بري: لا بديل عن الحريري في رئاسة الحكومة

قال إن إقرار الموازنة من شأنه أن يلغي أكثر من نصف الفساد

TT

بري: لا بديل عن الحريري في رئاسة الحكومة

أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن «لا بديل عن رئيس الحكومة سعد الحريري»، مشيداً بمواقفه «خصوصاً تلك التي أطلقها من روما، تعليقاً على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب استراتيجيته تجاه إيران». وشدد على أن «الانتخابات النيابية باتت أمراً واقعاً، وهي حاصلة في موعدها».
وقال بري أمام زوّاره، أمس، إن «إقرار موازنة السنة الحالية يفتح المجالَ لإنجاز موازنة السنة المقبلة في أسرع وقتٍ ممكن، خصوصاً أنّ التحضيرات في شأنها قطَعت أشواطاً متقدمة، بما يؤشّر إلى إمكان إحالتها من الحكومة إلى المجلس النيابي في القريب العاجل». واعتبر أن «معاناة لبنان الدائمة هي من الفساد الموجود على غير صعيد، وأنّ إقرار الموازنة من شأنه أن يلغي بين 50 و60 في المائة من هذا الفساد، وهذا لا يعفي أبداً من إطلاق حملةٍ سريعة بعد الانتهاء من الموازنة لمواجهة هذا الفساد».
وشدَّد رئيس البرلمان اللبناني على أن «الانتخابات النيابية باتت أمراً واقعاً ولا مفرّ مِن إجرائها في مواعيدها»، إلا أنه حرصَ على إعادة تأكيده على «أهمية اللقاء الثلاثي الذي جَمعه في كليمنصو أخيراً مع الحريري و(رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط)»، مشدّداً على أنّ هذا اللقاء «لا يستهدف أي فريق لبناني، بل كان لمصلحة لبنان وأوحى بالدرجة الأولى إلى التحصين». وأكد بري أنّه مطْمئن للوضع الداخلي في لبنان، منوِّهاً بـ«مواقف الأفرقاء جميعاً، ومقاربتهم المسؤولة للتطوّرات المتسارعة دوليّاً وإقليمياً».
إلى ذلك، استقبل بري بعد ظهر أمس، رئيس الحكومة السابق تمام سلام وعرض معه الأوضاع الراهنة. وقال سلام بعد الزيارة: «كانت جلسة مستفيضة. فيما يدور اليوم من اهتمامات وطنية كبرى نواجهها جميعاً في ظل ما نحن مقبلون عليه، من توطيد أركان الدولة والنظام وخصوصاً الانتخابات النيابية، وأيضاً الجلسات التشريعية لدعم هذا المسار». وأضاف: «يهمني في خضم ما نحن فيه وفي هذه المرحلة الدقيقة والحرجة، أن يلتزم الجميع الخطاب الوطني المخلص والابتعاد عن الاستئثار والتفرد والاستفزاز والتصعيد والمزايدات، في خطاب هنا وفي مناسبة هناك، لأن هذا لن ينفع فيما يصبو إليه كل مخلص في هذا البلد من وحدة صف ووحدة كلمة».
ورأى سلام أن المنافسة في الانتخابات النيابية المقبلة مشروعة، ورفع الصوت والاهتمام بقضايا الناس وهموم البلد، ولكن ليس بخطاب استفزازي فئوي ينعكس سلباً على المناخ العام في البلد. وأكد أن «الأجواء السلبية لا تبني وطناً ولا تبني ديمقراطية ولا تعزز لبنان»، محذراً من هذا الأسلوب وهذه اللغة التي أصبحت متكررة اليوم. وناشد سلام الجميع «التعقل والتفتيش عن كل كلمة وكل موقف وكل خطاب يساعد في تعزيز مسيرة البلد وتعزيز نمو وتقدم الوطن».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.