لماذا تبدو أعراض حرقة المعدة مماثلة للنوبة القلبية؟

ألم القلب يختلف بالشعور بضغط على وسط الصدر

لماذا تبدو أعراض حرقة المعدة مماثلة للنوبة القلبية؟
TT

لماذا تبدو أعراض حرقة المعدة مماثلة للنوبة القلبية؟

لماذا تبدو أعراض حرقة المعدة مماثلة للنوبة القلبية؟

> هل صحيح أن ألم الصدر قد يكون نتيجة لحرقة المعدة في بعض الأحيان؟
- صحيح، حيث تمت تسمية هذه الحالة (حرقة المعدة) بهذا الاسم الإنجليزي «heartburn» لأنها تتسبب في الشعور بحرقة في الصدر بالقرب من القلب. مع ذلك، لا تمثل هذه الحالة مشكلة في القلب؛ بل تنتج عن مشكلة في المعدة والمريء؛ وهو القناة التي تحمل الطعام والشراب من الحلق مروراً بالصدر وتوصله إلى المعدة.
حرقة المعدة
> هل يثير هذا الأمر ارتباكاً لديك؟ دعني أوضح إذن...
عند نقطة التقاء المريء بالمعدة، توجد عضلة دائرية تنقبض لمنع خروج الحمض الذي يتم إفرازه في المعدة وعودته إلى المريء. وفي الوضع الطبيعي يكون المريء مسترخياً عند البلع من أجل السماح للطعام بالمرور إلى المعدة. مع ذلك، أحياناً لا تستطيع العضلة الانقباض بشكل سليم وبدرجة كافية تمنع ارتجاع الحمض.
وحين يلامس الحمض البطانة الداخلية للمريء يجرحه، ويسبب الشعور بالألم أو «الحرقة» كما يطلق عليها. إذا تكرر حدوث ذلك بشكل منتظم، يصبح ذلك مرض الارتجاع المعدي المريئي «gastroesophageal reflux disease GERD».
كذلك يوجد القلب في الصدر، وتحديداً على الجانب الأيسر من المريء؛ وحين لا تحصل عضلة القلب على كمية الدم اللازمة للقيام بوظيفتها التي يتطلبها الجسم، يؤدي ذلك أيضاً إلى الشعور بالألم. هذا هو سبب الشعور بألم في الصدر عند الإصابة بالنوبة القلبية. والأعصاب التي تحمل الإشارات العصبية الواردة من المريء تحمل أيضاً إشارات من القلب نظراً لوجود كل من المريء والقلب في الصدر.
نصائح
هل تدرك المعضلة الآن؟ قد يكون ما تشعر به من ألم في الصدر هو ارتجاع المريء الذي يسبب الحرقة. وربما تكون المسألة مؤشرا أوليا يدل على الإصابة بنوبة قلبية. وفي الوقت الذي قد تسبب فيه الحالة الأولى الشعور بعدما الارتياح، قد تؤدي الحالة الثانية إلى وفاتك. لذا من المهم معرفة الفرق بين الاثنين. اطرح على نفسك سؤالين:
* أولا: ما شكل الألم؟ يشعر المرء في حالة حرقة المعدة بحرقة، على العكس من ذلك، يسبب الألم في القلب الشعور بضغط في وسط الصدر. كثيراً ما ينتقل الألم الذي يكون سببه القلب إلى مركز الصدر، والعنق، والفك السفلي، والكتف (يحدث على الجانب الأيسر أكثر مما يحدث على الجانب الأيمن)، وأحياناً يكون أسفل الذراع اليسرى.
* ثانياً: ما الأعراض الأخرى التي تشعر بها؟ كثيراً ما يصاحب حرقة المعدة تجشؤ، وانتفاخ، والشعور بوجود حمض، ومذاق مر في الحلق والفم. على الجانب الآخر؛ قد يصاحب الشعور بالألم في القلب التعرق البارد، وشحوب الوجه، والشعور بالإرهاق والإعياء الشديد، والدوار، وعدم القدرة على التنفس، والشعور بالغثيان، خصوصاً لدى النساء. لذا؛ إذا كنت تشعر بألم في الصدر، فينبغي ملاحظة شكل الألم، أو أي أعراض أخرى مصاحبة له. ويمكّن اكتشاف مشكلات القلب مبكراً، من إنقاذ حياتك.
* رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»
خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صداقات «السوشيال ميديا» تعزز الثقة بالنفس

منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)
منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)
TT

صداقات «السوشيال ميديا» تعزز الثقة بالنفس

منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)
منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن جودة الصداقات عبر الشبكات الاجتماعية يمكن أن تسهم في تقليل الشعور بالوحدة، وتعزيز احترام الذات، والثقة بالنفس، مما يقلل من مخاطر الاكتئاب.

وأوضح باحثو جامعة أركنساس في الدراسة التي نُشرت نتائجها، في دورية «Telematics and Informatics»، أن الصداقات الرقمية قد تساعد في كسر الحواجز الاجتماعية، وتشجيع التفاعل الاجتماعي الواقعي. ورغم الانتقادات التي تشير إلى أن هذه العلاقات الافتراضية أقل عمقاً مقارنة بالعلاقات الواقعية، أظهرت الدراسة أن الصداقات المبنية على الاهتمامات المشتركة والدعم المتبادل، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية.

وقد شملت الدراسة مسحاً لآراء 1500 مشارك، تابع الباحثون أكثر من نصفهم بعد مرور 6 أسابيع. وهدفت إلى دراسة تأثير جودة الصداقات على تقدير الذات الدائم والشعور بالوحدة، مع التمييز بين تقدير الذات الدائم الذي يُعد أكثر استقراراً، وتقدير الذات المؤقت الذي يتغير تبعاً للمواقف، مثل الحصول على إعجاب على منشور في وسائل التواصل الاجتماعي.

وطُلب من المشاركين تقييم عبارات مثل «أنا شخص ذو قيمة»، و«أعتقد أن لدي صفات جيدة» على مقياس من 5 نقاط، بالإضافة إلى استبيانات حول شعورهم بالعزلة أو الاستبعاد، خلال الأسبوع الماضي.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين شعروا بالقرب والرفقة مع أصدقائهم عبر الشبكات الاجتماعية، شهدوا زيادة ملحوظة في احترام الذات، وهو ما انعكس على تقليل مستويات الوحدة لديهم. واستمر التحسن بعد مرور 6 أسابيع. وكانت هذه التأثيرات أكثر وضوحاً لدى الفئات السنية بين 18 و39 عاماً، بينما كانت أقل تأثيراً على الأفراد الذين تجاوزت سنهم 50 عاماً. وبيَّنت الدراسة أن الأفراد الأكبر سناً قد لا يعدُّون الصداقات الرقمية مكملة للعلاقات الواقعية، مما يجعل تأثيرها أقل إيجابية عليهم.

وأكد الباحثون أن استخدام الشبكات الاجتماعية بطرق إيجابية وموجهة نحو بناء علاقات ذات جودة عالية، يمكن أن يقلل من الشعور بالعزلة الاجتماعية، مما يساهم في تقليل مخاطر الانتحار. واقترح الباحثون الانضمام إلى مجموعات رقمية تهتم بمواضيع غير سياسية قائمة على الاهتمامات المشتركة، مثل تشجيع فريق رياضي معين، أو ممارسة هوايات، كالمشي في الطبيعة أو الزراعة أو مراقبة الطيور. وأشاروا إلى أن هذه الأنشطة يمكن أن تساعد في توسيع الروابط الاجتماعية وتعزيز التفاعل الواقعي، مما يُعزز من الشعور بالرفقة والتقارب.

تجدر الإشارة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين؛ حيث تتيح وسيلة فعّالة للتواصل وبناء علاقات اجتماعية، رغم البعد الجغرافي.