السلالات الصامدة في الصين تخرج من خلف غبار الفحم

جهود لإنقاذ المواقع الأثرية من تأثيرات التلوث

مغارة يوانغانغ (يوانغانغ غروتوس) شهدت على صعود عدة سلالات حاكمة
مغارة يوانغانغ (يوانغانغ غروتوس) شهدت على صعود عدة سلالات حاكمة
TT

السلالات الصامدة في الصين تخرج من خلف غبار الفحم

مغارة يوانغانغ (يوانغانغ غروتوس) شهدت على صعود عدة سلالات حاكمة
مغارة يوانغانغ (يوانغانغ غروتوس) شهدت على صعود عدة سلالات حاكمة

تغطي سحب من غبار الفحم الذي ينفثه الزوار، تلك التماثيل البوذية العملاقة التي نحتها البدو الرحل الفاتحون الذين يتحدثون التركية، من الحجر الرملي الذهبي، في القرنين الخامس والسادس.
الآثار التي يطلق عليها «مغارة يوانغانغ (يوانغانغ غروتوس)» شهدت على صعود عدة سلالات حاكمة واندثارها وحروب حديثة وثورة ثقافية ظلت صامدة لقرون. لكن كارثة الصين الأكثر ازدهارا - التلوث الصناعي - أخذت تنهش الحجر الرملي.
وانخرط المسؤولون الصينيون والمهتمون بالمحافظة على المباني والمنشآت التاريخية في جهود طموحة لحماية تلك التماثيل، مما يمكن أن يعد نموذجا لإنقاذ الآثار في مواقع أخرى. ولم يكتفوا بتنظيف التماثيل وإنشاء حديقة كبيرة فحسب، بل أغلقوا مناجم الفحم المجاورة وأزالوا أو نظموا مصادر أخرى لتلوث الجو. ويقول هوانغ جيزهونغ، كبير المهندسين في مكتب محافظة شانكسي للآثار الثقافية ومدير أبحاث المغارات السابق، إن الوضع كان أسوأ من ذلك.
ويقول العلماء والمسؤولون إن الهواء في أجزاء كبيرة من الصين هو الأسوأ تلوثا في العالم، ويهدد ذلك المواقع التاريخية في مختلف أنحاء البلاد. وبحسب تقارير إخبارية صينية، فمن بين الآثار التي أتلفتها الأمطار الحمضية تمثال بوذا العملاق في ليشان بمحافظة سيشوان، وتمثال غوانيين ذو الألف ذراع، الذي يبلغ عمره 800 سنة، وهو شخصية بوذية موقرة في دازو. وحذر أستاذ في غواغظو، وهي عاصمة لمحافظة في الجنوب، من أن الأمطار الحمضية تؤدي أيضا إلى تآكل المباني المبنية من الحجر الرملي الأحمر هناك التي تعود إلى أسرة مينغ الحاكمة.
وحتى محاربو تيراكوتا من شيان رمز الحضارة الصينية، قد يكونون تحت التهديد. وقد دعا الأستاذ لي شون شينغ من جامعة هونغ كونغ التقنية لإنشاء جدران زجاجية حول تماثيل المحاربين التي لا يحميها حاليا سوى مجرد سقف.
وينصح الخبراء الذين يعملون في مغارات يوانغانغ في قلب مناطق إنتاج الفحم بالصين، المسؤولين بالسعي للمحافظة على مواقع أثرية في مناطق أخرى.
وزار هوانغ الآثار على جانب الجبل في شيانتانغشان وياونغشان اللتين تقعان في مناطق شديدة التلوث شمال الصين، وطلب من المسؤولين غلق مصانع الإسمنت أو نقلها. ويقول هوانغ إن المسؤولين استجابوا في بعض الحالات، وفي الحالات التي لم يستطيعوا فيها الاستجابة بغلق أو نقل المصانع، بنوا حواجز زجاجية حول التماثيل. ويضيف هوانغ أن جميع الآثار تعاني من شيء مشترك، وهو تلوث الهواء وأثر المياه، ولذلك يمكن لجميع المناطق الاستفادة مباشرة من تجربة يوانغانغ.
ويعد الفحم جزءا كبيرا من المشكلة؛ إذ ينبعث من حرق الفحم ثاني أكسيد الكبريت الذي يزداد أكسدة في الجو ثم يتحد مع الماء لينتج حامض الكبريتيك.
