عون يجدد الدعوة لحلّ قضية النازحين السوريين

حاكم استراليا التقى الرؤساء اللبنانيين الثلاثة

حاكم أستراليا يوقع في دفتر الزوار عند وصوله إلى القصر الرئاسي أمس  (دالاتي ونهرا)
حاكم أستراليا يوقع في دفتر الزوار عند وصوله إلى القصر الرئاسي أمس (دالاتي ونهرا)
TT

عون يجدد الدعوة لحلّ قضية النازحين السوريين

حاكم أستراليا يوقع في دفتر الزوار عند وصوله إلى القصر الرئاسي أمس  (دالاتي ونهرا)
حاكم أستراليا يوقع في دفتر الزوار عند وصوله إلى القصر الرئاسي أمس (دالاتي ونهرا)

توافق رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وحاكم أستراليا العام السير بيتر كوسغروف، الذي وصل إلى لبنان أمس والتقى الرؤساء الثلاثة، على «ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية - الأسترالية في مختلف الصعد، وتطوير آليات التعاون فيما بين البلدين في المجالات كافة، وفق دينامية متجددة لتعاون يخدم مصالحهما المشتركة».
وشدد عون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأسترالي في القصر الجمهوري، على «أهمية توحيد الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب، كما تم التوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية، وضرورة الإسراع في إيجاد حل لأزمة النازحين»، مطالباً بـ«دعم لبنان ليكون مركزاً دولياً لحوار الأديان والحضارات والأعراق معتمداً من الأمم المتحدة»، مؤكداً أهمية تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومنها القرار 1701 القاضي بانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي التي ما زالت تحتلها.
وأضاف: «شددنا على أهمية توحيد الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب الذي بات خطراً شاملاً، كما ركزنا على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية، وضرورة الإسراع في إيجاد حل لأزمة النازحين يسهم في إعادتهم إلى المناطق الآمنة في بلادهم، لا سيما أن لبنان لم يعد بمقدوره تحمل مزيد من الأعباء نتيجة ضخامة حجم هذا النزوح».
وكانت الخلوة الثنائية التي جمعت الرئيسين قبل المؤتمر الصحافي قد شملت مباحثات موسعة، حيث ثمّن عون خلالها الدعم الذي تقدمه أستراليا للبنان في المجال العسكري، لافتاً إلى «ضرورة زيادة المساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني الذي يضطلع بمهام حماية لبنان ومحاربة الإرهاب، أكان ذلك في مجال التدريب والتجهيز أو تبادل المعلومات».
من جهته، أكد السير كوسغروف «عمق العلاقة بين البلدين التي ترتكز على روابط اجتماعية واسعة النطاق»، مبدياً «التزام بلاده إزاءها ومواصلة النظر في سبل توطيدها بما في ذلك من خلال بناء روابط تجارية واستثمارية».
وأكد أن بلاده «تتابع باهتمام ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وفي لبنان خصوصاً، وتعبر عن ارتياحها للإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني في تحرير أرض لبنان من التنظيمات الإرهابية». وأبدى «استعداد أستراليا لدعم لبنان في مواجهة تداعيات النزوح السوري إلى أراضيه»، لافتاً إلى «اعتمادات مالية خصصتها بلاده لهذه الغاية».
وعلى صعيد التعاون الثنائي، شدد الحاكم الأسترالي على «الرغبة في تفعيل التعاون التجاري ومواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة»، مشدداً على «استمرار دعم بلاده للجيش اللبناني ولدور المراقبين الأستراليين في إطار مراقبة الهدنة».
وفي لقائه مع بري، عرض حاكم أستراليا تطوير العلاقات الودية والتعاون البرلماني في ظل الجسر الإنساني بين البلدين عبر مئات الآلاف من أبناء الجالية اللبنانية في أستراليا، ولفت بري إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية للقرار 1701، طالباً أيضاً أن تساعد أستراليا في الحل السياسي في سوريا وقضية النازحين السوريين في لبنان.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.