أكدت مصادر متقاطعة يوم أمس الخميس أن شادي المولوي وهو أحد أبرز المطلوبين اللبنانيين المتوارين منذ العام 2014 في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين الواقع في مدينة صيدا جنوب لبنان، خرج من المخيم قبل 5 أيام متوجها إلى سوريا مع مطلوبيْن آخرين ينتميان إلى جماعته. وتفاقمت ظاهرة تسرب المطلوبين من المخيم منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بعد تطهير الجرود الشرقية اللبنانية من تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وتبلور قرار لبناني - فلسطيني واضح بوجوب حل أزمة «عين الحلوة» بعدما تحول إلى «بؤرة أمنية» تحوي عددا كبيرا من المطلوبين للدولة اللبنانية.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الجيش اللبناني في الشهرين الماضيين للحد من تسرب هؤلاء إلى الخارج، وبحسب مصادر معنية بالملف، أن السلطات اللبنانية كما الفلسطينية لا تبدو مستاءة مما آلت إليه الأمور، «خاصة إذا ما تم التأكد أن هؤلاء المطلوبين باتوا في سوريا ولم يعودوا يشكلون خطرا على الاستقرار اللبناني الداخلي كما على المخيمات الفلسطينية المنتشرة على الأراضي اللبنانية».
وقال مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، يوم أمس، إنه «من المرجّح أن يكون الإرهابي شادي المولوي قد غادر مخيم عين الحلوة»، لافتا إلى أنه «ستكون هناك أخبار جيّدة حول الأمر في الأيام القادمة»، فيما تحدث قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب عن معلومات لديهم كمسؤولين فلسطينيين تؤكد بما نسبته 95 في المائة، أن المولوي ومعه مرافقان اثنان، خرجا من «عين الحلوة» قبل 5 أيام، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «في القريب سيتحول المخيم لمنطقة من أفضل المناطق اللبنانية». وإذ أكّد أن عملية تسرب المطلوبين تجري من دون علم القيادة الفلسطينية، باعتبار أن هؤلاء يلجأون إلى طرقهم الخاصة بالتخفي والتنكر، حثّ كل المطلوبين الذين ما زالوا في المخيم على الخروج منه أو تسليم أنفسهم للسلطات اللبنانية.
من جهته، كشف مصدر مطلع في حركة «فتح» لـ«الشرق الأوسط» أن الإحصاءات والتقارير الأخيرة تفيد بوجود نحو 200 مطلوب في المخيم بينهم نحو 35 مصنفون خطيرين، موضحا أن اللجنة التي تم تشكيلها مؤخرا لحل ملف المطلوبين انتقلت من العمل النظري إلى التنفيذ في الأيام الماضية من خلال انطلاقها بإجراء مسح رسمي لعدد هؤلاء المطلوبين مع تصنيفهم على عدد من الفئات تبعا لخطورتهم.
وكان قد سبق المولوي إلى الفرار من المخيم، المدعو «أبو خطاب» الذي اتهمه الجيش اللبناني بتزعم خلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات «إرهابية» في الداخل اللبناني، إضافة إلى مطلوبين آخرين بارزين خرج معظمهم من المخيم المكتظ سكانيا الشهر الماضي. ويعتمد هؤلاء على التنكر وتغيير مظهرهم الخارجي للتمكن من المرور على حواجز الجيش الثابتة عند مداخل المخيم. ورغم تأكيد «أبو خطاب» أنّه في طريقه إلى سوريا في فيديو صوره في مدينة جونية اللبنانية، لا يوجد هناك أي إثباتات أو ضمانات لخروج هؤلاء المطلوبين من الأراضي اللبنانية.
واللافت أن «عصبة الأنصار» وهي إحدى الجماعات المتشددة داخل «عين الحلوة» والتي أصدر القضاء اللبناني هذا الأسبوع قرارا بإعدام 6 من قيادييها، تُعتبر اليوم من الجهات المتعاونة مع السلطات اللبنانية لحل ملف المطلوبين باعتبار أنه كان لها الدور الأبرز في تسليم المطلوب الخطير خالد السيد في يوليو (تموز) الماضي. ويتحرك المتهمون من العصبة باغتيال 4 قضاة لبنانيين في العام 1999 بحرية داخل المخيم ولا يترددون حتى بالخروج على وسائل الإعلام.
وبالتزامن مع الإعلان عن خروج المولوي من «عين الحلوة»، وهو أحد أبرز المشاركين في معارك طرابلس بوجه الجيش في العام 2014. أعلنت قيادة الجيش يوم أمس، أنها نجحت وبإطار «عملية أمنية دقيقة قامت بها مديرية المخابرات، باستدراج الإرهابي الفلسطيني علي نعيم حميد الملقب بـ(علي نجمة)، وهو من جماعة الإرهابي بلال بدر، من داخل مخيم عين الحلوة حيث تم توقيفه»، لافتة إلى التحقيق معه بوشر بإشراف القضاء المختص.
يُذكر أن 127 شخصا سجلوا أسماءهم قبل أكثر من شهر لدى قيادات فلسطينية داخل «عين الحلوة» معظمهم مقرب من «جبهة النصرة»، طلبا لتأمين ممر آمن لهم للخروج باتجاه الأراضي السورية على غرار ما حصل مع عناصر «النصرة» الذين كانوا قد تركوا جرود عرسال واتجهوا إلى الشمال السوري مع انطلاق معارك الجرود الشرقية. إلا أن السلطات اللبنانية رفضت بحينها دمج الملفين، خاصة أن قيادة «النصرة» طالبت وقتها بخروج مطلوبين لبنانيين متورطين بقتال الجيش اللبناني تصر الدولة اللبنانية على محاكمتهم وترفض خروجهم، وأبرزهم المولوي.
تفاقم ظاهرة تسرب المطلوبين من «عين الحلوة» إلى سوريا
المولوي أحد أبرز المطلوبين للدولة اللبنانية خرج من المخيم قبل 5 أيام
تفاقم ظاهرة تسرب المطلوبين من «عين الحلوة» إلى سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة