأبحاث التاريخية وغيرها. فقد سبق أن تعرف اللبنانيون إلى هوايته الفنية هذه (الغناء) في أكثر من إطلالة تلفزيونية له إثر استضافته في برامج مختلفة عندما غنى وأسر المشاهد بأدائه العذب وصوته الجميل، لا سيما في أغان أجنبية.
«في الحقيقة لست بارعا في الغناء الطربي، فأنا لم أدرس الموسيقى يوما، كما أنني لا أجيد العُرَب التي يتطلبها الغناء الشرقي عادة». يقول مصباح الأحدب خلال حديثه لـ«لشرق الأوسط». وعن سبب موافقته على المشاركة في هذا البرنامج الذي يحمل طابعا فنيا، قال: «صحيح أنه برنامج فني، ولكنه يحمل رسالة إنسانية بامتياز، لأنه يدعم جمعيات خيرية مختلفة حسب خيار كل متبار فيه». وعما إذا كان ينتظر موجة من النقد ترافق إطلالته هذه، أوضح: «شاشة (إم تي في) متاحة مشاهدتها للجميع، ومن سيساندني سأكون له من الشاكرين، أما الآخرون فهم أحرار بآرائهم. ولا أبالغ إذا قلت بأن وقوفي إلى جانب أهل الفن يشرفني أكثر من وقوفي إلى جانب بعض السياسيين».
وأشار النائب السابق إلى أنه سيقدم أغاني مختلفة وسيبذل جهده للبقاء أطول مدة ممكنة في البرنامج، كي يحصل على جائزة مادية تستفيد منها جمعية «الازدهار» التي قرر دعمها، وهي تعنى بتقديم المساعدة للمرأة والمجتمع الطرابلسيين.
وعما إذا كانت مشاركته هذه ستعود عليه إيجابا في المعركة النيابية التي ينوي خوضها في الانتخابات المقبلة، أجاب: «البرنامج سيقدمني دون شك في قالب جديد قريب إلى قلوب الناس، أما النتيجة التي سيحدثها على صعيد ترشحي إلى (النيابة)، فهو أمر لا أستطيع البت فيه حاليا».
وعما إذ كان يشعر بالقلق إزاء وقوفه أمام لجنة تحكيم تتألف من محترفين في عالم الفن والموسيقى والإعلام، قال: «على العكس تماما، فأنا بغاية الشوق للقاء كل من أسامة الرحباني وسيمون أسمر ومنى أبو حمزة، علما بأنني معتاد على تقبل الخسارة وعلى تلقف النجاح في الحياة، دون أن يصيبني الدوار؛ تماما كما يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي:
وحالات الزمان عليك شتى
وحالك واحد في كل حال»
وبالعودة إلى باقي المشاركين في «ديو المشاهير» في موسمه الثاني، فهناك من لبنان أرزة الشدياق والممثلون داليدا خليل وطلال الجردي وبيار شماسيان ودجى حجازي وفادي شربل، والإعلاميان رجا ناصر الدين ورندة سركيس والمقدم التلفزيوني جيري غزال، إضافة إلى ساشا دحدوح (وصيفة ملكة جمال لبنان سابقا) وساندرا رزق (ملكة جمال لبنان عام 2000) وكذلك الممثل السوري أويس مخللاتي.
ومن المقرر أن يفتتح الحلقة الأولى من البرنامج الفنان عاصي الحلاني، على أن تحل الفنانة نوال الزغبي ضيفة على الحلقة الثانية منه. أما مهمة تقديمه فتعود إلى أنابيلا هلال التي سبق أن قدّمت الموسم الأول منه العام الماضي.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».