مركز الملك سلمان للشباب يطلق مسابقة للتطوع الميداني للمبادرين بالتطوع

مبادرة «نحن عطاء» تسعى لتحفيز طاقات الطلبة المبتعثين

TT

مركز الملك سلمان للشباب يطلق مسابقة للتطوع الميداني للمبادرين بالتطوع

أطلق مركز الملك سلمان للشباب مساء أول من أمس، مسابقة (#سعودي_مرّ_من_هنا)، ضمن مبادرة (#نحن_عطاء)، تهدف إلى دعم الطلاب والطالبات السعوديين الدارسين في الخارج، وتسعى المبادرة الأولى من نوعها في المملكة، إلى تعزيز الصورة الإيجابية عن المبتعثين والمملكة، وتفعيل طاقاتهم في مختلف الدول، وتحفيزهم على الاستمرار في العطاء ونشر تجاربهم وتوسيع أثرها، عبر رصد تجاربهم التطوعية وإتاحة منصة للتطوع الميداني لكل المبتعثين المبادرين والمهتمين بالتطوع، وتمهّد المسابقة للمشاركة بالتطوع في اليوم العالمي للتطوع الذي يوافق 5 ديسمبر (كانون الأول) 2017.
تمر المبادرة بسبع مراحل، شملت المرحلة الأولى رصد التجارب التطوعية للدارسين في دول الابتعاث، أمّا المرحلة الثانية فتتضمن مسابقة (#سعودي_مر_من_هنا) التي يبدأ التقديم لها من 26 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى 5 ديسمبر 2017.
ومن شروط التقدم للمسابقة، ألا تتجاوز مدة عمل المبادرة يوماً واحداً فقط، وأن تُنفذ المبادرة في بلد الابتعاث ذاته، وألّا تتجاوز تكاليف تنفيذ المبادرة 3 آلاف ريال، وأن يكون تنفيذها في اليوم العالمي للتطوع الموافق 5 ديسمبر 2017، وأن تكون المبادرة التطوعية ميدانية، وألّا يكون لها عائد مادي.
كما تشمل الشروط الالتزام بآلية تنفيذ المبادرة، وأن يكون رئيس الفريق وأعضاؤه من الدارسين في الخارج (المبتعثين أو الدارسين على حسابهم الخاص)، وأن يكون لها أثر اجتماعي، وأن يتضمن فريق العمل قائداً ومصوراً فوتوغرافياً وفيديو لتوثيق المبادرة، مع الالتزام بتعبئة نموذج التقديم بشكل صحيح ودقيق، لكل بند حسب الوصف المخصص له، وأن تكون المبادرة خاضعة لضوابط وأنظمة وقوانين بلد الابتعاث التي ستقام بها المبادرة المتقدمة على المسابقة.
ويجب أن تحقق الأعمال المقدمة معايير التقييم التي تشمل فاعلية المبادرة التطوعية لخدمة القضية، واستخدام أدوات ووسائل فعالة عند تطبيقها، وأن تكون التكلفة واقعية، مع توزيع الأدوار وتكاملها بين الفريق، وأن تصاغ الأهداف المرجوة من المبادرة بطريقة واضحة وشمولية وأن تكون نوعية ومتميزة.
وتتضمن المرحلة الثالثة من المبادرة اختيار 25 مشروعاً تطوعياً من قبل لجنة التحكيم للانضمام إلى المسابقة بعد اجتياز الشروط والمعايير، وذلك خلال الفترة بين 6 - 15 نوفمبر 2017، فيما تهتم المرحلة الرابعة بالتخطيط والتنظيم والإعداد للمشاريع التطوعية التي جرى اختيارها؛ وتقديم الدعم المادي واللوجيستي، مع تخصيص فريق إرشادي للاستعداد والتخطيط قبل انطلاق التنفيذ، وتوثيق المشاريع الميدانية كافة من خلال إنتاج أفلام قصيرة، وتقييم المشاريع المنفذة في اليوم العالمي للتطوع بواسطة لجنة تحكيم متخصصة، وذلك خلال الفترة بين 16 نوفمبر و4 ديسمبر 2017.
ويجري في المرحلة الخامسة تنفيذ الـ25 مشروعاً تطوعياً خلال يوم عمل واحد بالتزامن مع اليوم العالمي للتطوع 5 ديسمبر 2017 بإشراف مركز الملك سلمان للشباب، مع توثيق المشاريع التطوعية الميدانية، وتسليط الضوء على تطوعهم إعلامياً وعبر المنصات الرقمية للمركز للوصول لمجتمعات دول الابتعاث، ونشر نتائج الرصد لإنجازات التطوع للشباب السعودي المبتعث.
وتشمل المرحلة السادسة تقييم المشاريع المشاركة في اليوم العالمي للتطوع من خلال لجنة تحكيم متخصصة وذلك خلال الفترة 6 – 30 ديسمبر 2017، فيما يجري في المرحلة الأخيرة الإعلان عن المشاريع التطوعية الفائزة، وتكريم أبرز 5 مشاريع حاصلة على أعلى تقييم حسب التوزيع الجغرافي للقارات بحيث يتم اختيار مشروع من كل قارة.
وأوضح مركز الملك سلمان للشباب أن يناير (كانون الثاني) 2018 موعد إعلان المشاريع التطوعية الفائزة الحاصلة على أعلى تقييم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».