مصر: إقالة وتغييرات لقيادات أمنية رفيعة

TT

مصر: إقالة وتغييرات لقيادات أمنية رفيعة

شهدت مصر، أمس، حركة تغييرات وإقالات طالت قيادات أمنية رفيعة المستوى، وفي حين أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً بتعيين الفريق محمد فريد حجازي، رئيساً جديداً لأركان حرب القوات المسلحة، قرر وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار إقالة مساعده ورئيس قطاع الأمن الوطني، اللواء محمود شعراوي، ومدير أمن محافظة الجيزة اللواء هشام العراقي، ومدير إدارة الأمن الوطني بالمحافظة اللواء إبراهيم المصري، ومدير إدارة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي. وقبل أسبوع، راح 16 ضابطاً ومجنداً من قطاع «الأمن الوطني والعمليات الخاصة» ضحايا لكمين نصبه «إرهابيون» لقوة أمنية في طريق «الواحات» بصحراء محافظة الجيزة، فيما لا يزال مصير أحد الضباط المشاركين في العملية مجهولاً، بعد اعتراف «الداخلية» بانقطاع الاتصال معه، وتعثر العثور على جثته. وقرر السيسي تعيين الرئيس السابق للأركان، محمود إبراهيم حجازي، مستشاراً لرئيس الجمهورية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، فيما لم توضح وزارة الداخلية مصير من أقيلوا من مناصبهم.
وعاد الرئيس السابق للأركان قبل يومين، من واشنطن، بعد مشاركته في مؤتمر «رؤساء أركان الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب».
ورئيس الأركان الجديد، محمد حجازي، كان يشغل سابقاً منصب قائد الجيش الثاني الميداني منذ يوليو (تموز) 2010 ولمدة عامين، وخلال فترة ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، كان عضواً بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد، بعد تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن منصبه.
وبدا لافتاً حضور رئيس الأركان الجديد، أمس، لاجتماع أمني بحضور الرئيس السيسي، بصفته مساعداً لوزير الدفاع، وذلك قبل ساعات معدودة من إعلان نبأ ترقيته لمنصب رئيس الأركان. وناقش الاجتماع الرئاسي الذي حضره، أيضاً، وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية خالد فوزي، «التطورات الأمنية في البلاد وجهود ملاحقة الجماعات الإرهابية، لا سيما بعد الاشتباكات التي جرت أول من أمس، بين قوات الشرطة وبعض العناصر الإرهابية في طريق الواحات، وأسفرت عن مقتل عدد منهم»، بحسب بيان متحدث الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف.
وتطرق الاجتماع إلى «التدابير الجاري اتخاذها لضمان تأمين الحدود البرية والبحرية للبلاد، وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.