فر آلاف آخرون من الروهينغا إلى بنجلادش هذا الأسبوع في موجة جديدة من طوفان مستمر للاجئين الهاربين من العنف وأيضا الجوع. وقال بعض القرويين في ولاية راخين: إن الغذاء أوشك على النفاد؛ لأن الأرز في الحقول ليس جاهزا للحصاد، ولأن حكومة ميانمار أغلقت أسواق القرى وقيدت نقل الغذاء. وكانت قد خفت وتيرة تدفق اللاجئين، لكن في الأيام القليلة الماضية قال مسؤولون حكوميون إن عشرات الآلاف وصلوا، معظمهم من مناطق من ولاية راخين. وكثيرون يعبرون نهر ناف في أضيق نقاطه، لكن آخرين يحاولون العبور بحرا، على مراكب صيد متداعية غير ملائمة للإبحار في خليج البنغال.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن حرس الحدود في بنغلادش أفادوا بعبور أكثر من 11 ألفا من اللاجئين الروهينغا إلى بنغلادش من ميانمار.
وقال أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية في إفادة صحافية في جنيف أمس (الثلاثاء): «عدنا إلى وضع التأهب التام فيما يتعلق بتدفق (اللاجئين). إنها زيادة كبيرة بعبور 11 ألفا». وأضاف، كما جاء في تقرير «رويترز»: «تعمل المفوضية مع سلطات بنغلادش لإنشاء مركز عبور استعدادا لتدفق محتمل للاجئين في الأيام المقبلة». وانضم اللاجئون الجدد إلى روهينغا آخرين كانوا فروا بعدما قام الجيش في ميانمار وميليشيات مسلحة بوذية في راخين في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي بمهاجمة قرى الأقلية المسلمة.
وفي الأمس، قالت السلطات في ميانمار، إنه لا توجد مؤشرات على هجمات لمقاتلين من مسلمي الروهينغا مع انتهاء وقف لإطلاق النار أعلنته جماعة «جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان» لمدة شهر بدءا من العاشر من سبتمبر (أيلول) لتسهيل إيصال المساعدات إلى ولاية راخين. وتسببت الحملة الحكومية في شمال راخين في فرار نحو 520 ألف مدني من الروهينغا إلى بنغلادش وأثار تنديدا دوليا. وأدانت الأمم المتحدة العنف ضد الروهينغا باعتباره تطهيرا عرقيا. وحتى قبل الهجوم الحكومي كانت جماعة جيش الإنقاذ الصغيرة والمسلحة تسليحا خفيفا قادرة فقط فيما يبدو على شن هجمات كر وفر على مواقع أمنية وعاجزة عن تشكيل أي نوع من التحدي الدائم للجيش.
وقال متحدث حكومي: إن السلطات كانت في حالة تأهب خلال الأيام الماضية وشددت إجراءات الأمن في سيتوي عاصمة الولاية مع اقتراب نهاية وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث مين أونج صباح أمس، كما جاء في تقرير «رويترز»: «وردت إلينا معلومات عن أن جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان قد يهاجم... لكن لم ترد تقارير عن وقوع هجمات». وقال المقاتلون يوم السبت الماضي إنهم مستعدون للتجاوب مع أي مبادرة سلام من الحكومة رغم انتهاء وقف إطلاق النار عند منتصف ليل الاثنين. وأكدوا أيضا مطالبهم بحقوق الروهينغا الذين تعتبرهم ميانمار مهاجرين غير شرعيين، وترفض منحهم الجنسية بموجب قانون يربط الجنسية بالعرق.
وقضى نحو 160 منهم غرقا. وأعلنت شرطة بنغلادش الثلاثاء العثور على جثث تسعة مهاجرين بعد غرق مركب مكتظ بعشرات الفارين من العنف؛ مما يرفع حصيلة الضحايا إلى 23 قتيلا. وعثر على ثماني جثث على ضفاف نهر ناف الذي يشكل الحدود الطبيعية بين بنغلادش وميانمار، وعلى جثة أخرى على بعد كيلومترات على جزيرة سانت مارتن.