ويقول ليو شياوكوان، من كبار مديري معهد أبحاث بمغارات يوانغانغ، إن أثر تلوث الجو والأمطار الحمضية على التماثيل بمغارات يوانغانغ اشتد خلال الثمانينات والتسعينات، حين دعمت صناعة الفحم في محافظة شانكسي التقدم في الصين. ويقع طريق وطني سريع أمام المغارات حيث يقف أكثر 51.000 تمثال في 254 محرابا وكهفا. وتمر بهذا الطريق نحو 20.000 شاحنة من شاحنات الفحم يوميا، كما أن سكان القرى يحرقون الفحم من أجل الطبخ والتدفئة.
وبحسب هوانغ، فقد بدأت عمليات الترميم، التي شجعت عليها منظمة اليونيسكو للتراث العالمي، في أواخر التسعينات. وأبعد المسؤولون الطريق السريع عام 1998 ومنعوا شاحنات الفحم من استخدامه، كما أمرت السلطات بغلق نحو عشرة مناجم صغيرة.
ونقل المسؤولون كذلك ست قرى كانت تضم 4750 منزلا من المنطقة بسبب اعتراض بعض السكان الذين قالوا إن التعويض قليل للغاية.
ويستخدم العمال فرشا ناعمة لإزالة غبار الفحم الذي يغطي التماثيل. وعادت الكثير من تماثيل بوذا لتطل بطلعتها الذهبية التي أرادها لها ناحتوها، وبرز على السطح بعض الطلاء المشرق الذي دهنته بعض الأسر الحاكمة الأخيرة. وأكبر تمثال لبوذا طوله 56 قدما، وهو تمثال جالس ووجهه مغطى بطبقة خفيفة من الدهان الذهبي.
واختيرت المغارات لتكون ضمن قائمة مواقع التراث العالمي عام 2001، ثم بدأت بعض الأعمال الإضافية عام 2008 بما في ذلك منع حافلات الجولات السياحية من الطريق الوطني السريع، وتوسيع الحديقة التي تشمل المغارات إلى ستة أضعاف حجمها الأصلي، وغرس بعض الأشجار. ويوجد في الساحة تمثال مشرق من النحاس لتان ياو، وهو راهب من أسرة ويي الشمالية الحاكمة أشرف على بناء المغارات الأولى للحكام الإمبرياليين.
ويقول ليو إن عدد الحجاج البوذيين والسياح قد ازداد. ويزور الحديقة ما بين مليون ونصف إلى مليوني زائر سنويا بعد أن كان يزورها نحو نصف مليون زائر قبل أقل من عشر سنوات.
ويضيف ليو أنه لا يزال هناك منجم واحد تابع لشركة «داتونغ» لمناجم الفحم الحكومية يعمل على مرأى من المغارات، إلا أن الشركة أغلقت بعض الأنفاق وتحسن التحكم في الغبار والتلوث.
وتقول ما ييكشيا، وهي مرشدة رسمية، إن المياه ظلت تهدد المنحوتات عبر القرون. وخلال حكم أسرة جيرشين جين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر هدد نهر يجري أمام الكهوف التماثيل، فأمر المحارب العظيم بتحويل مجرى النهر.
وتضيف السيدة «ما» أن حكام تيوبا الأوائل من أسرة ويي الشمالية استغلوا أقدم الكهوف لنشر فكرة أن لديهم الحق الإلهي لحكم السكان المهزومين. ونقل حكام تيوبا عرشهم أخيرا جنوبا إلى ليويانغ، التي تعرف حاليا بمحافظة هينان، وبنوا هناك تماثيل أضخم لبوذا في مغارات لونغمين، وهي من مواقع اليونيسكو أيضا. ويبذل المسؤولون هناك جهود ترميم مشابهة لما في يوانغانغ فيما يبدو بوصفها ممارسة تقليدية للحكومات المحلية التي تسعى إلى الحصول على الاعتراف الدولي.
ويختم هونغ قائلا إن ما عجز المسؤولون الصينيون عن التحكم فيه أو لم يرغبوا في ذلك هو التحكم في مستويات التلوث في طبقة الغلاف الجوي الثانية (الستراتوفير). وبحسب وكالة «شينوا» الحكومية للأخبار، ضربت الأمطار الحمضية 135 مدينة في أوائل عام 2013، وتأثرت 23 مدينة منها تأثرا شديدا، ولا يزال تلوث الجو يمثل تهديدا.
* خدمة «نيويورك تايمز»



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».