«الأرز والفولاذ» فيلمٌ عن يَوميات سكّان مبنى تقليدي في بيروت

بعد أسبوعين من إقرار قانون حماية الأبنية التراثية

المخرجة فاليري فنسان
المخرجة فاليري فنسان
TT

«الأرز والفولاذ» فيلمٌ عن يَوميات سكّان مبنى تقليدي في بيروت

المخرجة فاليري فنسان
المخرجة فاليري فنسان

بعد أسبوعين من إقرار مجلس الوزراء اللبناني مشروع قانون حماية المواقع والأبنية التراثية وإحالته على مجلس النواب، وهو ما ناضلت هيئات مدنية طويلاً من أجله، تُقام في سينما «متروبوليس أمبير - صوفيل» في الأشرفية / بيروت، أيام 22 و23 و24 و25 من الحالي، أربعة عروض لفيلم «الأرز والفولاذ»، الذي يتناول البُعدين الإنساني والاجتماعي لقضية هَدْم الأبنية التراثية والتقليدية في بيروت، من خلال تصوير يوميات حياة قاطنيها، وإبراز نمط العلاقات الاجتماعية بينهم.
يركّز «الأرز والفولاذ» الذي تبدأ عروضه عند الثامنة مساء، وتبلغ مدته نحو ساعة، على الحياة اليومية لسكان مبنى قديم في بيروت، وهو أحد المباني التقليدية التي لا تزال صامدة أمام اجتياح الباطون والحديد للمشهد العمراني في المدينة.
يصوّر الفيلم الذي أخرجته الفرنسية فاليري فنسان وتولت إنتاجه اللبنانية ندى طراف (شركة Darkside) مع شركة A ProPos الفرنسية، مشاهد «صبحيات» القهوة وولائم الشوي المشتركة، وسواها من لحظات حياة سكّان هذا المبنى الذين يبدون أشبه بعائلة كبيرة، لا مجرّد جيران. ويطرح الفيلم قضية الأبنية التراثية والتقليدية، لا من زاوية الحجر فحسب، بل خصوصاً من زاوية البشر والقِيَم التي تجمعهم، والآخذة في الاندثار في مدينة تُهدَم فيها هذه المباني لترتفع مكانها الأبراج الفخمة، حاجبةً السماء والأفق.
تقول المخرجة فنسان: «هذا الفيلم قصّة حياة تختفي يوماً بعد يوم، وقصّة مدينة تتغير هويتها». وتضيف: «تلك المباني التي تحمل ذاكرة شعب بأكمله، تتعرض للهدم، ومعها تُدمّر أيضاً العلاقات الاجتماعية، ويَلوح مكانَها مستقبل من الباطون والحديد».
أمّا المنتجة ندى طرّاف فترى أنّ «هذا الفيلم يضع الإصبع، أو بالأحرى الكاميرا، على جرح محو الذاكرة، وأردنا من خلاله أن نساهم في معركة الحفاظ على الذاكرة والهوية، وأن نوفّر أداة إضافية لها، فإنقاذ الحجر هو إنقاذ للتاريخ، وإنقاذ التاريخ هو توفير فرصة لمستقبل أفضل». وتضيف: «هذا الفيلم ليس من النوع الوثائقي التحقيقي مع صور أرشيفيّة ومقابلات مع خبراء، وإنما مجموعة لحظات ومراحل من الحياة. إنّه مرافعة شاعريّة ترتكز على الواقع. هو فيلم شاعري ومؤثّر». وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم شارك في عدد من المهرجانات السينمائية في مونتريال وسيدني وطنجة، وستكون له محطات أخرى مقبلة. كذلك اختير للمشاركة في المعرض الذي يقيمه متحف «ماكسي» الشهير لفنون القرن الحادي والعشرين في روما، اعتباراً من 15 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، الذي سيخصص هذه السنة لبيروت.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.