وأكثر من نصف عدد ضحايا الكارثة الأخيرة هم أطفال، بحسب ميان الدين، قائد شرطة بلدة تكناف الحدودية. ولم يستطع تحديد عدد المفقودين، لكن ناجين ومسؤولين قالوا: إن المركب كان يقل ما بين ستين ومائة شخصا. وحتى الآن أنقذ خفر السواحل البنغلادشي وحرس الحدود 15 شخصا. ومن بين موجة المهاجرين الأخيرة طفلان في الثانية والثالثة من العمر، قضيا بسبب الجوع والإرهاق لدى وصولهما بنغلادش. وقال المسؤول المحلي في قرية انجومنبارا الحدودية سلطان أحمد لوكالة الصحافة الفرنسية «أبلغنا أهاليهما بأنهما قضيا بسبب الجوع. مشيا لسبعة أيام ولم يأكلا شيئا».
وفاقم العجز في المرافق الصحية وأماكن الإيواء والأغذية في كوكس بازار من مخاطر انتشار الأمراض، ومن بينها الكوليرا. وخلال الأسبوع الماضي، تم رصد أكثر من عشرة آلاف حالة إصابة بالإسهال بين اللاجئين. وتقوم كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ووزارة الصحة البنجالية بتنفيذ حملة وقاية من الأمراض. وأعلنت وكالة أممية انطلاق حملة موسعة لتطعيم نحو 650 ألف من لاجئي في بنغلاديش، أمس، لمنع انتشار الكوليرا. كما بدأت منظمة الصحة العالمية أمس توزيع 900 ألف جرعة تطعيم ضد الكوليرا في مخيمات للاجئين، في حين تهرع السلطات لاحتواء تفش كبير للمرض. وقال أطباء في مستشفيين لـ«رويترز»: إن عددا من الحالات ظهرت عليها أعراض الكوليرا، وهو مرض فتاك يمكن أن يودي بحياة المريض في غضون 36 ساعة إذا لم يخضع للعلاج.
وقال إدوارد بيجبيدير، ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في بنغلاديش: إن «هذه هي ثاني أكبر حملة تطعيم عبر الفم في العالم بعد حملة هايتي عام 2016».
وقال الطبيب إن. بارانيثاران، ممثل منظمة الصحة العالمية في بنغلادش: «هناك مخاطر واضحة من انتشار الكوليرا». وأشار بارانيثاران إلى أن حملة التطعيم ضد الكوليرا في بنغلادش هي ثاني أكبر حملة تطعيم من نوعها في التاريخ، وستكون مهمة لاحتواء أي تفش. وسينتشر ما يزيد على ألف شخص في مختلف أنحاء المخيمات مترامية الأطراف التي تقع على الطرف الجنوبي من بنغلادش، ويعيش فيها أكثر من 519 ألفا من لاجئي الروهينغا. وقال بارانيثاران «وبينما نقوم بهذا التطعيم، فإنه ليس بديلا عن إصلاح الصرف الصحي والماء. إنه يكسبنا وقتا فقط». وأضاف: «لم تحقق منشآت الصرف الصحي وزيادة النظافة المعايير بعد. ما زالت في حاجة إلى التحسين بسرعة».
7:57 دقيقة
عودة تدفق لاجئي الروهينغا إلى بنغلاديش
https://aawsat.com/home/article/1048646/%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D9%81%D9%82-%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86%D8%BA%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4
عودة تدفق لاجئي الروهينغا إلى بنغلاديش
تنظيم ثاني أكبر حملة تطعيم عبر الفم بالعالم في صفوفهم خوفاً من تفشي الكوليرا
عودة تدفق لاجئي الروهينغا إلى بنغلاديش
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة