خيوط متينة من لعاب الديدان لمختلف الاستخدامات

TT

خيوط متينة من لعاب الديدان لمختلف الاستخدامات

تقيّد الديدان المخملية فرائسها بخيوط بالغة القوة من لعابها، وهي مادة مخاطية لاصقة من بوليمرات معينة، تتحلّل لاحقاً بالماء.
وقد قلّد العلماء الألمان، في معرض محاكاتهم للطبيعة في التقنيات الجديدة، هذه الديدان، لإنتاج خيوط متينة لمختلف الاستخدامات. وذكر العلماء في معهد «ماكس بلانك» المعروف أنّ الديدان المخملية تطلق من فمها مادة بوليمرية مخاطية، سرعان ما تجف في خيوط قوية كالنايلون، لكنّ هذه العملية تنعكس بعد فترة، وتتحول المادة إلى خيوط عندما تحاول الضحية الحركة لتخلص نفسها من المادة.
وتوصل فريق من علماء المعهد، بالتعاون مع علماء من جامعات بوتسدام ودسلدورف وكاسل، إلى أن الخيوط تتألف من جزئيات نانوية، ونجحوا في تقليدها مختبرياً، فيما كشف الباحثون أنّها تذوب في الماء بعد فترة، وتصبح بالتالي مثالية للخيوط المستخدمة في العمليات الجراحية مثلاً.
وذكر الباحث ألكسندر بير، في معهد «ماكس بلانك»، أنّهم يعرفون أنّ الخيوط تتألف من جزيئات بروتينات وأحماض دهنية كبيرة، وتتحول هذه الجزيئات عند حركة الضحية إلى سلاسل من كريات نانوية. وقد ظهر حتى الآن أنّ الدودة المخملية تنتج المادتين من غدد صغيرة مختلفة، إضافة إلى مركبات أخرى تمنح السلاسل النانوية المتانة واللزوجة، ولا يزيد قطر الكريات النانوية عن 75 نانومتراً.
وتنتج المادة غدتان على جانبي رأس الدودة، ويجري خزنها إلى لحظة الاستخدام. وثبت أنّ المادة المخاطية تحيط بالضحية، ولا تتصلّب في سلاسل نانوية إلا بفعل حركة الضحية. وتؤلف البروتينات الجزء الداخلي الّلزج من المادة الخيطية، في حين تشكل سلاسل الأحماض الدهنية وجزيئات الماء الطبقة الخارجية منها. وتوصل الباحثون الألمان إلى أن هذه الخيوط لا تقل متانة عن خيوط النايلون، وتتحلّل السلاسل بعد نحو ساعة من تصلبها إلى مادة لزجة تتألف من البروتينات والأحماض الدهنية نفسها.
والمهم بالنسبة لألكسندر بير هو أنّ العملية بأكملها، أي تحول المادة اللزجة إلى خيوط، والعودة إلى الحالة الطبيعية، تجري في درجة حرارة الغرفة. وهذا يعني أن عملية الإنتاج ستكون سهلة وغير مكلفة، لكنّهم ما زالوا في طور معرفة المزيد عن تركيبة المادة الّلزجة، وكيفية تفاعلها مع بعضها.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

العثور على رفات أسترالي داخل تمساحين

كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
TT

العثور على رفات أسترالي داخل تمساحين

كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)

عُثر على رفات أسترالي داخل تمساحين، إثر فقدانه خلال ممارسته الصيد في مياه منطقة تنتشر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الشرطة إنّ الرجل البالغ 65 عاماً، والذي عرّفت عنه وسائل الإعلام الأسترالية باسم كيفن دارمودي، كان قد ذهب في رحلة صيد في شمال ولاية كوينزلاند (شمال شرق) مع سكّان محليين.
وبحسب القوى الأمنية، صدّت المجموعة تمساحاً للتمكّن من مباشرة الصيد. وسمع شهود في وقت لاحق الرجل "يصرخ ويستغيث بصوت عالٍ جداً، ثم تبع ذلك صوت دفق كبير للمياه"، وفق المفتش في شرطة كيرنز الأسترالية مارك هندرسون.
وقتل حراس مسلّحون بالبنادق في وقت لاحق تمساحين بطول أمتار عدة في حديقة ليكفيلد الوطنية، حيث كانت المجموعة موجودة للصيد.
ووصف مفتش الشرطة ما حصل بأنه "مأساة"، قائلاً إنّ تحاليل أجريت على التمساحين "أتاحت للأسف التعرّف على رفات الرجل المفقود".
وقال هندرسون إنّ ضحية الحادثة كان "رجلاً لطيفاً للغاية" وكان مدير حانة من قرية ريفية في شمال الولاية.
وحذّر المسؤول عن المسائل المرتبطة بالثروة الحيوانية والنباتية في المنطقة مايكل جويس من أنّ كوينزلاند هي "أرض التماسيح". وقال "إذا كنتم في المياه وخصوصاً في ليكفيلد، التي صُنّفت تحديداً (كموقع) لحماية التماسيح، يجب أن تتوقّعوا رؤية تماسيح في تلك المياه".